اربيل (كوردستان 24)- كلف الرئيس العراقي برهم صالح، فور انتخابه في البرلمان، عادل عبد المهدي بتشكيل حكومة جديدة، منهيا بذلك جمودا استمر شهورا بعد انتخابات عامة غير حاسمة في مايو أيار.
ووفق الدستور العراقي أمام صالح 15 يوما لتكليف مرشح اكبر كتلة برلمانية بتشكيل الحكومة لكنه اختار أن يفعل ذلك بعد أقل من ساعتين من انتخابه.
وشغل عبد المهدي وهو الخبير الاقتصادي والسياسي المخضرم، من قبل مناصب نائب الرئيس ووزير النفط ووزير المالية، وأمامه 30 يوما لإجراء المشاورات وتشكيل الحكومة ثم عرضها على البرلمان للموافقة.
ورغم كون منصب الرئاسة رمزيا إلا أنه مهم لتشكيل الحكومة التي اتفق الساسة العراقيون وفق عرف غير رسمي على أن تكون رئاستها للشيعة ورئاسة الجمهورية للكورد وتعود رئاسة البرلمان لشخص سني.
وأمام رئيس الوزراء الجديد تحديات جسام تتمثل في إعادة الإعمار بعد ماشهدت البلاد سنوات من الدمار خلال الحرب مع داعش، وإزالة التوتر الطائفي في البلاد ثم إيجاد التوازن في علاقات بلاده مع الولايات المتحدة ومع إيران.
ويبلغ عبد المهدي من العمر 76 عاما، وهو خبير اقتصاد هاجر من بلاده إلى فرنسا عام 1969، وعمل في مراكز بحثية وأصدر مجلات بالعربية والفرنسية. وكان والده وزيرا في عهد الملكية، التي سقطت في العراق عام 1958.
ورشحت عبد المهدي كتلتان متنافستان إحداهما يرأسها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ورئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي والأخرى يرأسها هادي العامري، وهو زعيم فصيل تدعمه إيران، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وقال المتحدث باسم كتلة البناء أحمد الأسدي "ترشيح السيد عادل عبد المهدي جاء بعد اتفاق بين كتلة البناء وكتلة الإصلاح التي تظم النصر والحكمة وسائرون على ترشيح السيد عبد المهدي عن طريق التوافق وليس عن طريق الكتلة الأكبر وذلك لتجاوز مسألة من هي الكتلة الأكبر".
ورحبت كتلة الصدر بترشيح عبد المهدي، كما أصدر العبادي بيانا هنأ فيه عبد المهدي وتمنى له النجاح.
ونزع ترشيح عبد المهدي التوترات الشيعية غير أن انتخاب صالح غذى التوترات الكوردية.
وتنافس على الرئاسة الحزبان الرئيسيان في إقليم كوردستان، واصدر رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني بيانا قال فيه أن آلية اختيار الرئيس غير مقبولة.
وبشكل غير مسبوق لم يتمكن الحزبان من تسوية خلافاتهما والاتفاق على مرشح واحد مثلما جرت العادة منذ الإطاحة بنظام صدام حسين.
وتعهد صالح أثناء أدائه اليمين بحماية وحدة العراق وسلامته.
وكان صالح المرشح المفضل لمعظم أعضاء البرلمان نظرا لموقفه من استفتاء الاستقلال الذي أجراه الكورد وحظي بنسبة ساحقة من الاصوات المؤيدة لتاسيس دولة كوردية مستقلة عن العراق.
سوار أحمد