في الموصل.. حملة عسكرية جنوباً وتحذيرات من كارثة بالوسط

أعلنت وزارة الدفاع العراقية الثلاثاء عن انطلاق حملة عسكرية بدعم من التحالف الدولي تهدف لتطهير منطقة نائية بجنوب الموصل من تنظيم داعش، فيما حذر مسؤولون من كارثة بيئية بسبب جثث عناصر داعش المتحللة داخل المدينة.

اربيل (كوردستان 24)- أعلنت وزارة الدفاع العراقية الثلاثاء عن انطلاق حملة عسكرية بدعم من التحالف الدولي تهدف لتطهير منطقة نائية بجنوب الموصل من تنظيم داعش، فيما حذر مسؤولون من كارثة بيئية بسبب جثث عناصر داعش المتحللة داخل المدينة.

وفي اواخر العام المنصرم اعلن العراق النصر النهائي على تنظيم داعش لينهي بذلك ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب التي الحقت ضررا بالغا بالبنية التحتية وفجرت اسوأ موجة نزوح للسكان وكلفت خزينة الدولة اموالا طائلة مع انهيار اسعار النفط العالمية.

ورغم ذلك لا تزال القوات العراقية تطارد مسلحي داعش في المناطق النائية والصحراوية حول المدن التي وقعت بقبضة التنظيم عام 2014.

وقالت وزارة الدفاع في بيان نشر على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك إن حملة عسكرية انطلقت لمطاردة "فلول داعش الارهابي في جزر المخلط من قبل قيادة عمليات نينوى، استناداً الى معلومات استخبارية دقيقة وبإسناد من قبل قوات التحالف الدولي".

وتقع جزر المخلط في جنوب مدينة الموصل ضمن منطقة شهدت قبل ثلاثة ايام مقتل مزارع في هجوم شنه مسلحو تنظيم داعش.

وجزر المخلط وما حولها عبارة عن براري وغابة على ضفاف دجلة ولا يزال بعض عناصر داعش يختبئون في المنطقة التي تشهد حملات عسكرية بين حين وآخر.

وسبق ان حذر المسؤولون العراقيون من ان تنظيم داعش قد يلجأ الى اساليبه التقليدية الاستخبارية عبر شن تفجيرات وعمليات اغتيال وهجمات انتحارية او بسيارات ملغومة في المناطق المكتظة.

وفي داخل الموصل لا تزال جثث عناصر تنظيم داعش المتفسخة والمتحللة تملأ شوارع المدينة القديمة مما يؤرق حياة السكان ويعيق عودة الكثير منهم.

رائحة الجثث المتحللة في الموصل القديمة أصبحت لا تطاق – تصوير: أ.ف.ب
رائحة الجثث المتحللة في الموصل القديمة أصبحت لا تطاق – تصوير: أ.ف.ب

ويقول سكان محليون إنهم يخشون العودة الى الموصل القديمة بسبب كثرة الجثث والرائحة الكريهة المنبعثة منها والتي لوثت الاجواء.

وقال مدير بلدية الموصل عبدالستار الحبو إنه "تم رفع أكثر من 450 جثة داعشي من الأنقاض، ولا يزال المئات منها تحت الركام".

وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس أن موظفي البلدية يصلون بصعوبة إلى تلك الجثث بسبب وجود عبوات وأحزمة ناسفة وألغام لم تفككها القوات الأمنية بعد.

وحذر عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار من أن الوقت يضيق وقال إنه يجب "رفع الجثث قبل تساقط الأمطار وحدوث فيضانات في النهر وارتفاع منسوبه الذي سيحمل الجثث ويزيد من تعفنها".

وفي حال لم ترفع الجثث المتحللة التي "تلوث الهواء والماء" فإن "الفترة القادمة ستشهد تسجيل حالات مرضية" كما يقول مصدر طبي.

وقد يكون من المستحيل تنقية المياه لأن محطات التكرير في المنطقة دمرت بيد داعش وبفعل تسعة أشهر من المعارك الدامية في ثاني أكبر مدن العراق.

لكن الطبيب الأخصائي في الأمراض الباطنية أحمد إبراهيم فيؤكد أن "هذه الأمراض قد تظهر أعراضها فورا، أو ربما لاحقا أو بعد سنوات".