كوردستان توجه نداء محليا وعالميا عاجلا منعاً لوقوع الحرب

طالب رئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الجمعة المجتمع الدولي والدول الاقليمية بالإضافة الى باقي القوى السياسية والدينية في العراق الى التدخل العاجل.

اربيل (كوردستان 24)- طالب رئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الجمعة المجتمع الدولي والدول الاقليمية بالإضافة الى باقي القوى السياسية والدينية في العراق الى التدخل العاجل للحيلولة دون وقوع حرب بين البيشمركة والقوات العراقية.

وجاء هذا في الوقت الذي بدأت فيه القوات العراقية التحشد في جنوب كركوك ومناطق شمال الموصل وغيرها في خطوة يقول الكورد إنها تهدف للهجوم على كوردستان.

وتقول كوردستان إن التحشيدات العسكرية العراقية تستبق هجوما يهدف في بادئ الامر للسيطرة على حقول النفط والمطار والقاعدة العسكرية في كركوك.

وقال نيجيرفان بارزاني في بيان إنه يدعو المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني والقوى العراقية ومنظمات المجتمع المدني والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والتحالف الدولي والدول الاقليمية ومجلس الامن الى التدخل العاجل لمنع وقوع حرب في المناطق التي تتحشد فيها القوات العراقية.

وأضاف ان التحشدات العسكرية العراقية لم تقتصر على جنوب كركوك بل شملت محيط خانقين والموصل ضمن خطوة ستكون نتائجها عكسية على الوضع الداخلي في العراق والمنطقة.

ولفت بارزاني الى ان التحركات العراقية باتجاه المناطق الآمنة ستشكل عاملا مشجعا لتقوية تنظيم داعش والمنظمات الارهابية في العراق.

وتفاقم الخلاف بين اقليم كوردستان وبغداد الى اعلى مستوياته بعدما فرضت الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة حزمة من الاجراءات العقابية ردا على استفتاء حق تقرير المصير الذي نظم اواخر الشهر الماضي وحظي بتأييد الاغلبية الكاسحة للاستقلال.

وقال بارزاني "ندعو كل شعب كوردستان كوردا وعربا وتركمانا ومسيحيين وغيرهم الى رفع معنوياتهم والاستعداد لدعم البيشمركة للحفاظ على جميع مدن كوردستان كي لا يتكرر فيها ما حصل بالنسبة للموصل والانبار والمناطق الاخرى التي تعرضت للدمار".

ومنذ سنوات عديدة تستضيف مدن كوردستان نحو 1.8 مليون عراقي على الرغم من الأزمة المالية التي تفجرت بعد قطع بغداد حصة الإقليم من الموازنة وانهيار أسعار النفط.

وقال نيجيرفان بارزاني إن مدن كوردستان كانت ملاذا آمنا لمئات الالاف من النازحين الفارين من حرب داعش والحرب الاهلية التي شهدها العراق بين اعوام 2006 و2007 و2008.

وتابع "الغريب في الأمر ان الحكومة العراقية تريد ان تزعزع الاستقرار عبر حملات عسكرية في المناطق التي تتنعم بالاستقرار الأمني" لاسيما كركوك.

وأبقت قوات البيشمركة، مدينة كركوك ومعظم "المناطق المتنازع عليها" بعيدا عن خطر تنظيم داعش في أعقاب سقوط الموصل وفرار الجيش منها في منتصف عام 2014.

وقال رئيس حكومة كوردستان "منذ ذلك الحين تعيش هذه المناطق بسلام.. ولم تعش استقرارا مثل الذي تشهده الآن بفضل تضحيات البيشمركة والشرطة المحلية والأجهزة الامنية ودعم السكان".

وجدد نيجيرفان بارزاني تأكيده على ان كوردستان تريد فرض أي حلول رغما عن رغبة سكان تلك المناطق وقال "يجب ان تدار هذه المدن بالشكل الذي يلبي طموحات مكوناتها".

وقال ايضا ان حكومة تؤكد مجددا على استعداداتها للحوار مع بغداد بعيدا عن استخدام السلاح للبت في جميع الملفات الشائكة.

وأكد نيجيرفان بارزاني في بيانه ان المشاكل لابد ان تحل بواسطة المفاوضات وليس عبر الاحتكام الى التحشيد والتهديد والوعيد.

وكان وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي قد قال إن تقدم القوات العراقية صوب كركوك يندرج في اطار إعادة انتشار لتلك القوات في المنطقة بعد هزيمة داعش.

ومنذ ان اجري استفتاء حق تقرير المصير، فرضت الحكومة العراقية حظرا على الرحلات الدولية المباشرة إلى الإقليم كما أوقفت أيضا بيع الدولار لأربعة بنوك في كوردستان.

وتسعى بغداد لبسط سيطرتها على المنافذ الحدودية والنفط الخام في كوردستان الامر الذي ترفضه اربيل وتعتبره "عقابا جماعيا" على عملية ديمقراطية تمثلت بالاستفتاء.

ودعت قيادة قوات البيشمركة الجمعة جميع مقاتليها الى التأهب والاستعداد للدفاع عن كركوك بعد مواصلة القوات العراقية تحشداتها في محيط المدينة.