"مقابر جماعية" تفجر ازمة في كركوك

ذكرت مصادر محلية أن السلطات في كركوك عثرت على "مقابر جماعية" تضم جثثا لأشخاص قيل إنهم مجهولو الهوية في إحدى المناطق الواقعة الى الجنوب الشرقي من المدينة.

اربيل (كوردستان 24)- ذكرت مصادر محلية أن السلطات في كركوك عثرت على "مقابر جماعية" تضم جثثا لأشخاص قيل إنهم مجهولو الهوية في إحدى المناطق الواقعة الى الجنوب الشرقي من المدينة، لكن مصادر كوردية قالت إن الجثث تعود لمسلحي داعش.

وتفجرت الازمة حينما نُقل عن محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري بان المقابر تضم رفات افراد "تعرضوا للخطف" قبل قتلهم، إلا ان نائبا كوردا نفى تلك المزاعم وقال إن المقابر رسمية وتضم رفات افراد من داعش وتم دفنهم بصورة رسمية بعلم السلطات.

وقال الجبوري في بيان إنه تلقى معلومات من مصادر استخبارية وشهود تفيد بـ"وجود مقابر جماعية" قرب بلدة ليلان مما دفعه الى تفقد الموقع برفقة مسؤولين آخرين، وتبين أن تلك المقابر "مخصصة من قبل بلدية كركوك ومعلومة الموقع وتحت الإطار الرسمي".

وتقع بلدة ليلان على الجانب الشرقي لمدينة كركوك.

واضاف الجبوري انه "لم يدل" بأي تصريح خلال تفقده للموقع، لكنه لفت في الوقت نفسه الى ان واجبه هو "العمل على رفع المظالم والبحث عن مصير المختطفين أو المغيبين أو المغدورين ضمن حدود محافظة كركوك".

وسبق ان زعم الجبوري وجود سبعة آلاف شخص معتقل لدى قوات الامن الكوردية (الآسايش) الامر الذي تم نفيه رسميا من قبل المسؤولين الكورد.

وأعلن مسؤولون عرب في كركوك وجود مقبرتين على الاقل في بلدة ليلان تضمان رفات اشخاص بعضهم دفن بملابسه فيما تم دفن البعض الآخر بصورة عارية.

وقالت عضو مجلس محافظة كركوك رملة العبيدي للصحفيين "اذا كانت لجان حكومية قد دفنت هذه الجثث، فلماذا لم تدفنها بصورة شرعية؟"

وأعلن مسؤولون فتح تحقيق لمعرفة تفاصيل المقابر الجماعية في كركوك.

وتولى راكان الجبوري منصب محافظ كركوك بتكليف من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي منذ ان سيطرت القوات العراقية والحشد الشعبي على كركوك في 16 من الشهر الماضي.

وكان الجبوري يشغل قبل ذلك منصب نائب محافظ كركوك. ولم يسبق له ان تحدث عن تلك المقابر طيلة فترة عمله نائبا للمحافظ.

وقال النائب الكوردي ريبوار طه في بيان إن تلميحات الجبوري بمسؤولية الكورد عن تلك الجثث "عارية عن الصحة وغير دقيقة".

وقال طه وهو نائب في البرلمان العراقي عن كركوك إن "هذه الجثث تعود لقتلى من داعش مجهولي الهوية، وبعلم دائرتي الطب العدلي وبلدية كركوك".

وأضاف ان هذه الجثث دفنت "بإشراف لجنة الدفن التي شكلها مجلس محافظة كركوك عام 2006 حيث تخصيص مساحة من الأرض في حي (بنجة علي) لتلك المقابر".

وقال إن اللجنة المشكلة تألفت حينها من رئيس اللجنة جواد الجوابي ودائرة الطب العدلي والأدلة الجنائية ومديرية بلدية كركوك والوقف السني ومركز شرطة آزادي".

وتابع طه "كل ما يخص موضوع هذه الجثث محفوظ 
لدى الجهات المعنية".

ولفت طه الى انه وبسبب اتهام الجبوري للكورد في هذا الملف "فإننا سنرفع دعوى قضائية ضده"، داعيا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لوقف تصريحات محافظ كركوك وكالة.

ويأتي هذا في الوقت الذي قال برلمانيون كورد يمثلون محافظة كركوك إنهم قدموا طلبا الى البرلمان العراقي يؤيد طلبا موقعا من ثلثي اعضاء مجلس المحافظة لإقالة راكان الجبوري بعد "تجاوزه" على صلاحياته الادارية كمحافظ يعمل بالوكالة.

ويقول مسؤولون كورد إن الجبوري اتخذ اجراءات تحمل "اجندات قومية" واخرى تقضي برفع التجاوزات على الاملاك العامة في كركوك، واشارت الى ان ملف التجاوزات وفقا للقانون هو من صلاحية المحكمة بصورة حصرية.

وتعتبر كركوك، التي يقطنها خليط من الكورد والعرب والتركمان والمسيحيين، واحدة من ابرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.

وبعد سيطرة القوات العراقية عليها، باتت كركوك تشهد توترات امنية وسياسية واجتماعية على عكس ما كان سائدا حين كانت المدينة تحت سيطرة البيشمركة.