عرب العراق فشلوا بأمر حققه الكورد

صاحب "نهاية التاريخ":

اربيل (كوردستان 24)- قال العالم والفيلسوف الامريكي المعروف فرانسيس فوكوياما إن اقليم كوردستان نجح على نحو كبير في خلق مجتمع تعددي عبر مؤسسات عصرية وهو أمر لم ينجح في باقي العراق.

وقال فوكوياما في مقابلة مع كوردستان 24 بعد كلمة القاها في جامعة كوردستان باربيل "ربما كانت كوردستان أكثر نجاحاً من العراق في إنشاء مؤسسات ديمقراطية".

وأضاف أن الاقليم خلق "مجتمعا أكثر تماسكا" مقارنة بباقي انحاء العراق.

وقال فوكوياما، وهو صاحب كتاب (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) إن "هناك فكرة مشتركة بين الكورد وشعوبهم"، مضيفًا أن هذا التناغم "مفقود من كل العراق".

وتابع "لا معنى أن تكون عراقياً ما لم تكن جزءا من مجتمع تعددي".

وأشار الى انه كان ضد الغزو الامريكي للعراق الذي اطاح بنظام صدام حسين عام 2003، وقال إن واشنطن كان عليها ان تركز على التنمية الاقتصادية بدلا من الحل العسكري "حتى يتسنى للمزيد من البلدان التحرك نحو ديمقراطيات ليبرالية مزدهرة".

وقال "الآن لا أعتقد أن الولايات المتحدة قادرة على إصلاح العراق. الولايات المتحدة شنت غزوا بدون خطة لإعادة بناء البلاد.. حاولنا القيام بذلك ولكن بعد فوات الأوان ولقد ارتكبنا الكثير من الأخطاء".

ودعا فوكوياما الولايات المتحدة الى "الاستمرار في دعم كل من العراق وكوردستان"، معرباً عن اعتقاده بانه سيكون "من الأفضل لو انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة".

وقال إن الولايات المتحدة لا تملك خطة "شاملة وحكيمة" في المنطقة.

وعندما سُئل عن تركيا قال فوكوياما إن الرئيس رجب طيب اردوغان اسهم في اضعاف الديمقراطية عبر الترويج لمفاهيم خاطئة حول الاقتصاد.

وأوضح أن أردوغان "أصبح أكثر استبدادا وقوض الكثير من المؤسسات الديمقراطية في تركيا وهذا ينعكس سلبا على الأزمة الاقتصادية".

ولفت الى ان تصرفات الرئيس التركي بشأن الاقتصاد القت بظلالها على سعر العملة المحلية، مضيفا "هذا سوف يؤثر على الكثير من الدول بما فيها العراق".

وفي إشارة إلى تزايد الاضطرابات في إيران، عبر فوكوياما عن اعتقاده بأن كثيرا من الايرانيين "غير راضين" عن نظامهم الإسلامي، مبينا أن الناس تريد أن تكون ايران "اكثر انفتاحا".

وخلص للقول في اشارة الى الاحتجاجات "على النظام الاستماع الى هذه الاصوات".

وفرانسيس فوكوياما هو عالم وفيلسوف واقتصادي سياسي ومؤلف وأستاذ جامعي أمريكي، اشتهر بكتابه نهاية التاريخ والإنسان الأخير الصادر عام 1992، والذي جادل فيه بأن انتشار الديمقراطيات الليبرالية والرأسمالية والسوق الحرة في أنحاء العالم قد يشير إلى نقطة النهاية للتطور الاجتماعي والثقافي والسياسي للإنسان. ارتبط اسم فوكوياما بالمحافظين الجدد، ولكنه أبعد نفسه عنهم في فترات لاحقة.

يعمل فوكوياما في مركز الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون بجامعة ستانفورد منذ 2010. وقبل ذلك، عمل أستاذاً ومديراً لبرنامج التنمية الدولية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز وأستاذ السياسة العامة بجامعة جورج ميسن.

وتتمحور أطروحات ومؤلفات فوكوياما حول قضايا التنمية والسياسة الدولية.

ومن مؤلفاته النظام السياسي والاضمحلال: من الثورة الصناعية إلى عولمة الديمقراطية (2014)، أمريكا على مفترق طرق: الديمقراطية، السلطة، وميراث المحافظين الجدد (2006)، مستقبلنا بعد البشري: عواقب ثورة التقنية الحيوية (2002)، الثقة: الفضائل الاجتماعية وتحقيق الازدهار (1995)، الخلل الكبير: الطبيعة البشرية وإعادة بناء النظام الاجتماعي (1999)، وأصول النظام السياسي.

وبالإضافة لعمله الجامعي، عمل فوكوياما في قسم العلوم السياسية بمؤسسة راند ولا يزال عضواً في مجلس أمنائها، مجلس إدارة الصندوق الوطني للديمقراطية، ومؤسسة أمريكا الجديدة.

كما عمل في هيئة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية في الثمانينيات. وشارك في تأسيس مجلة آميركان إنترست عام 2005 وهو رئيس هيئة التحرير.

وفوكوياما زميل في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز، وزميل غير مقيم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومركز التنمية العالمية، وعضو في مجلس الرئيس الامريكي للأخلاقيات البيولوجية، وجمعية العلوم السياسية الأمريكية، ومجلس العلاقات الخارجية، والمجلس الباسيفيكي للسياسة الدولية.