هولندا تحشّد أوروبا والناتو لمنع أي توغل تركي جديد في سوريا

وافقت الحكومة الهولندية على مقترحين طرحهما نواب هولنديون للضغط من أجل منع أي توغل عسكري تركي يستهدف المقاتلين الكورد في سوريا.

اربيل (كوردستان 24)- وافقت الحكومة الهولندية على مقترحين طرحهما نواب هولنديون للضغط من أجل منع أي توغل عسكري تركي يستهدف المقاتلين الكورد في سوريا.

ويهدف المقترحان في الاساس الى حماية المقاتلين الكورد ضمن الوحدات الكوردية او قوات سوريا الديمقراطية من أي هجمات تركية.

ولعب كورد سوريا دوراً محورياً في الحرب ضد تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي الذي تدعمه واشنطن ويتألف من دول عديدة ومنها هولندا.

ويأتي هذا التحرك بعدما هددت تركيا مراراً باجتياح مناطق شرق الفرات حيث المعقل الرئيسي للقوات الكوردية التي تتهمها انقرة بأنها فرع لحزب العمال الكوردستاني.

وقالت النائبة الاشتراكية سادت كارابولوت لكوردستان 24 "لقد تلقت الحكومة رسالتين واضحتين من مجلس النواب (البرلمان الهولندي) مفادهما أن الغزو التركي لشمال سوريا غير مقبول".

وأضافت انه يتعين توضيح ذلك "بكل الطرق الممكنة ويجب احترام القانون الدولي وبخلاف ذلك، يجب أن تكون هناك عواقب على سلوك تركيا".

ويتضمن المقترح الاول دعوة الحكومة الى العمل مع الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (الناتو) للضغط من اجل وقف التوغل التركي. ويتمثل المقترح الثاني بمطالبة كل فرنسا وبريطانيا للعب دور اكبر من اجل وقف التهديدات التركية لشرق الفرات.

وكتب النائب الهولندي جويل فوردويند على حسابه في تويتر أن المقاتلين الكورد في سوريا هم "الحليف الأكثر تأثيراً" على الارض ضد داعش.

وعلى وقع الضغوط الهولندية، دعت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني، تركيا إلى عدم اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في سوريا، وأشارت الى أن من شأن ذلك أن يؤثر على المعركة ضد تنظيم داعش.

في غضون ذلك، عبر نواب هولنديون عن قلقهم على مستقبل الكورد والأقليات الاخرى في سوريا، في الوقت الذي تحشّد فيه تركيا عشرات الالاف من جنودها على الحدود.

ومع ذلك، أكد السفير التركي في هولندا أن بلاده تعمل على حماية الكورد، لكنها عازمة على محاربة "الارهابيين"، مكرراً بذلك تصريحات الرئيس رجب طيب اردوغان.

والى جانب تركيا، تنصف الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي حزب العمال الكوردستاني "منظمة ارهابية". وتقول انقرة إن المقاتلين الكورد في سوريا جزء من الحزب المحظور، غير ان العواصم الغربية بما في ذلك واشنطن لا تتفق مع الرواية التركية.

ويتهم الكورد، تركيا وحلفاءها بارتكاب انتهاكات في عفرين بعدما بسط الجيش التركي وفصائل سورية معارضة السيطرة على المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد، في معركة بدأت قبل عام وانتهت بعد ثمانية اسابيع من القتال مع وحدات حماية الشعب الكوردية.

ويقول سنام محمد وهو ممثل "مجلس سوريا الديمقراطية" في واشنطن لكوردستان 24 إن تركيا تنظر الى الكورد بصورة عامة على انهم "ارهابيون"، متهماً اياها بممارسة "تطهير عرقي وتغيير ديموغرافي في عفرين" بدعم من فصائل سورية معارضة .

وتزايدت مخاوف الكورد من هجوم تركي محتمل بعد أن أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب الشهر الماضي انه سيسحب قواته من سوريا. غير أن مسؤولين امريكيين بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو قالوا إن واشنطن ستضمن حماية المقاتلين الكورد.

هذا ولا تزال المفاوضات والاتصالات بين تركيا والولايات المتحدة مستمرة، وهو ما حال دون حصول أي تصعيد على الارض في شمال شرق سوريا، كما يقول محللون.

 

بواسطة فلاديمير فان فيلغينبورغ