احتجاجات واسعة في اربيل للتنديد بالعبادي
اربيل (كوردستان 24)- خرج المئات من الكورد في تظاهرات حاشدة وسط اربيل للتنديد بتجاهل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدور البيشمركة في الحرب على الارهاب.
ونزل المتظاهرون واغلبهم من طلبة وأساتذة الجامعات، الى الشوارع ورفعوا لافتات تؤيد البيشمركة وتدين موقف العبادي الأخير.
وقبل نحو يومين أعلن العبادي في خطاب بثه التلفزيون "النصر النهائي" على داعش واثنى على القوات العراقية بمختلف صنوفها بالإضافة الى الحشد الشعبي لكنه تجاهل البيشمركة، وهو ما أثار غضب الكورد ودفعهم لمقاطعة الاحتفالات العراقية بالنصر.
وبعد ذلك بيوم أجرى العبادي تعديلا على خطابه ليضيف البيشمركة في نصه ويعيد نشره باللغات العربية والانجليزية والكوردية.
ورغم ذلك لم تخف حدة الغضب الكوردي على التجاهل المتكرر من جانب العبادي لقوات البيشمركة التي لعبت دورا محوريا في محاربة داعش وقاتلت الى جانب القوات العراقية في معركة استعادة السيطرة على الموصل من قبضة مسلحي التنظيم المتطرف.
كما ردت وزارة البيشمركة بحدة على موقف العبادي وقالت إن تضحيات مقاتليها في ساحات المعارك ادت الى النصر على تنظيم داعش.
ورفعت سيدة لافتة كتب عليها "1800 شهيد و10000 جريح من قوات البيشمركة" خلال المعارك التي خاضتها ضد داعش طيلة السنوات الثلاث الماضية.
وقال احد المتظاهرين واسمه آزاد جبار لكوردستان 24 "موقف العبادي هو استهانة بدماء الشهداء.. استهانة بالتضحيات.. إنما نكران للجميل".
ولم يوضح العبادي بعد سبب تجاهله ذكر البيشمركة في خطاب النصر كما لم يذكر ايضا المبرر الذي دفعه الى ذكرها لاحقا بين السطور وعلى مضض.
ويأتي ذلك ايضا بعدما فرضت القوات العراقية والحشد الشعبي المدعوم من ايران في 16 من تشرين الاول اكتوبر السيطرة الكاملة على معظم المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك ردا على الاستفتاء.
وكتب متظاهرون في لافتة اخرى في اشارة الى الاستفتاء أن ما اقدم عليه العبادي هو استخفاف بالصوت السلمي لـ3.5 مليون نسمة شاركوا في حق تقرير مصيرهم.
وكتب المتظاهرون في لافتة خطت باللون الازرق "خطاب العبادي ضد وحدة العراق".
وصوت نحو 93 بالمئة من السكان لصالح استقلال كوردستان عن العراق.
وردا على الاستفتاء فرضت بغداد جملة اجراءات عقابية فحظرت الطيران الدولي في مطارات كوردستان فيما تسعى للسيطرة على واردات النفط والمنافذ الدولية وغيرها.
وقالت شيرين غفور وهي طالبة في كلية العلوم السياسية بجامعة صلاح الدين إن قرارات العبادي "غير دستورية وغير قانونية وهي عقاب جماعي للشعب الكوردي".
ويقول نواب كورد إن تهميش بغداد للبيشمركة اجراء غير دستوري. وتعتبر القوات الكوردية جزءا من منظومة الدفاع للعراق وفقا للدستور المعتمد منذ عام 2005.
والبيشمركة (وتعني بالعربية مواجهو الموت أو الفدائيون) هي القوات المسلحة الرسمية لإقليم كوردستان، ولعبت دورا حاسما في مقارعة الإرهاب وإبعاد خطره المتمثل بداعش عن حدود الإقليم.
ومنذ عام 2003 أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 25 مليار دولار على تدريب ورفع كفاءة الجيش العراقي ولم يذهب إلا القليل جدا من التدريب والمعدات وغالبيتها غير مميتة إلى قوات البيشمركة.