الصدر يتغزل بالعبادي ويثبت موقفه للمرحلة المقبلة

قال رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر إنه يؤيد ترشيح رئيس الوزراء حيدر العبادي لفترة ثانية بعدما "نجح" في حسم الكثير من الازمات التي خلفها سلفه نوري المالكي.

اربيل (كوردستان 24)- قال رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر إنه يؤيد ترشيح رئيس الوزراء حيدر العبادي لفترة ثانية بعدما "نجح" في حسم الكثير من الازمات التي خلفها سلفه نوري المالكي.

وتأتي تصريحات الصدر بينما يستعد العراق لإجراء انتخابات تشريعية في منتصف أيار مايو المقبل. ولم يعلن العبادي حتى الآن نيته للترشح لولاية ثانية.

وتولى العبادي منصبه خلفا لنوري المالكي عام 2014.

وقال الصدر في مقابلة مع تلفزيون الشرقية العراقي إنه يدعم العبادي لولاية ثانية لأنه "قام بتصحيح الكثير" من الازمات في العراق.

وتابع "حل (العبادي) الازمة مع الاكراد بطريقة جيدة".

وكان الصدر يشير بكلامه على ما يبدو الى الهجوم الذي قادته بغداد للسيطرة على المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك في 16 من الشهر الماضي ووصفته كوردستان بانه "غير قانوني".

ولفت الصدر الى ان تصريحات العبادي "ابوية وأسلوبه فيه حكمة وليس متهجما... لا يتباهى بقتل السنة والشيعة والاكراد".

وفي اتهام ضمني للمالكي قال الصدر إن العبادي "لم يبع محافظة".

وسبق ان اتهم الصدر، المالكي "ببيع" الموصل الى تنظيم داعش عام 2014 حتى يضمن حصوله على فترة ثالثة. وينفي المالكي تلك الاتهامات واعتبر ما حصل "مؤامرة".

وحكم المالكي العراق لثماني سنوات كانت حافلة بالأزمات وآخرها سيطرة تنظيم داعش على ثلثي مساحة العراق منتصف عام 2014.

وقال الصدر إن العبادي استعاد معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، مشيرا الى ان الانجازات التي حققها تجعل منه "قادرا على ادارة المرحلة القادمة في العراق".

ومضى يقول "نجح (العبادي) في هذه المرحلة ولابد من اعطائه فرصة ثانية لا ثالث لها".

وتوقع الصدر أن يعلن العبادي استقالته من حزب الدعوة قائلا "اتمنى عليه ان يكون مستقلا.. اتوقع خلال الايام القليلة ان يعلن استقلاليته".

وينتمي المالكي والعبادي لنفس الحزب الذي تربطه صلات وثيقة بإيران.

وزاد الصدر "يجب أن يكمل (العبادي) ما سار عليه في هذه الاربع سنوات".

وفي اشارة الى المالكي قال الصدر إن الفرق بين العبادي والحكومة السابقة هو "كالفرق بين السماء والارض".

وحذر الصدر من أن اعادة نفس "الوجوه الحالية" الى الحكم في الانتخابات المقبلة سوف "تنهي العراق". واستثنى الصدر، العبادي من كلامه.

ودعا زعيم التيار الصدري الى دمج الحشد الشعبي الشيعي في المؤسسات الامنية والعسكرية باستثناء "الميليشيات الوقحة" التي عرفها على انها مجاميع تتشبه بالارهاب.

وقال إن تضحيات الحشد الشعبي يجب ان لا تذهب "هباء منثورا" باستثناء المندسين من الميليشيات الوقحة.

وحينما سئل عن اصطلاح الميليشيات الوقحة قال الصدر إن ذلك لا يشمل فقط عصائب اهل الحق بل كل من يتشبه بالارهاب حتى لو كان في "سرايا السلام".

و"سرايا السلام" هي فصيل مسلح يقوده الصدر وعلى الرغم من انه يتبع الحشد الشعبي لكنه يتلقى اوامره من زعيم التيار الصدري حصرا.

وهناك مؤشرات قوية على امكانية ان يتحالف العبادي مع الصدر في الانتخابات التشريعية المقبلة حيث يتبنيان موقفا مشابها من مستقبل الحشد الشعبي ومغايرا لموقف المالكي.

ويُنظر إلى الصدر على انه واحد من أهم المؤيدين للعبادي لدرجة أن محللين لم يستبعدوا أن يشكل الاثنان تحالفا يقف بالضد من توجهات المالكي التي توصف بالطائفية.

ويعد الصدر ابرز خصم للمالكي وكثيرا ما يصفه بالدكتاتور وهو من أشد المعارضين لعودته رئيسا للحكومة. وسبق أن طالب بمحاكمته في أعقاب استيلاء داعش على الموصل. ويقول المالكي إن الصدر لا يفقه في السياسة شيئا.

ويملك الصدر كتلة برلمانية لها 34 مقعدا في البرلمان العراقي وله نفوذ كبير في بغداد ومحافظات الجنوب التي يغلب الشيعة على سكانها.