الإعلام الكوردي ليس طائفياً ومساحة حريته أفضل من غيره

مؤسس "كوردستان24 ":

اربيل- K24:

قال مدير عام ومؤسس "كوردستان 24" للاعلام والابحاث نورالدين ويسي، إن الإعلام الكوردي "ليس طائفيا ولا تحريضيا" مقارنة بالاعلام العراقي او دول الجوار، مشيرا الى ان مساحة الحرية التي يتمتع فيها الصحفيون في كوردستان تعد "افضل" مما موجود في المنطقة.

وفي مقابلة مع قناة "المدى" الفضائية قال نورالدين ويسي إن الاعلام بصورة عامة "يمر بازمة كبيرة، فهناك الكثير من المشاكل تعترض الإعلام، لاسيما الاعلام الكوردي والإعلام العراقي بشكل عام".

وكان ويسي يتحدث في المقابلة التلفزيونية التي اجريت معه، على هامش المعرض الدولي للكتاب الذي نظمته مؤخرا مؤسسة المدى للثقافة والإعلام في اربيل عاصمة اقليم كوردستان، حيث شارك ويسي في ندوة عن دور الاعلام في الاصلاح السياسي.

واوضح ويسي سارداً جملة من العقبات التي تواجه الإعلام أنه "لاتوجد حرية مطلقة في الإعلام، لا في كوردستان ولا في العراق والشرق الاوسط ولاحتى في العالم مثلما يعتقد بعض الصحفيين هنا، فهذا ليس صحيحا.. اذ لا توجد حرية مطلقة في كل الاعلام بالعالم".

واضاف ويسي مجيباً على سؤال عن الوضع العام للاعلام الكوردي، قائلا "يعد تاريخ الإعلام في كوردستان حديثا، واقصد بذلك الصحافة المهنية، إذ يمكن ان نطلق على الإعلام بانه اعلام حزبي، بمعنى أنه اعلام ممول من احزاب او من الحكومة او من جهات داعمة اخرى".

وحينما سئل عن مساحة الحرية التي يتمتع بها الاعلام الكوردي في محاربة الفساد الاداري والمالي في كوردستان، قال ويسي إنه "افضل بكثير لو قورن مع الاعلام العراقي او دول الجوار".

لكن مدير عام "كوردستان 24" نورالدين ويسي، اشار ايضا الى وجود "خطوط حمر" بالنسبة للاعلام في كوردستان وكذلك في العراق.

وقال ويسي في المقابلة التي اجريت داخل معرض اربيل الدولي للكتاب "لكن على الأقل، الاعلام الكوردي ليس طائفيا وليس تحريضيا كما هو موجود في العراق والدول المجاورة الاخرى، فهناك قنوات فضائية تبث السموم الطائفية والحقد الطائفي مع كل الاسف، وهذا ليس موجودا" في كوردستان.

وتابع "مع كل ذلك، هناك حدود لحرية التعبير".

وانتقد ويسي عدم اجادة الكثير من الصحفيين للغات واسعة الانتشار بالقول إن "الكثير من العاملين في الصحافة والاعلام ليسوا مهنيين، فهم لا يتمتعون باي خلفيات اكاديمية، ولايملكون شهادات جامعية، وهذا الأمر لا يعد مشكلة كبيرة بحد ذاته، فهناك الكثير من الصحفيين المتميزين الذين لم يتخرجوا من كليات الإعلام، لكن المشكلة هي ان معظم العاملين في وسائل الاعلام لا يتقنون لغة حية بعينها  كاللغة الانكليزية مثلا، فالالمام باللغة هو عنصر اساسٍ من عناصر تكوين الصحافة".

وحث ويسي، الصحفيين على متابعة القنوات التلفزيونية العالمية بدلا عن المحلية، وقال إن القائمين على القنوات المحلية "يقلدون بعضهم"، واضاف "كثيرا ما نرى ضيفا معينا في قناة، ثم في اليوم التالي نشاهده في قناة اخرى، وينطبق ذلك تماماً مع البرامج والاخبار".

ومضى للقول "هناك محطات تلفزيونية تبث اخبارها بطابع بروتوكولي فيما هناك قنوات اخرى تنقل مؤتمرات صحفية مملة"، مؤكدا ان هذا لا يهم المواطنين.

واستدرك مدير عام ومؤسس "كوردستان 24" للاعلام والابحاث نورالدين ويسي أنه "حسب اعتقادي، السبب في ذلك، يرجع الى الذين يديرون هذه المؤسسات ويبدو أن لهم رغبة في ارضاء مسؤوليهم، وارضاء السياسيين وليس عامة الناس".

وقال منتقداً هذا الاسلوب في الطرح بوسائل الإعلام "غالبا ما يكون الخبر الاول في النشرات الاخبارية هو عن مسؤول سياسي او شخصية سياسية في كوردستان وفي الشرق الاوسط عموما... ونادرا ما نجد القصص التي تمس حياة المواطنين".

وفي رده على سؤال عن امكانية بث نشرات اخبارية في قناة كوردستان 24 بالعربية، قال ويسي "بدأنا ذلك في الموقع الالكتروني لقناة كوردستان 24، وسوف يُطلق قريباً.. في نهاية المطاف نحن قناة كوردية ونخاطب المشاهد الكوردي، واذا سنحت لنا الظروف يمكن البدء ببث عربي للقناة".

ولدى سؤاله عن منهجية القنوات التلفزيونية في محاربة الفساد اوضح ويسي أن "الاعلام بشكل عام هو جزء من الفساد، والبعض من العاملين في الاعلام اتوا من اجل غايات خاصة وليس من اجل نقل الحقيقة".

"لذلك نرى ان هناك اعلاميين اصبحوا سياسيين بين ليلة وضحاها، وبعضهم الآن نواباً في البرلمان ووزراء" يقول ويسي الذي حث على ان يكون للإعلاميين رسالة مهنية بعيدا عن المطامع.

وختم ويسي حديثه بالقول "ذكرت في الندوة (التي نُظمت أخيراً على هامش معرض اربيل للكتاب) أني قبل عدة سنوات قرأت تقريراً لصحفية نيويورك تايمز الامريكية اشار الى احتجاج الصحفيين العراقيين ضد الحكومة لعدم منحها مكافآت او هبات او اراضٍ لهم، وهذا يعني ان الصحفي يتعين ان يكون رقيباً على الحكومة لا أن ينتظر منها مكافآت".

ت: م ي