في كركوك.. سيناريو للبعث يعود بقوة من بوابة "المحافظ المكلف"

حرك عدد من المواطنين العرب دعاوى قضائية ضد آخرين من الكورد يملكون مساحات شاسعة من الاراضي في محافظة كركوك المتنازع عليها.

اربيل (كوردستان 24)- حرك عدد من المواطنين العرب دعاوى قضائية ضد آخرين من الكورد يملكون مساحات شاسعة من الاراضي في محافظة كركوك المتنازع عليها، في محاولة منهم للاستيلاء مجددا على الاراضي التي مُنحت اليهم في عهد النظام السابق.

وعاد كثير من العرب، ممن منحهم النظام السابق اراض تعود في الاساس لكورد، الى المدينة مجددا بعدما غادروها مقابل مبلغ من المال يكفله الدستور.

وسيطرت القوات العراقية على المدينة المتنوعة اثنيا وقوميا وعرقيا في 16 من تشرين الاول اكتوبر 2017 مما سهل عودة سكان من وسط العراق وجنوبه.

وتكثر النزاعات حول الاراضي في اطراف كركوك. وناحية ليلان التي تتبع قضاء داقوق من بين تلك المناطق التي تشهد نزاعات ملكية.

ويقول عمر ترجيلي وهو مواطن كوردي لكوردستان 24 ملوحا بوثيقة "هذه تعود الى اجدادي. اكثر من قرن نحن هنا... نحن في الاصل من هنا".

ويواجه ترجيلي الطرد ومحاولة الاستيلاء على ممتلكاته في ليلان.

وقال ترجيلي "العرب الذين تم منحهم هذه الأراضي في عهد النظام البعثي قد عادوا مجددا وبدأوا بإقامة دعاوى قضائية ضدنا".

ومنذ تداعيات استفتاء الاستقلال نزح من كركوك آلاف المدنيين غالبيتهم من الكورد صوب اقليم كوردستان كما تعرضت دور وممتلكات الكثير منهم الى المصادرة.

لكن ترجيلي والكثير رفضوا الرحيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية حميد النايف لكوردستان 24 إن "المشاكل في كركوك معقدة للغاية. هناك قوانين من شأنها أن تحسم تلك المشاكل".

ولم يخض النايف في التفاصيل وقال إنه يأمل أن يتم حل تلك النزاعات.

مسجد مهجور في ضواحي قرية يتعرض سكانها الكورد للتهديد بالإخلاء (صورة: كوردستان 24)
مسجد مهجور في ضواحي قرية يتعرض سكانها الكورد للتهديد بالإخلاء (صورة: كوردستان 24)

ووزارة الزراعة الاتحادية هي جهة تنفيذية وليس من صلاحياتها اصدار القرارات فيما يتعلق بالأراضي الزراعية في كركوك وغيرها.

وقال شميل حسين آغا لكوردستان 24 مشيرا الى منازل قديمة انشأها العرب "في عام 1975، أحضرت الحكومة العراقية العرب وأعطتهم تلك الممتلكات".

ويملك حسين آغا وهو تركماني قطعة ارض في كركوك، وقال "منذ ذلك الحين أعطت الحكومة قطع أراض مساحتها 150 ألف متر مربع للعرب".

وتابع "بحلول عام 1987 تم طرد جميع الكورد ومن ثم تم توزيع ممتلكاتهم على العرب".

وكركوك الغنية بالنفط تعد بؤرة جوهرية للخلافات بين بغداد وكوردستان بوصفها واحدة من اهم المناطق المتنازع عليها بين الجانبين.

وبعد سقوط النظام السابق قبل 15 عاما، اعيدت الأراضي إلى أصحابها من الكورد والتركمان بعد أن غادر العرب بصورة طوعية كما يقول مسؤولون.

ومع ذلك يقول مالكو الاراضي في كركوك ومنهم حسين آغا إن العرب يعودون الى المحافظة بـ"أوامر من المحكمة" لانتزاع الاراضي من اصحابها الشرعيين.

وقال حسين آغا إن ذلك يتم "بدعم رسمي من محافظ كركوك الذي كلفته بغداد وهو راكان سعيد".

ولم تستطع كوردستان 24 الوصول الى سعيد للتعليق.

وطبقا للمادة 140 في الدستور الذي اقر عام 2005، كان يفترض البت في مستقبل كركوك، والمناطق المتنازع عليها الأخرى، على ثلاث مراحل تبدأ بالتطبيع ثم الإحصاء على أن يتبع ذلك استفتاء محلي بشأن عائديتها إلا أن ذلك لم ينفذ بسبب الخلافات السياسية.