صرخة ألم كوردية بوجه العبادي.. وفيات بالجملة وموت مؤجل لمن تبقى

أطلق مرضى وذوو الاحتياجات الخاصة في اربيل صرخة ألم في اربيل بعدما توفي العديد من ذويهم لعدم توفر العلاج لاسيما للمصابين بالثلاسيميا.

اربيل (كوردستان 24)- أطلق مرضى وذوو الاحتياجات الخاصة في اربيل صرخة ألم في اربيل بعدما توفي العديد من ذويهم لعدم توفر العلاج لاسيما للمصابين بالثلاسيميا، ورفع كثير منهم لافتات تتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بـ"قتل" المرضى.

وأمر العبادي بحظر الرحلات الدولية في مطارات كوردستان رداً على استفتاء اجراه الاقليم في ايلول سبتمبر الماضي بعدما عارضته بغداد بشدة. وكان القرار ضمن جملة اجراءات عقابية استهدفت الكورد بسبب تصويتهم الكاسح لصالح الاستقلال.

وكان الكثير من المصابين بالثلاسيميا يتلقون العلاج على شكل زيارات منتظمة في دول عديدة غير ان السبل تقطعت بهم بعد حظر الرحلات الى الدول الاخرى. ويتعين على المريض التوجه الى بغداد للسفر الى الخارج او الذهاب الى تركيا برا في رحلة مكلفة وشاقة.

ويحتاج ذوو الاحتياجات الخاصة والمصابون بالثلاسيميا الى الاموال بشدة في وقت لم تقرر الحكومة العراقية بعد اعادة صرف رواتب اقليم كوردستان. ومعظم ذوي الاحتياجات الخاصة ينحدرون من اسر فقيرة وكثيرا ما كان يتلقون العلاج عبر منظمات دولية.

وتجمع المرضى امام مقر بعثة الامم المتحدة في اربيل ورفعوا لافتات تدين العبادي بسبب قراراته الأخيرة وطالبوا بتدخل دولي لحل محنتهم.

وتلا دلزار عبد الرحمن وهو متحدث باسم ذوي الاحتياجات الخاصة، بيانا قال فيه "نعاني من اوضاع مأساوية للغاية لعدم توفر العلاج والدواء".

دلزار عبد الرحمن هو احد المصابين من الثلاسيميا - صورة له وهو يلقي بيانه نيابة عن اقرانه وذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما قصار القامة والمكفوفين
دلزار عبد الرحمن هو احد المصابين من الثلاسيميا - صورة له وهو يلقي بيانه نيابة عن اقرانه وذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما قصار القامة والمكفوفين

وأضاف أنه منذ الحصار الذي فرضته الحكومة العراقية على اقليم كوردستان توفي 18 شخصا من مصابي الثلاسيميا لعدم توفر الدواء.

وقال إن هذه الاحصائية تشمل اربيل وحدها. وهناك نحو ثلاثة آلاف مصاب بالثلاسيميا في الإقليم.

وطالب عبد الرحمن الرأي العام بالتضامن مع مرضى الثلاسيميا والضغط على بغداد ومنعها من المزج بين السياسة والأوضاع الانسانية في كوردستان.

ويعتزم المرضى ايضا تنظيم تظاهرات اخرى خلال ايام.

وقال المتحدث "سنستمر في الاحتجاج حتى نتلقى اجوبة جدية".

وأشار الى ان اوضاعهم المعيشية متدهورة مع عدم صرف رواتبهم مؤكدا ان هذا الامر سيهدد الكثير من اسر ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكتب محتجون في لافتة "العبادي يكذب مع نفسه ومع شعبه والعالم" وفي لافتة اخرى كتب متظاهرون باللغة الانجليزية "اين الموت؟؟ الحياة تقتلني".

وقال أحد المحتجين إن على الامم المتحدة أن تحسم الوضع لان الحكومة العراقية لا تخدم العراقيين العرب فكيف يمكن لها ان تخدم الكورد.

ومرض الثلاسيميا من امراض الدم الوراثية المستعصية وهو ينتشر في مناطق عديدة من العالم ويعتبر في حالات الاصابة الشديدة من الامراض القاتلة.

إقرا ايضا:

"مرض خطير" يهدد المصابين في ظل فقدان أدويته بكوردستان

ومنذ نحو أربع سنوات تشكو وزارة الصحة في كوردستان من عدم كفاية المخصصات التي يرصدها العراق لها لشراء الأدوية. وزاد الوضع تعقيدا مع اشتعال الأزمة بين أربيل وبغداد بعد استفتاء الاستقلال والقى بظلاله ليس على المرضى وحسب بل معظم السكان.