العبادي يصعّد: نريد "الغاء" الاستفتاء لا تأجيله

اربيل (كوردستان 24)- قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بغداد تريد من اقليم كوردستان "إلغاء" استفتاء الاستقلال وليس تأجيله، داعيا في الوقت نفسه الى تحقيق "معجزة" تعمل على توحد العراقيين مرة اخرى كما تحققت في مقارعة تنظيم داعش.

ويشترط اقليم كوردستان بان يكون التفاوض مع بغداد على الاستقلال هو المفتاح الذي يمكن من خلاله الحديث عن تأجيل الاستفتاء الذي سيجرى بعد خمسة ايام.

وتصر كوردستان على اجراء الاستفتاء في موعده على الرغم من اعتراض بغداد وتحفظ عواصم مجاورة وأخرى اقليمية ودولية.

وترى بغداد بأن الاستفتاء "غير دستوري" لكن اربيل تعتبره قانونيا وحقا يكفله القانون لتقرير مصير عانى عقودا من القتل والتنكيل.

وقال العبادي للصحفيين إن "استفتاء كردستان مرفوض سواء حصل الآن او في المستقبل وهو مخالف للدستور وفيه تجزئة وإضعاف للبلد".

وأضاف أن "المطروح الان (في بغداد) هو الاتجاه لإلغاء الاستفتاء وليس تأجيله.. نوجه دعوة صادقة للاخوة الكورد لالغاء الاستفتاء والدخول بالحوار".

ومن المقرر اجراء الاستفتاء في محافظات كوردستان كافة بالإضافة الى المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد بما فيها كركوك.

وتفرض قوات البيشمركة سيطرتها على كامل المناطق المتنازع عليها منذ الاحداث التي اعقبت سقوط الموصل منتصف عام 2014.

ويطلق الكورد مصطلح "المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم" على المناطق المتنازع عليها والتي تشمل ايضا سنجار وطوزخورماتو وغيرها.

وقال العبادي إن "تغيير الحدود من طرف واحد وبالقوة هو فتح باب الدماء على مصراعيه، وبالاتفاق والمصالح المشتركة تحل مشاكلنا".

والكورد هم ثاني اكبر مجموعة قومية بعد العرب في العراق ويشكلون الغالبية العظمى في اقليم كوردستان ومحيطه. ورغم ذلك عانوا لعقود طويلة من التهميش والتنكيل والقتل.

وأضاف العبادي ان "الاكراد اضطهدهم البعث (الذي حكم العراق لأكثر من ثلاثة عقود) لأنه نظام عنصري وطائفي ولا نريد استبدال الماضي بمنهج قمع جديد".

وتابع قائلا "حريصون على الاكراد وكل القوميات ولم نَدّعِ ان العراق عربي بالرغم من الاكثرية العربية، فالعراق فيه قوميات متعددة".

ولفت الى أن "تحرير نينوى مثال لتعاون قواتنا مع البيشمركة"

ومضى العبادي يقول "هناك من يريد اقحامنا في معركة غير صحيحة... ولن يأتي اليوم الذي يتقاتل فيه العراقيون فيما بينهم وعندما يحدث قتال عربي كردي فالكل خاسر".

ودعا العبادي العراقيين والكورد الى التوحد مرة اخرى قائلا "فلنحقق معجزة اخرى في توحدنا كما حققناها في محاربة الإرهاب".

وندد العبادي بخطابات "العنف والتجييش" ضد الكورد وبالعكس، واعتبر ان اثارة المشاعر القومية بين العرب والكورد "خطر".

وتصاعد التوتر بين بغداد واربيل منذ أن قطعت الحكومة العراقية حصة الكورد من الموازنة المالية، الأمر الذي انعكس سلبا على الحياة الاقتصادية للسكان في الإقليم.

ويقول القادة الكورد إن الاستفتاء الذي سيجرى في الاقليم والمناطق المتنازع عليها سيمهد لإعلان دولة مستقلة طال انتظارها لعشرات السنين.

وسئم الكورد من نهج الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة في عشرينيات القرن الماضي فيما يتعلق بقضاياهم وحقوقهم ومصيرهم.