"ليلة الغدر" جراح غائرة وتساؤلات متجددة في كوباني

بملامح حزينة تحمل الأرملة خانم طفلتها ذات الأربع أعوام، وتحاول أن تضبط دموعها وهي تتحدث لكن الدموع تخونها وهي تقف على قبر زوجها الذي قتل في ليلة الغدر بكوباني قبل ثلاث سنوات.

اربيل (كوردستان 24)- بملامح حزينة تحمل الأرملة خانم طفلتها ذات الأربع أعوام، وتحاول أن تضبط دموعها وهي تتحدث لكن الدموع تخونها وهي تقف على قبر زوجها الذي قتل في ليلة الغدر بكوباني قبل ثلاث سنوات.

وتقول خانم لكوردستان 24 "طفلتي الصغيرة لم تر والدها، تسأل عنه دائما، همي كبير لا تحمله الجبال، زوج استشهد بيد الغدر، وستة أطفال.. فليساعدني الله".

ثم تمسح دموعها وتكمل "لست الوحيدة، هناك الكثيرات من النساء بحالي، لا سبيل سوى الصبر على مصيبتنا".

ومرت ثلاث سنوات على مجزرة كوباني التي ارتكبها تنظيم داعش بعد اشهر من سيطرة وحدات حماية الشعب الكوردية عليها بدعم من التحالف الدولي والتي اسفرت عن مقتل مئات الاشخاص بينهم اطفال ونساء.

وهاجمت مجموعات من عناصر تنظيم داعش في 25 من شهر حزيران يونيو قرية برخة بوتان (30 كم جنوب كوباني) متنكرة بزي واحدات حماية الشعب الكوردية.

وارتكب عناصر التنطيم مجازر تفاوتت بين القتل المباشر من خلال قطع العنق بآلات حادة و القتل عن قرب بأسلحة نارية ومن خلال عمليات القنص و عمليات التفجير الانتحارية من خلال ما تم سرده من شهود عيان.

ويقول صالح محمد مسلم "كل عام نستذكر أهلنا الذين استشهدوا في تلك الليلة، أطفال ونساء وآباء وأمهات..لن نستطيع نسيانهم".

وتسلل عناصر التنظيم الى مدينة كوباني وقرى اخرى وارتكبوا مجازر بحق مدنيين عزل بحسب تقارير اعلامية.

وتضاربت الانباء عن عدد الضحايا لكن مالايقل عن 600 شخص سقط بين قتيل وجريح في مركز مدينة كوباني وقرى محيطة بها، وسط تساؤلات متجددة عن تفاصيل تلك الكارثة والجهات المتورطة بتنفيذها.

وبحسب تقرير المنظمة الكوردية للدفاع عن حقوق الانسان فإن ما ارتكبه تنظيم داعش يرقى الى "جرائم ضد الانسانية" و"جرائم حرب".

وتقول تقارير اعلامية ان هذه المجزرة كانت رد فعل من قبل تنظيم داعش على الهزيمة التي تلقاها علي يد وحدات حماية الشعب والبيشمركة المدعومين من التحالف الدولي حيث تمكنت هذه القوى من دحر داعش وانتزاع السيطرة منه على كوباني وريفها.

وبحسب تقرير اعدته كوردستان24 فإن 40 طفلا قتلوا ومايناهز 100 طفل تيتم بعد "المجزرة" وقتل 400 مدني في المجزرة كما جرح 250 آخرون.

عن تقرير لرضوان بيزار

تحرير سوار أحمد