العبادي يجري تعديلا لم يبرره في "خطاب النصر"

اجرى مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعديلا على خطاب النصر الذي اعلن فيه الهزيمة النهائية لتنظيم داعش في العراق.

اربيل (كوردستان 24)- اجرى مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعديلا على "خطاب النصر" الذي اعلن فيه الهزيمة النهائية لتنظيم داعش في العراق.

وقبل نحو يومين أعلن العبادي في خطاب بثه التلفزيون "النصر النهائي" على داعش واثنى على القوات العراقية بمختلف صنوفها بالإضافة الى الحشد الشعبي لكنه تجاهل البيشمركة، وهو ما أثار غضب الكورد ودفعهم لمقاطعة الاحتفالات العراقية بالنصر.

كما ردت وزارة البيشمركة بحدة على موقف العبادي وقالت إن تضحيات مقاتليها في ساحات المعارك ادت الى النصر على تنظيم داعش. وساعدت القوات الكوردية، القوات العراقية على نحو غير مسبوق في معركة الموصل التي انتهت بتحريرها من قبضة التنظيم.

واستولى داعش على ثلثي مساحة العراق في عام 2014 قبل ان يُمنى بهزائم ممتالية في معارك اشعلت شرارتها الاولى قوات البيشمركة وتبعتها بذلك القوات العراقية.

وقضى نحو 1800 مقاتل من البيشمركة حتى الآن وأصيب اكثر من عشرة آلاف آخرين بفعل المعارك ضد تنظيم داعش منذ عام 2014.

وقالت الكتل الكوردستانية في البرلمان العراقي إنها صُدمت من موقف العبادي، فيما قالت وزارة البيشمركة إن هذا الموقف يمثل "حقدا دفينا" للمقاتلين الكورد.

وبعد الغضب الكوردي ومقاطعة الاحتفالات العراقية اجرى مكتب العبادي تعديلا على "خطاب النصر" ليضيف مفردة البيشمركة بين نصوصه.

وتضمن خطاب النصر بعد التعديل، تحية لقوات الجيش والشرطة والأجهزة الامنية والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب وسلاح الجو وقوات البيشمركة وتشكيلات الهندسة والوحدات الطبية والإمداد ومقاتلي العشائر وكل من تعاون مع تلك القوات في المناطق المحررة.

ولم يوضح العبادي بعد سبب تجاهله ذكر البيشمركة في خطاب النصر كما لم يذكر ايضا المبرر الذي دفعه الى ذكرها لاحقا بين السطور وعلى مضض.

وقرر العبادي اعتبار 10 من كانون الاول ديسمبر من كل عام عطلة وطنية بمناسبة النصر على داعش إلا ان اقليم كوردستان عدها يوما اعتياديا.

ويقول نواب كورد إن طريقة اداء العبادي تجاه اقليم كوردستان تظهر أنه يتحدث بشيء عن "وحدة العراق" وينفذ شيئا آخر على ارض الواقع.

ويرى محللون أن تجاهل العبادي لدور البيشمركة في مقارعة الارهاب كان متعمدا في الوقت الذي تواجه اربيل وبغداد ازمة غير معهودة بعدما اجرى اقليم كوردستان استفتاء تاريخيا في ايلول سبتمبر الماضي وحظي بالتأييد الساحق للاستقلال عن العراق.

ويأتي ذلك ايضا بعدما فرضت القوات العراقية والحشد الشعبي المدعوم من ايران في 16 من تشرين الاول اكتوبر السيطرة الكاملة على معظم المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك ردا على الاستفتاء.

وحاولت تلك القوات التوغل اكثر لكن البيشمركة تصدت لها.

ويقول نواب كورد إن تهميش بغداد للبيشمركة اجراء غير دستوري. وتعتبر القوات الكوردية جزءا من منظومة الدفاع للعراق وفقا للدستور المعتمد منذ عام 2005.

والبيشمركة (وتعني بالعربية مواجهو الموت أو الفدائيون) هي القوات المسلحة الرسمية لإقليم كوردستان، ولعبت دورا حاسما في مقارعة الإرهاب وإبعاد خطره المتمثل بداعش عن حدود الإقليم.

ومنذ عام 2003 أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 25 مليار دولار على تدريب ورفع كفاءة الجيش العراقي ولم يذهب إلا القليل جدا من التدريب والمعدات وغالبيتها غير مميتة إلى قوات البيشمركة.