اكتشاف قبر جماعي لكورد "دفنوا احياء" قبل 36 عاماً بجنوب العراق

أعلن محافظ المثنى أحمد منفي جودة، العثور على قبر جماعي يضم رفات كورد كانوا قد "دُفنوا وهم أحياء" في صحراء تقع في اقصى جنوب العراق قبل اكثر من ثلاثة عقود.

 

اربيل (كوردستان 24)- أعلن محافظ المثنى أحمد منفي جودة، العثور على قبر جماعي يضم رفات كورد كانوا قد "دُفنوا وهم أحياء" في صحراء تقع في اقصى جنوب العراق قبل اكثر من ثلاثة عقود.

والمثنى هي واحدة من بين المحافظات التي نُقل اليها الكثير من الكورد خلال حملات الانفال التي ارتكبها النظام السابق في ثمانينيات القرن الماضي. وتم دفن الكثير منهم في الصحراء.

ومنذ أن اُسقط النظام السابق عام 2003، عثرت السلطات على عشرات المقابر الجماعية للكورد في مناطق عديدة ومنها الصحراء الواقعة في المثنى. وتوقفت عمليات البحث عن القبور الجماعية في السنوات الماضية بسبب انشغال العراق بداعش وبالصراعات.

كان زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني قد دعا محافظ المثنى في آخر لقاء بينهما الى "بذل المزيد من الجهود الجدية" للبحث عن المقابر الجماعية للكورد.

وبعد شهر من لقائه بارزاني، قال محافظ المثنى في بيان اصدره أمس "استطعنا العثور على دليل آخر لإجرام ذلك النظام البعثي، وهو مقبرة جماعية للاخوة الكورد في منطقة الشيخية ببادية السماوة فيها من الاطفال والنساء دفنهم الجلاوزة وهم أحياء".

وبادية السماوة تبعد نحو 120 كيلومتراً عن مركز السماوة.

وقال المحافظ إن هذه المنطقة تضم الكثير من الضحايا الذين اُعدموا عام 1983 على يد النظام السابق في اطار حملات الانفال بمناطق كوردستان.

وأضاف في البيان الذي نشر على صفحة محافظة المثنى في فيسبوك، أنه وجه الاجهزة الامنية بحماية المقبرة و"التحفظ عليها" لحين مجيء الجهات المختصة.

وأظهر تسجيل مصور بعضاً من ملابس الضحايا وكان من بينها ملابس تقليدية للكورد. ولم يتسن لكوردستان 24 معرفة اعداد الرفات بالضبط.

وأشار المحافظ، متحدثاً في التسجيل المصور، الى أن هذه المقبرة تعيد الى الاذهان ما كان يقوم به تنظيم داعش بالأمس القريب.

وقال "داعش هم ازلام النظام السابق".

وذكرت مصادر محلية أنها تعتقد أن اربع الى خمس مقابر جماعية موجودة في محيط المقبرة التي تم العثور عليها يوم امس الجمعة.

وقال المسؤولون إن القبر الجماعي الذي عُثر عليه كان يضم رفات نساء وأطفال. لكنهم لم يستطيعوا التأكد من اعدادهم بالضبط. ورجح المسؤولون أن يكون الضحايا من الكورد استناداً الى الملابس، وذكروا أن الجهات المختصة هي التي ستبت في الأمر.

وقال المحافظ إن اعمال البحث عن الضحايا تتم بالتنسيق مع السلطات في إقليم كوردستان، وأنه سيتم إرسال الرفات إلى الاقليم بعد انجاز العمل.

وقال محافظ المثنى لكوردستان 24 إن السلطات المحلية عثرت على 300 رفات للضحايا الكورد منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

وكان النظام السابق نفذ، في ذروة الحرب مع ايران، حملة ابادة جماعية ضد الكورد قادها آنذاك وزير دفاعه علي حسن المجيد وراح ضحيتها 182 ألف شخص، فيما تم تهجير العديد الى مناطق نائية واحتجزوا في معسكرات قبل دفنهم احياء في نكرة السلمان بجنوب العراق.