"ميترو" يناشد مسرور بارزاني التدخل لحماية العاملين في "دجلة"

ناشد مركز "ميترو" المعني بالدفاع عن حقوق الصحفيين، رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والمنظمات الدولية.

أربيل (كوردستان 24)- ناشد مركز "ميترو" المعني بالدفاع عن حقوق الصحفيين، رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والمنظمات الدولية، التدخل لحماية العاملين في قناة دجلة التلفزيونية الفضائية.

وفي أواخر الشهر الماضي، اقتحم العشرات من الأشخاص مبنى قناة دجلة وحطموا أثاثه وأضرموا النار فيه بعد بث قناة (دجلة طرب) أغاني عاطفية في يوم عاشوراء. ووقع الحادث بعد ساعات من صدور أمر قضائي باعتقال مالك القناة السياسي جمال الكربولي.

وبالرغم من حرق مبنى القناة، لا يزال العاملون في القناة يواجهون تهديدات مما دفعهم إلى إعلان استقالتهم أو التوجه إلى إقليم كوردستان، وهو ما أكده الكثير منهم في رسالة نُشرت مؤخراً، مطالبين المنظمات المدافعة عن حقوق الصحفيين بالتحرك وإنقاذ الأرواح.

وقال مركز ميترو في مناشدته "باسم القيم الإنسانية ومعايير حقوق الإنسان التي تضمنها الدستور العراقي وكفلتها المواثيق الدولية التي وقع عليها العراق أن تنظروا بعين الاعتبار الى المأساة والمعاناة الكبيرة... التي يعيشها العشرات من الإعلاميين والناشطين المدنيين، الذين فروا إلى مدن الإقليم وبالذات أربيل والسليمانية، بعد تلقيهم تهديدات بالتصفية الجسدية".

وأضاف أن "آخر مجموعة وصلت الى مدن الإقليم هي من العاملين في فضائية دجلة ومراسليها في المدن والمحافظات الوسطى والجنوبية، بعد حادثة حرق مقر الفضائية في بغداد".

وأشار ميترو إلى أن "أولئك الإعلاميين قد أعلنوا استقالتهم من العمل في القناة، وقدموا اعتذارهم عن بث فضائية دجلة طرب لأغاني يوم العاشر من محرم، علماً أن أولئك الإعلاميين ليس لهم أي علاقة بتلك القناة من قريب أو بعيد، بل هم مراسلون لقناة دجلة السياسية".

وأكد المركز أن "جهات عدة شنت حملة منظمة ضدهم، وتلقوا تهديدات بالتصفية الجسدية هم وعوائلهم، عبر الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية، والمؤسف حقاً أن تصدر بعض تلك التهديدات من محافظين ومدراء أجهزة أمنية (بعد أن) أصدروا أوامر أشبه بهدر دمائهم، ومنعت الأجهزة الأمنية من حمايتهم والحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم، مما اضطرهم الى الفرار واللجوء الى مدن الإقليم التي تنعم بالأمن والاستقرار".

وجاء في رسالة مركز ميترو "والأدهى من ذلك، أن المؤسسات الإعلامية التي عملوا لها وتحملوا الكثير من الصعاب أثناء تغطيتهم للمظاهرات الجماهيرية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، قد تخلت عنهم، ولم تتقدم حتى بالسؤال عن وضعهم والاطمئنان على سلامتهم، بل أنها حتى أخرت الأجور المستحقة لهم، والذين هم في أمس الحاجة لها".

وقال مركز ميترو إن "هؤلاء الشباب من الإعلاميين والمثقفين الذين يدفعون اليوم ضريبة، عملهم المهني والوطني، يعانون اليوم الأمرين، سواء من الناحية الاقتصادية، فبعضهم يفترش ارض الحدائق العامة للنوم ليلاً، ولا يقوى على توفير وجبات الغذاء له، إضافة الى المعاناة النفسية نتيجة بعدهم عن عوائلهم، والمتزوجين منهم لا تفارق الدمعة أعينهم حين يتذكرون أطفالهم وزوجاتهم وأمهاتهم".

وأكد المركز أنه يبذل "اقصى ما يستطيع من اجل التخفيف من معاناة هؤلاء الزملاء، ولكن تبقى معاناتهم ومأساتهم اكبر من إمكانيات المركز".

وخاطب "ميترو"، مسرور بارزاني قائلاً "لذا يناشد مركز ميترو السيد رئيس حكومة الإقليم باعتبارهم قد احتموا بسلطات الإقليم للمحافظة على حياتهم، كما يناشد رئيس وزراء الحكومة العراقية والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان عامة وحقوق الصحفيين خاصة، لتقديم يد العون المادي والمعنوي لهؤلاء، بما يؤمن حياة كريمة لهم".

كما طالب المركز، رئيس وزراء العراق، بتوفير الظروف الملائمة لعودة هؤلاء الشباب الى مراكز سكنهم وعملهم، والتعهد بالحفاظ على حياتهم، ومعاقبة كل المسؤولين الحكوميين والدوائر الأمنية والميليشيات المنفلتة، الذين روعوا هؤلاء الشباب وعوائلهم، وفق ما ذكر في المناشدة.

ومركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، تأسس في آب أغسطس 2009 بجهود مجموعة من الصحفيين و المدافعين عن حقوق الإنسان، بالتعاون مع معهد صحافة الحرب والسلام (آي.دبليو.بي.آر) ومهمته مراقبة حرية الصحافة والصحفيين والدفاع عنهم وحمايتهم في إقليم كوردستان.

ومنذ بداية تأسيس المركز الى اليوم، قدم كل من معهد صحافة السلم والحرب ومنظمة الشعب النرويجي (إن.بي.أي) ومنظمة دعم الإعلام العالمي (آي.إم.إس) الدنماركية ومنظمة (إنترنيوز) ومركز الخليج لحقوق الإنسان، الدعم للمركز الذي له ممثليات في مدن الإقليم وبغداد وعواصم أوروبية.