حادثة "ضابط الزئبق" تتفاعل وتحرك لاعتقال "البطاط الداعشي"

حركت وزارة الداخلية العراقية الثلاثاء دعوى قضائية لاعتقال زعيم "جيش المختار" المقرب من ايران واثق البطاط، بعد تصريحاته الأخيرة التي توعد فيها ضباطاً وأسرهم بالقتل.

اربيل (كوردستان 24)- حركت وزارة الداخلية العراقية الثلاثاء دعوى قضائية لاعتقال زعيم "جيش المختار" المقرب من ايران واثق البطاط، بعد تصريحاته الأخيرة التي توعد فيها ضباطاً وأسرهم بالقتل.

كان ضابط عراقي ومساعدوه قد ظهروا في تسجيل مصور بينما كان يكيل الإهانات لرجل يرتدي الزي الديني خلال عملية اعتقاله في محافظة البصرة قبل ايام قليلة.

وأحدث التسجيل المصور امتعاض الداخلية، وقالت إنها اعتقلت الضابط وكل من ظهر من افراد الأمن في التسجيل للتحقيق معهم. وانتقد كثير من المسؤولين الطريقة التي عُومل بها المعتقل.

وفي التسجيل المصور، ظهر الضابط يفتش الرجل واجبره على خلق عمامته، وصاح أحدهم به قائلا "اخرس.. ساقط". ثم طلب من المنتسبين عدم مواصلة التصوير.

وتم اعتقال الرجل في احد المنافذ الحدودية بينما كان قادماً من إيران حسبما ذكرته وسائل اعلام محلية. وقال الضابط إن الرجل يريد شراء "زئبقاً أحمر". ولم يتسن لكوردستان 24 التحقق من دقة تلك الرواية في الوقت الذي ادانت فيه وزارة الداخلية تصوير المتهمين خلال الاعتقال.

ووصف البطاط، وهو وثيق الصلة بإيران، الشخص الذي اُعتقل بأنه "رجل دين"، وهدد في تسجيل مصور نشر الاثنين، باقتلاع أعين الضابط المسؤول من جمجمته وتحويل رأسه الى منفضة سجائر.

وقالت وزارة الداخلية في بيان "في هذا الوقت الاستثنائي من حياة وطننا وأمتنا، ينبري صوت نشاز من أحد أدعياء الانتساب للمؤسسة الدينية ليقوم باستخدام لغة بربرية انتقامية لا تختلف عن منطق الدواعش.. إذ صرح المدعو واثق البطاط مهدداً ومتوعداً لأحد ضباط الوزارة والمجموعة التي كانت بإمرته".

وتوعد البطاط في التسجيل، الذي نشر على الانترنت، بالقصاص من الضابط وعائلته وكل من شارك في اعتقال الشخص الذي كان يرتدي عمامة سوداء.

وقالت الداخلية إنه وبعد تهديداته قامت "باتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق المدعو واثق البطاط، وبالفعل تم التوجيه بإقامة دعوى قضائية بحقه تمهيداً لتقديمه للعدالة إزاء ما صدر عنه من تهديدات تمس سيادة القانون في البلاد، وتبعث على إثارة الفوضى، وتحرض على العنف".

كان البطاط قد اعلن مسؤولية "جيش المختار" عن اطلاق قذائف مورتر على موقع حدودي سعودي عام 2015. واعتقل اكثر من مرة ثم اخلي سبيله. ومنذ ذلك الوقت لم يظهر الى العلن إلا بشكل محدود للغاية.

وقالت وزارة الداخلية إنها "ستقوم بمحاسبة أي منتسب يخرج عن الاطار الدستوري والقانوني ويتجاوز حدود صلاحياته ويسيء في ذلك".

وحثت الوزارة المؤسسة الدينية على "نبذ وشجب واستنكار تصريحات بعض الدخلاء عليها".

وجيش المختار هو مجموعة مسلحة شيعية تأسست عام 2013 على يد البطاط، الذي كان عضواً في كتائب حزب الله قبل انشقاقه. ويدين البطاط بالولاء المطلق لإيران، وقال في مقابلة تلفزيونية سابقة إنه سيقف الى جانب ايران حتى لو حاربها العراق.

وفي عام 2013 هاجم جيش المختار معسكر مجاهدي خلق في بغداد بقذائف صاروخية مما اسفر عن مقتل سبعة أعضاء من الحركة المعارضة لطهران.

ولا يعرف بالضبط المكان الذي تم فيه تسجيل الفيديو الأخير للبطاط.