بغداد: لهذا السبب لم نذكر البيشمركة

قالت الحكومة العراقية إن سبب عدم ورود اسم قوات البيشمركة الكوردية في "خطاب النصر"، الذي القاه رئيس الوزراء حيدر العبادي مؤخرا، يرجع الى "خطأ مطبعي غير مقصود".

اربيل (كوردستان 24)- قالت الحكومة العراقية إن سبب عدم ورود اسم قوات البيشمركة الكوردية في "خطاب النصر"، الذي القاه رئيس الوزراء حيدر العبادي مؤخرا، يرجع الى "خطأ مطبعي غير مقصود".

وأعلن العبادي السبت الماضي في خطاب بثه التلفزيون "النصر النهائي" على داعش واثنى على القوات العراقية بمختلف صنوفها بالإضافة الى الحشد الشعبي لكنه تجاهل البيشمركة، وهو ما أثار غضب الكورد ودفعهم لمقاطعة الاحتفالات العراقية بالنصر.

وبعدما أحدث بيان العبادي ردود فعل كوردية غاضبة اجرى مكتب رئيس الوزراء العراقي تعديلا على الخطاب، لكنه لم يذكر حينها فيما لو كان ذلك بالفعل خطأ فنيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي في مقابلة مع تلفزيون (الحرة) الامريكي الناطق بالعربية "ما حدث هو غير مقصود على الإطلاق".

ويرى محللون أن تجاهل العبادي لدور البيشمركة في مقارعة الارهاب كان متعمدا في الوقت الذي تواجه اربيل وبغداد ازمة غير معهودة بعدما اجرى اقليم كوردستان استفتاء تاريخيا في ايلول سبتمبر الماضي وحظي بالتأييد الساحق للاستقلال عن العراق.

غير أن الحديثي قال إن ما حصل "كان سهوا وحدث نتيجة خطأ مطبعي في طباعة الكلمة (الخطاب)"، واشار الى ان "الدليل" على ذلك هو التعديل الذي اُجري لاحقا على خطاب النصر باللغات العربية والكوردية والانجليزية.

وتضمن خطاب النصر بعد التعديل، تحية لقوات الجيش والشرطة والأجهزة الامنية والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب وسلاح الجو وقوات البيشمركة وتشكيلات الهندسة والوحدات الطبية والإمداد ومقاتلي العشائر وكل من تعاون مع تلك القوات في المناطق المحررة.

وقال الحديثي إن العبادي وقبيل مغادرته الى باريس "اكد على دور البيشمركة باعتبارها قوة في اطار المنظومة العراقية" ولعبت دورا محوريا في مقارعة الارهاب.

وردت وزارة البيشمركة بحدة على تجاهل العبادي لدورها وقالت إن تضحيات مقاتليها في ساحات المعارك ادت الى النصر على تنظيم داعش.

وساعدت القوات الكوردية، القوات العراقية على نحو غير مسبوق منذ نحو ربع قرن في معركة الموصل التي انتهت بتحريرها من قبضة التنظيم.

واستولى داعش على ثلثي مساحة العراق في عام 2014 قبل ان يُمنى بهزائم ممتالية في معارك اشعلت شرارتها الاولى قوات البيشمركة وتبعتها بذلك القوات العراقية.

وقضى نحو 1800 مقاتل من البيشمركة حتى الآن وأصيب اكثر من عشرة آلاف آخرين بفعل المعارك ضد تنظيم داعش منذ عام 2014.

وقرر العبادي اعتبار 10 من كانون الاول ديسمبر من كل عام عطلة وطنية بمناسبة النصر على داعش إلا ان اقليم كوردستان عدها يوما اعتياديا تعبيرا عن الغضب.

ويقول نواب كورد إن طريقة اداء العبادي تجاه اقليم كوردستان تظهر أنه يتحدث بشيء عن "وحدة العراق" وينفذ شيئا آخر على ارض الواقع.

ويرى نواب آخرون أن تهميش بغداد للبيشمركة اجراء غير دستوري. وتعتبر القوات الكوردية جزءا من منظومة الدفاع للعراق وفقا للدستور المعتمد منذ عام 2005.

والبيشمركة (وتعني بالعربية مواجهو الموت أو الفدائيون) هي القوات المسلحة الرسمية لإقليم كوردستان، ولعبت دورا حاسما في مقارعة الإرهاب وإبعاد خطره المتمثل بداعش عن حدود الإقليم.

ومنذ عام 2003 أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 25 مليار دولار على تدريب ورفع كفاءة الجيش العراقي ولم يذهب إلا القليل جدا من التدريب والمعدات وغالبيتها غير مميتة إلى قوات البيشمركة.