هذا موقفي من استقلال كوردستان.. والعراق سيستقر في هذه الحالة

بول بريمر:

واشنطن (كوردستان24)- قال الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق بول بريمر إنه لا يزال متمسكا بموقفه فيما يتصل بـ"وحدة العراق"، داعيا إلى إمداد قوات البيشمركة بمزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية، كما فتح باب التساؤلات واسعا عما بعد هزيمة داعش.

وعيّن جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق، بول بريمر حاكما مدنيا على العراق خلفا للجنرال المتقاعد جي غارنر في أيار مايو عام 2003 لإدارة العراق والإشراف على إعادة بنائه وذلك بعد شهر من سقوط النظام العراقي السابق في نيسان ابريل من العام نفسه.

ورغم مرور 14 عاما من الصراع في العراق، لا يزال بريمر متمسكا بنظريته التي لطالما كررها في مناسبات كثيرة بشأن مستقبل العراق.

وعندما سئل عن رغبة الكورد لمساعدة العراق في الاستقرار عبر الاستقلال عنه، قال بريمر "ما زلت اعتقد أن جميع الشعب العراقي سيكون أفضل حالا إذا كان العراق دولة واحدة... لكن الأمر يتعلق بالشعب العراقي الذي هو يجب أن يقرر ذلك بنفسه".

ولا تبدو نظرية بريمر بشأن العراق تتطابق مع تطلعات الكورد، كما أن تصريحاته لم يعد لها صدى لدى صناع القرار في واشنطن خاصة مع التجربة غير السعيدة لبلاده في العراق منذ عام 2003.

وأعرب بريمر عن أمله في عودة الاستقرار إلى العراق بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، ودعا الحكومة العراقية في بغداد إلى فتح قنوات اتصال مع السكان غير الشيعة، لاسيما الكورد والعرب السنة.

وقال "ما سيحدث بعد هزيمة داعش في الموصل سيكون سؤالا وطنيا لجميع العراقيين".

ويعتقد بريمر أن على بغداد أن تبذل "جهدا مضنيا" مع القادة الكورد و "إشراك العرب السنة" في الانخراط بالحياة السياسية في البلاد خاصة بعد تحرير الموصل.

ومع ذلك، بدا رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة السابق غير متأكد بأن العراق سيبذل هذا الجهد، وقال إن ذلك يمثل "اختبارا للحكومة في بغداد".

وأضاف قائلا "هناك الكثير من الأسئلة تطرح في هذا الموضوع".

ودعا بريمر الى امداد قوات البيشمركة بالاسلحة والمعدات العسكرية الاخرى.

وكان بريمر موظفا في وزارة الخارجية للفترة 1968 حتى عام 1989 وثم ترقى وأصبح سفيرا لدى السفارة الأمريكية في هولندا قبل تقاعده من الحكومة ودخوله القطاع الخاص.

كما كان الحاكم المدني السابق، على صلة بوزير الخارجية الامريكي وقتئذ هنري كيسنجر، حيث عمل بصفة مساعده الخاص في وزارة الخارجية من 1973 وحتى 1976، وهي الفترة التي طعن كيسنجر فيها الكورد من الظهر عندما وافق على "اتفاقية الجزائر".

وأسفرت الاتفاقية التي وقعت بين شاه إيران وصدام حسين عام 1975 عن قطع المساعدات الأمريكية السرية إلى الزعيم الكوردي الملا مصطفى بارزاني.

وتظهر تصريحات بريمر مدى التغيير الكبير وان كان بطيئا في نظرة الرجل الذي ساعد كيسنجر سابقا، وبات الآن من الداعين لإمداد البيشمركة بالأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى، وهو الأمر الذي قد يتكرر مستقبلا فيما يتعلق بموقفه من استقلال كوردستان.