دولة كوردستان واستحالة الوحدة الإلزامیة مع العراق العربي

Kurd24

إذا كانت الدعوات السابقة قبل الاستفتاء من أجل استقلال كوردستان من قبل التیارات والأحزاب السیاسیة العراقیة الغارقة في سباتها العروبي الدوغمائي الطائفي تنظر الی مسألة الإتحاد والوحدة  بنظرة أحادیة ضیقة وتفكّر فیها من تصوّر تبسیطي ساذج أو من نموذج مسبق جاهز باعتبارها طیفا آتيا من أقاصي الذاکرة مع السعي بإستراتیجیة قاتلة ومدمّرة لإقحامها علی الواقع العراقي المليء باختلافات کیاناته وتنوعهم فلماذا المفاجئة إذن من المحصلة؟

العراق لم يكن مستقرا طوال قرن من الزمان بسبب فرض الوحدة القسریة علی شعب كوردستان. المحصلة الحالیة هي ثمن القفز فوق واقع الاختلاف. لقد اكتسبت القیادة الكوردستانیة الشرعیة الشعبیة لإعلان الاستقلال ولهذه القیادة الآن کل الصلاحیة في فسخ الإتحاد الطوعي مع العراق.

الوحدة مع العراق وفق صیغة الكونفدرالیة تأتي بالعمل بشكل خلّاق من قبل أصحاب القرار في بغداد علی الاختلاف الواقع والاعتراف بنتائج الاستفتاء باعتبارها مصدر غنی ومجالاً للتفاعل المثمر والبناء لا العكس.

نعم القیادة الكوردستانیة لا ترفض باب الحوار الجاد والشفاف مع حكومة بغداد حول الخلافات الرئیسیة والمشاكل المزمنة كمسألة ترسیم الحدود والعلاقات المستقبلیة بین الجانبین، كذلك ترید العمل والتنسيق مع دول الجوار والدول الصديقة والجهات والمنظمات الدولیة الداعمة لحق شعب كوردستان في تقرير مصيره وإقامة دولة المستقبل.

للأسف بعض من القیادات والساسة العراقیین لا یعترفون بقواعد السیاسة والعمل السیاسي المعاصر، یستخدمون وسائل إعلامهم بشكل منظم للهجوم علی شعب كوردستان ورموزه السیاسیة، بقدر ما یستعملون عبارات الكراهية والتهديدات مباشرة وغير المباشرة لاستهداف کل ما یرتبط بقیم شعب كوردستان دون وضع اعتبار أو استثناء.

 فسیاساتهم القائمة علی مقتضی الهوی والمزاج الطائفي لا علی مقتضی العقل والتخطیط والحساب الدقیق للموارد السیاسیة وكیفیة استخدامها استخداماً رشیداً کانت تهدف خلال وبعد إجراء الاستفتاء الی تسعیر خطاب الكراهية ضد شعب كوردستان.

بعملهم المغطی بعباءة الایدیولوجیات الطائفیة وباتخاذهم قرارات سیاسیة بعد استقبالهم إملاءات من دول الجوار ابتعدوا في سیاستهم عن النظر بعین الممکن الی الواقع لتحقیق التوازن الضروري بین الممكن الواقعي وبین الواجب الفكري والأخلاقي لتأسیس شرعیة العمل السیاسي التقدمي في البلد.

إن معاداة عملیة الاستفتاء من أجل الاستقلال وعدم الاحتراف بنتائجها كحق شرعي لشعب كوردستان والإصرار علی رفض الحوار لحل المشاكل العالقة والعمل علی استخدام الحصار الاقتصادي ضد الشعب الكوردستاني لا تنتج غیر أزمات ترتد سلبا علی مستخدمیها. الیوم یخطو شعب كوردستان بكل اقتدار نحو الدیمقراطیة مع إیمانه العمیق بمبدأ اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺗﺎﻣﺔ بین الجنسین واﻟﻣواطﻧﺔ اﻟﮐﺎﻣﻟﺔ وفصل الدین عن الدولة فضلاً عن قواعد الشراكة والتوأمة والحمایة والرعایة، فهو یرید أن یظهر في عصر الرقمنة الشاملة كفاعل جدید في المنطقة وعلی الدول والأمم المتقدمة الحرة والصدیقة علی هذه الفسیحة الاعتراف بالدور الإیجابي لهذا الشعب في محاربة الإرهاب و دعم مشروعه الدیمقراطي.

فالضغوطات السیاسیة والاقتصادية من قبل بغداد ودول الجوار غیر المنطقیة تقوي إرادة شعب كوردستان وتسرّع حرکة قطار الاستقلال نحو الهدف المنشود وهل من المعقول أن نعیش طوعاً مع منْ لا یحبنا؟

 

ملاحظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان24 بأي شكل من الأشكال.