الحكيم ينتهز خطبة العيد بكلام مباشر للكورد

قال زعيم تيار الحكمة الوطني الشيعي عمار الحكيم السبت إن الكورد "حريصون" على مستقبل العراق، معربا في الوقت نفسه عن اعتقاده بان استقلال اقليم كوردستان لن يحل المشكلات القائمة في البلاد.

اربيل (كوردستان 24)- قال زعيم تيار الحكمة الوطني الشيعي عمار الحكيم السبت إن الكورد "حريصون" على مستقبل العراق، معربا في الوقت نفسه عن اعتقاده بان استقلال اقليم كوردستان لن يحل المشكلات القائمة في البلاد.

ويعتزم اقليم كوردستان اجراء استفتاء على استقلاله في 25 من الشهر الجاري بما يشمل المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد.

ويقول الكورد إن الشراكة مع العراقيين وصلت الى "طريق مسدود" وان العقود الماضية اظهرت انه لم يعد يرحب بهم في العراق.

وقال الحكيم في كلمة له بمناسبة عيد الاضحى بثت على التلفزيون "مع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا الكبير لإخوتنا (الكورد) في الوطن فأننا نقول لهم: إن العراق يسعنا جميعا وإن كوردستان عزيزة علينا وغالية على قلوبنا شعبا وارضا وقادة".

واضاف في اشارة الى حق الكورد في تقرير مصيرهم، أن "الاوطان حق الشعوب وهذا الحق لا يسقط بالتقادم ابداً".

وتابع "ولكن العراق هو وطن كوردستان ووطن احبتنا الكورد مثلما هو وطن العرب والتركمان والشبك والمسيحيين والصابئة والايزيديين وكل العراقيين الطيبين الاصلاء".

ويأتي كلام الحكيم في وقت يسرع فيه الكورد الخطى لانجاح الاستفتاء الذي سيكون نواة نحو تشكيل دولة مستقلة طال انتظارها لعقود.

ويقول الكورد إن عدم التزام بغداد ببنود الدستور دفعهم للمطالبة بالاستقلال. وتتهم حكومة كوردستان بغداد بخرق نحو 50 مادة دستورية.

وقال الحكيم "ما دامت الحقوق مصانة ومحفوظة دستوريا فلماذا نبحث عن خرائط جديدة للخلاف والتقاطع؟"

ويؤكد القادة الكورد ان استقلالهم سيعزز الوضع الامني في المنطقة وسيقوي جبهة مكافحة الارهاب وسينعكس ايجابيا على العراق وجارته المستقبلية كوردستان.

لكن الحكيم اعرب عن اعتقاده بان استقلال كوردستان لن ينهي المشكلات بالقول "من يعتقد ان الانفصال سينهي المشاكل فهو واهم لان المشاكل هي قدر الاوطان سواء كانت كبيرة او صغيرة ولكن قدر القادة الكبار ان يحلوا مشاكل شعوبهم واوطانهم ويمنحونهم الامان والاستقرار".

ويتمتع الحكيم بعلاقات جيدة مع الكورد على الرغم من تحفظه على اجراء استفتاء الاستقلال في كوردستان والمناطق المتنازع عليها.

وقال "سنبقى نفتخر بعلاقاتنا التاريخية مع اخوتنا الكورد شعبا وقادة.. وإن كان هناك من يحاول ان يذر الرماد في العيون فان عيوننا تتسع بالمحبة لإخوتنا اكثر من رماد المغرضين.. والاختلاف في قضية لا يعني الاختلاف في اصل العلاقة".

وعبر الحكيم الذي يترأس التحالف الوطني الشيعي الحاكم في العراق عن ثقته من ان "الكورد حريصون على العراق" واشار الى ان الجانب العراقي سيعمل مع الكورد "على تصفير المشاكل ومواجهة التحديات ونحن متسلحون بالمحبة والمواطنة والمصير المشترك".

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال في اكثر من مناسبة إن استقلال كوردستان لن يصب في مصلحة الجميع وهو رأي لا يتفق معه قادة كوردستان.

وسئم الكورد من نهج الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة في عشرينيات القرن الماضي فيما يتعلق بقضاياهم وحقوقهم ومصيرهم.

ويرى المسؤولون الكورد أن تجربة الحكم في عراق ما بعد عام 2003 قد فشلت، وإن أفضل حل يقضي بتقسيمه إلى دولتين أو ثلاث دول متجاورة.