حر وظلام.. الكهرباء تتراجع والمظاهرات تتسع في شهر الصيام

عمت مظاهرات واسعة العديد من المدن العراقية بما فيها بغداد للاحتجاج على أزمة الطاقة الكهربائية التي تركت السكان يكتوون بالحر خلال شهر الصيام.

اربيل (كوردستان 24)- عمت مظاهرات واسعة العديد من المدن العراقية بما فيها بغداد للاحتجاج على أزمة الطاقة الكهربائية التي تركت السكان يكتوون بالحر خلال شهر الصيام.

وعمقت أزمة انقطاع الطاقة تأثير درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع على العراقيين الذين ظلوا بدون أجهزة تبريد أو مراوح تخفف من أثرها عليهم.

ولطالما تكررت انقطاعات الكهرباء في العراق رغم كونه من كبار منتجي النفط في أوبك في وقت لم تتمكن فيه المنظومة الوطنية من توفير الطاقة المطلوبة في أوقات الحر الشديد وبخاصة في المنطقة والوسطى والجنوبية للبلاد.

ومنذ اسبوع تقريبا يخرج العراقيون الى الشوارع في اوقات الليل في مدن عديدة للاحتجاج على الانقطاع المتكرر في الطاقة.

ومن ابرز المدن التي تتسع فيها الاحتجاجات هي النجف وكربلاء وهما مدينتان مقدستان لدى المسلمين الشيعة.

وفي مدينة الناصرية رفع متظاهرون في احتجاج شبه يومي لافتات تندد بالفساد المستشري وبتردي إمدادات الطاقة الكهربائية.

وبعد نحو 15 عاما سقوط النظام السابق لا تزال مشكلة الكهرباء لم تحل جذريا في بلد تصل فيها درجات الحرارة الى 50 درجة مئوية في الصيف.

وبحسب تقارير رسمية فان الحكومة العراقية انفقت نحو 40 مليار دولار في محاولة لإصلاح قطاع الكهرباء دون جدوى بسبب الفساد.

وفي بغداد هناك مناطق لم تصل اليها امدادات الكهرباء سوى ثلاث ساعات يوميا وهو ما دفع الكثير من العراقيين الى التهديد بتنظيم اعتصام.

وهناك فجوة بين الاحتياج الفعلي والإمدادات المتاحة حيث يصل الطلب في بعض الى 21 الف ميغاواط بينما توفر الشبكة الوطنية 13 الف ميغاواط في احسن الأحوال.

ويوم الجمعة نظم العديد من الطلبة الجامعيين احتجاجا امام جامعة كربلاء للمطالبة بإطلاق احد زملائهم الذي اعتقل قبل ايام قليلة على خلفية مشاركته في مظاهرات منددة بتردي الكهرباء.

متظاهرون في كربلاء للتنديد بانقطاع الكهرباء المتكرر - صورة: فيسبوك
متظاهرون في كربلاء للتنديد بانقطاع الكهرباء المتكرر - صورة: فيسبوك

وتظاهر كثيرون في مدينة الكوت جنوب العاصمة بغداد مثلما هو الحال بالنسبة للبصرة التي تعد مركز صناعة النفط في العراق.

وقطع العشرات بعض الطرق فيما اشعل آخرون النار في اطارات سيارات تعبيرا عن غضبهم من سوء الخدمات في مدينة تطفو على بحر من الثروات.

وتضررت شبكة الكهرباء في العراق منذ تسعينيات القرن الماضي وزادها سوءا الغزو الامريكي عام 2003.

ويعتمد معظم العراقيين على المولدات الكهربائية الخاصة.

وبالإضافة الى الكهرباء يعاني العراق من انقطاع مزمن لخدمات مياه الشرب والصرف الصحي.