إقليم كوردستان اعتراف مشروط بالاستقلال

Kurd24

في موقف جديد من امريكا ازاء استقلال كوردستان عن العراق، قالت مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون النزاعات وعمليات الاستقرار دينيس ناتالي إن بلادها تدعم استقلال اقليم كوردستان عن العراق بشرط ان توافق بغداد على ذلك. جاءت اقوال ناتالي في ندوة نقاشية في واشنطن بشأن استقلال الشعوب وان سياسة بلادها مع وحدة اراضي الدول.

من جهته انتقد الخبير والدبلوماسي الامريكي بيتر غالبريث خلال الندوة السياسة التي تتبعها بلاده في قضية استقلال الشعوب واجمع كل من ناتالي وغالبريث في الندوة على انه افضل طريق لاستقلال اقليم كوردستان هوان يتوصل المسؤولون في اربيل وبغداد الى اتفاق وقناعة على هذا الامر.

ان قراءة متأنية لهذا التصريح من مؤسسة رسمية امريكية ذات نفوذ وقرار موقف يحمل الكثير من المعاني  والدلالات منها:

1- إن مواقف الدول وخاصة العظمى منها تتأرجح بين التأييد والرفض تجاه القضايا الاقليمية والدولية حسب ما تمليه عليهم مصالحهم الذاتية وإن كانت على حساب حقوق الشعوب واستقلالهم، وهكذا كانت وستكون، فأمريكا التي وقفت بالضد من اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان قبل اكثر من سنة بحجة انها ستقلل من اهمية محاربة (داعش) وان وحدة العراق تأتي في اولويات عملها في المنطقة بدأت موقفها تتغير  تجاه هذه القضية .

2- ان ربط استقلال اقليم كوردستان بموافقة بغداد على اساس الاتفاق والقناعة مؤشر على ان امريكا تريد من الحكومة العراقية ان تكون قوية وتمتلك القرارات المصيرية للقضايا والمشكلات التي تواجهها مع المعرفة المسبقة بأن العراق لا يمكن ان توافق على الاستقلال، بل انها على استعداد ان تركب ظهر الدبابات وتتحكم الى القوة في ادنى اشارة الى ذلك، مثلما كانت في السابق وان تمد يدها الى المناوئين لسياساتها وتتفق وتتآمر من اجل النيل من اهداف الشعب الكوردستاني وأنها تدل على ان امريكا جعلت من الاستقلال شأن ومسألة داخلية يتم معالجتها ضمن إطار الدولة العراقية، وإنها برأت نفسها من التأثير وفي الحقيقة غير ذلك فقد يكون هذا التصريح بمثابة ورقة ضغط عليها إن لم تستجب لسياساتها.

3- انها تعني بان ارادة الشعوب لا يمكن ان تقهر وان النضال الطويل والتضحية لابد ان تأتي بثمارها يوماً وان طال بعدها، فبحر الصيف تفوح رائحة الورود، لذا فان ثمار الاستفتاء الكوردستاني ونتائجها المذهلة في هذه البقعة من الشرق الاوسط الذي لا يعرف من الديمقراطية إلا الاسم والحرية إلا الشعار، فقد قال الشعب الكوردستاني كلمة الفصل وها قد بدأت الدول تستفيق من سباتها وتراجع موقفها منها نحو الايجاب، وهذا يدل على ان ما مارسه الشعب الكوردستاني كان حقاً طبيعياً وقانونياً وارادته لا ينحني امام الصعاب والمؤامرات مهما كثرت وتعددت.

4- ربما يكون المراد منه ايقاظ اعداء الشعب الكوردستاني ومن وقف تجاه تطلعاته طيلة السنوات السابقة وخاصة ايام الاستفتاء الكوردستاني في 25/9/2017 ليبدأوا من جديد بحياكة المؤامرات في الغرف المظلمة لأن استقلال كوردستان كلمة تقشعر منه ابدانهم وتحمر به سواد عيونهم، وان الضرب على هذا الوتر تعني توجيه الانظار اليه من جديد بعد ان استطاع ارجاع عافيته واعاد المياه الى مجاريها والاسوأ منها ان تبدأ الجماعات الارهابية وخاصة (داعش) بتوجيه السهام والنبال اليها بكثافة بعد ان نالت على ايدي قوات البيشمركة الهزائم تلو الأخرى وظهورها هنا وهناك مؤشر لا يبشر بالخير في ظل ضعف ظل القوات العراقية على مسك تلك المناطق في كركوك والموصل .

ان الموقف الامريكي الجديد يفرض على الشعب الكوردستاني وقيادته السياسية التأني في خطواتهم ومواقفهم وان يكونوا حذرين من الانزلاق الى الهاوية التي لا رحمة فيها ولا حناناً.

 

ملاحظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.