مسعود البارزاني جبل شامخ وصامد كوردستان

Kurd24

  أن القائد الكبير والأب الروحي القومي للكورد "مصطفى البارزاني الخالد" (1903-1979) فتح عينيه في بارزان مهد الكفاح والتضحيات، وقد شعر في بارزان بظلم وجبروت المحتلين ضد أمته خاصة حين شاهد حرق (بارزان)، وإن إنساناً يولد في خضم الآلام والإضطهاد من قبل المحتلين، يكون له رد الفعل إزاء الظلم والإستبداد، كان رد فعل البارزانى الخالد ضد ظلم المحتلين هو الإستعداد للثورة والإنتفاضة، لقطع قيد الظلم والإستعباد، كثيراً ما حين تتعرض أُمة أو مجتمع إلى الظلم والإضطهاد اللذين لاحد لهما، يرسل الله سبحانه وتعالى منقذاً لتلك الأُمة، لاشك أن الأُمة الكوردية أيضاُ التي كانت تتعرض للظلم من كل جهة وتجرى محاولة أبادتها، وهب الله الرحيم لهذه الأُمة مصطفى البارزاني كمنقذا.

  خرج البارزاني الخالد من بارزان، أصبح قائد الأُمة الكوردية في جميع أرجاء كوردستان الكبرى، وتمكن أن يقود أطول ثورة كوردستانية ( ثورة أيلول) وأن يجمع تحت رايته جميع شعب كوردستان، كان نضال وتضحيات البارزاني الخالد لكافة شعب كوردستان بإختلاف  قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم وآيديولوجياتهم، لذلك تجمع جميع شعب كوردستان تحت قيادته، وكانو يعتبرونه قائدهم.

  إن كفاح البارزاني الخالد لم يكن وحده للأُمة الكوردية، بل كان لتحقيق حقوق كامل قوميات كوردستان ( الكورد، التركمان ، الآشور، العرب والأرمن)، كان تضامن البارزاني الخالد للشيخ محمود الحفيد وإستنجاده لثورة شرقي كوردستان والمشاركة في تأسيس جمهورية كوردستان الديموقراطية في مهاباد ودفاع البارزاني الخالد وقواته لحماية الجمهورية، تقول لنا : كان البارزاني الخالد  كقائد وبيشمركة في هم أن يبلغ الكورد الهدف المتمثل بإقامة دولة خاصة به، إن إستنجاد البارزاني للسليمانية ومهاباد رفع من معنويات وشجاعة شعب كوردستان، لأن البارزاني الخالد كان بيشمركة شجاعاً غير هياب، ولم يسلم نفسه في أي وقت، و لم يكن تسليم النفس في قاموس البارزاني الخالد له وجود، الأمر الذي أدي أن يكون الناس واثقين من انفسهم أن ينظروا إلى المستقبل، ولهذا بالذات فأنه من الخطأ أن نعتبر البارزاني الخالد محسوباً على الحزب الديموقراطي الكوردستاني، بل لابد أن ننظر إليه أنه قائد شعب كوردستان ورئيس الأُمة الكوردية.

 كان البارزاني الخالد كقائد الأُمة الكوردستانية محل أمل جميع شعب كوردستان، وكان في حياته السياسية والبیشمرکايتي ضد المساومة على حساب الحقوق القومية والوطنية لشعب كوردستان، لذل فإن الأعداء دائماً كانوا يواصلون محاولاتهم لمعاداته وضربه، وفي كثير من المرات كانوا يحاولون لمحاربته الإنتفاع من الأشخاص الموجودين داخل الثورة وجهات داخلية، لذلك إذا ما نظرنا إلى التأريخ السياسي لكوردستان، نرى في كثير من المرات  أن البارزاني الخالد قد تعرض إلى الخيانة، فكان سيادته خلال نضالاته كان يواجه في كثير من المرات الة الخيانة الداخلية والإقليمية والدولية، لكن البارزاني كدأبه دائماً يتصدى لتلك المؤامرات وأطال الثورة والمقاومة.

  أنه شيئ هام جدا لجيل اليوم أن نستفيد من التراث الثوري للبارزاني الخالد ونجعله في صدر كفاحنا، فتواضع وحياة البارزاني الخالد كبیشمرکە جعلا البارزاني الخالد عند الناس أكثر حباً، فإذ نظرنا إلى الأفلام الوثائقية أيام ثورة ايلول، أو نتحاور البیشمرکە القدامى، نشعر جداً أن ملبس وأكل ومكان مأواه لم يكن يختلف شيئاً ما عن البيشمركە،  فكان يعرف نفسة أنة سيان مع أي بيشمركە في الحقوق والواجبات، كان دائماً يحترم مقابلة ويستجيب للحق والعدل، وكان في هم من طبقة الفقراء والمضطهدين، وكان ذلك عاملاً أن يحب الناس في الجهات الأربع من كوردستان البارزاني، ويعتبروه رمزاً لهم وينظموا إلى صفوف ثورة أيلول ويتعاونوا مع ثورة طولاَن.

  إن هذا الحب من قبل الناس للبارزاني الخالد وشعورهم القومي تجاه محتلي كوردستان قد تما معاً الأمر الذي أُملى عليهم أن ينضووا تحت قيادته، إن المثقفين ومناضلي الأجزاء الأُخرى من كوردستان ( هەژار موكرياني ، هێدى ، عصمت شريف وانلي ، وحميد سوري و ...الخ ) جاؤوا من شرق وشمال وغرب كوردستان وإنضموا إلى صفوف الثورة  وكانوا دوما محل إعتماد وثقة الثورة.

    كان في نظري مهماً أن أتحدث هنا عن الحقائق أعلاه ، ثم آتي إلى محتوى موضوعي، إن الرئيس مسعود البارزاني قائد الحركة التحررية الوطنية الكوردستانية، فضلاً على أنه إبن قائد والأب الروحي القومي للكورد الرئيس (مصطفى البارزاني الخالد)، وفي الوقت نفسه حاول أن يجسد في نفسه معظم الخصوصيات الشخصية والقومية والثورية والوطنية للبارزاني الخالد ويكون إمتداداً لنفس الإتجاه، ويكون مستمراً بنفس الروحية في الثورة والفداء، لاشك أنه من أجل ذلك دفع ضرائب كثيرة.

  إن مسعود البارزاني كقائد للحركة التحررية الوطنية الكوردستانية وشخصية فعالة في كوردستان والشرق الاوسط والعالم، كان دائماً محسوباً أنه صاحب موقف والعمل، لذلك جرى له الحساب الدقيق من قبل الأعداء والخصوم في كثير من الجوانب، حيث جرت محاولات أن يقلل من شأن سيادته، وكل الأطراف يعرفون جيداً أن الإستسلام لا وجود له في قاموس مسعود البارزاني، إن مسعود البارزاني ممثل إرادة شعب كوردستان ومازال هو يمثل إرادة كوردستان، لذلك حاول الأعداء عبر الهجوم على شخصية مسعود البارزاني، كسر إرادة شعب كوردستان، لكن لحسن الحظ فإن مسعود البارزاني كجبل شامخ وصامد وقف بوجه هجمات وحملات الخصوم والأعداء وتمكن بهدوئه وكفاءته وسياسته الحكيمة القضاء على محاولات وهجمات ومؤامرات الأعداء، وقد قدم دائماً أملاً جديداً لشعب كوردستان.

 أن ما يحز فى النفس الأسف، أنه فيما مضى ظلم ظلماً كبيرا من الرئيس مسعود البارزاني، علاوة على مؤامرات وهجمات خصوم واعداء كوردستان، فإن حتى بعض الأطراف الداخلية  في إطار مؤامرة محتلي كوردستان أخذوا يعادون الرئيس مسعود البارزاني، حيث كان من المفترض ان تكون تلك الجهات دعماً وسنداً للرئيس البارزاني، وليس دعم ومساندة الأعداء ومحتلي كوردستان، أن كل تلك اللاحقية الباطلة التي مورست وتمارس ضد مسعود البارزاني، غض الطرف عنها من قبل البارزاني نفسه ولم ترد عليها، وهذا يدل على عظمة البارزاني، بأن حضرته مستعد من أجل الأمة والوطن أن يغض النظر عن حق شخصيته، وهذا هو احد الخصوصيات النادرة والهامة لقائد أية قومية، لاشك أن هذه الخصوصية كانت متوافرة من (مصطفى البارزاني الخالد) وحده، ولم تزل موجودة في (مسعود البارزاني).

  كان مسعود البارزاني أعوم كان في رئاسة (إقليم) كوردستان، لعب دوراً فاعلاً ونقل كوردستان إلى مستوى البلدان المستقلة، فعلت شخصيته أن يجري التعامل من جميع الأطراف مع كوردستان، وتتقدم في جميع المجالات، أن تطورات كوردستان أصبحت محل إرتياح الأصدقاء وقلق وتضييق الخصوم والأعداء، كان الأصدقاء مساندين في كثير من الأوجه، لكي تتقدم وتتطور أكثر ويكون الأعداء والخصوم دائما في حبكة المؤامرات، من أجل إجهاض تجربة كوردسان وأيقاف تقدمها، وفي الوقت نفسه حنث السلطات العراقية الحالية بوعودهم ومعاداتهم لشعب كوردستان، وتجربة مايقارب مائة سنة من تعايشنا مع سلطة عرب العراق، أثبت لجميع الأطراف، بأن شعب كوردستان لا يتمكن أن يبقى بعد ضمن خارطة العراق المصطنع، لأن السلطة السنية العراقية خلال مايقارب ثمانين سنة في حكمها تمكنت أن تفعل ضد الكورد ما إستطاعت إليها السبيلن بدءاً بتعريب كوردستان وقصف هلبجه ومناطق گرميان والبهدينان ومناطق أُخرى من كوردستان بالأسلحة الكيمياوية، وأد جعل 182000 من الإنسان الكوردي نساء وأطفالأً شيوخاً وشباباً في حملات الأنفال السيئة الصيت سنة 1988 بلا أثر و 8000 بارزاني و 12000 من الكورد الفيليين وتدمير 4500 من بلدات وقرى كوردستان واحراق أرضها والعديد من الجرائم الأُخرى ضد الإنسانية ... هذه كلها نفذت من قبل السلطة العربية لسنة العراق ونظام البعث المنهار ضد الكورد، كانت المرجعيات الدينية والأطراف العراقية تجاه كل هذه الجرائم صامتة ودون موقف.

  من بعد سقوط نظام البعث في ربيع 2003، ولى زمام الحكم عرب شيعة العراق، يبدو أن سلطة شيعة العراق نفذوا قدر المستطاع ضد شعب كوردستان وهم مستمرون، بدءاً بعدم تنفيذ مادة 140 الخاصة بكركوك والمناطق المستقطعة من كوردستان إلى أن يصل حتى كامل مواد دستور العراق االتي تخص شعب كوردستان وآخرها كانت، قطع حصة ميزانية كوردستان، حيث قطعوا منذ بداية سنة 2014 ميزانية كوردستان، وأخذوا بتنفيذ (سياسة تجويع) شعب كوردستان، وهذا بحد ذاته جريمة لاتقل عن جريمة التعريب والقصف الكيمياوي، إختارت كافة الأطراف العراقية والمرجعيات الدينية العراقية الصمت المطبق تجاه تلك الجريمة وكافة الجرائم الأخرى كالسابق !!

 أن سلطة العراق الراهنة إن كانت تملك نفس سلطة البعث الفاشي، كانت تنفذ جرائم أكبر تجاه شعب كوردستان، فالآن لا تمتلك السلطة الكاملة لكي تنفذ تلك الجرائم، حسن حين إشتد ساعدها وإمتلكت النفوذ ياتُرى ينبغي ماذا تفعل ؟! لاشك فالمآسي والجرائم ضد شعب كوردستان تتكرر.

 أجل كان هذا وضع الكورد تحت سلطة عرب العراق بسنته وشيعته، إن هذا الظلم والتضاد تجاه شعب كوردستان مستن لحد الآن، أن هذه المظالم أدت أن يفكر شعب كوردستان عن مصيره.

  لذلك فإن الرئيس مسعود البارزاني بالتشاور مع الأحزاب والجهات السياسية الكوردستانية توصل إلى قناعة لحماية كوردستان وقطع الطريق عن المؤامرات، والتويل على مبدأ (حق تقرير المصير) وأُسس ومباديء (حقوق الإنسان) أن يتخذوا قرار الإستفتاء، لكي يقرر شعب كوردستان قراره، هل أنه يريد أن يبقى مع عراق ظالم أم يكون مستقلاً؟ لأنه ليس ثمة طريق آخر أمام القيادة السياسية الكوردستانية سوى هذا الطريق، لذلك كان هذا القرار للقيادة السياسية الكوردستانية قراراً تأريخياً وهاماً، وفي الوقت نفسه إفتخار تأريخي عظيم لشعب كوردستان ونفس مسعود البارزاني، لأن سيادته كان له دور فاعل في إتخاذ ذلك القرار والعمل لنجاح العملية.

 لاشك أن أحد الأعمال الأكثر جودة في تأريخ الحياة السياسية لمسعود البارزاني والذي هو محل الإفتخار هو إجراء الإستفتاء، أنا مسؤول عن قولي، وفي المستقبل وبعد سنوات اُخرى تبدو أهمية كلامي هذا لجميع الجهات، وفي إعتقادي أن عملاً سياسياً جيداً أديناه في هذا العهد، كان القيام بإجراء الإستفتاء .. لماذا ؟ لأنه عن طريق إجراء الإستفتاء قلنا لجميع العالم أن كوردستان بأرضها وشعبها ليست جزءاً من العراق ولايقبل شعب كوردستان أن يبقى ويعيش ضمن العراق، بعد اليوم يريد شعب كوردستان الإستقلال، فكركوك وكامل المناطق الأخرى المستقطعة من كوردستان لايعتبرون أنفسهم وحدهم كوردستانيين، بل لايريدون أن يعيشوا داخل العراق، إنما يريدون أن يعيشوا مع دولة كوردستان المستقلة، إن هذا رسالة هامة للمجتمع الدولي والدول المحيطة بكوردستان والعراق نفسه بأن هذا هو الرأي العام لشعب كوردستان، فهم لا يريدون من الآن فصاعدا البقاء في إطار خارطة العراق المصطنع، لذلك أنه إفتخار كبير لجناب البارزاني أن الإستفتاء جرى على يديه وبالتعاون مع كافة الأطراف السياسية، وفي الوقت نفسه هو إفتخار كبير أيضاً لشعب كوردستان الذي إتخذ ذلك القرار، أجل عن طريق الإستفتاء جرى رد قرار ذي مائة سنة من إلحاق كوردستان بالعراق، لقد قلنا لجميع الأطراف كان إلحاق كوردستان بالعراق غير شرعي ودون أرادتنا، لذلك لانريد ان نبقى بعد ضمن العراق، فإن هذه العملية التأريخية التي جرت قيادتها من قبل الرئيس البارزاني أوصلت شعب كوردستان إلى شاطئ تكوين دولة، وهذا جعل الأعداء ومحتلي كوردستان في حالة استنفار فبدأوا بحبكة التآمر لإجهاض هذه العملية، ماحدث كما رأينا أن خيانة 16 اوكتوبر 2017 وقعت، فإحتل الجيش العراقي بالتعاون مع بعض الجهات الداخلية والاقليمية كركوك ومخمور وسنجار وزومار، أراد أن يتقدم أكثر، لكن المقاومة البطولية لبيشمركە كوردستان تمكنت قطع الطريق عن هجمات وحملات العراق على كوردستان، لاشك إن لو لم تكن كارثة 16 أوكتوبر 2017 واقعة لكان تفاوض القيادة السياسية الكوردستانية على تحديد حدود وطريقة إعلان دولة كوردستان ماثلاً للعيان، وليس شيئاً آخر، لذلك نستطبع أن نقول إن الضائقات التي مسكت اليوم بتلابيب كوردستان هي حصيلة خيانة 16 اوكتوبر وليست نتيجة إجراء الإستفتاء.

 أن إجراء عملية الإستفتاء في 25 / 9 / 2017 كان ناجحاً، تحققت دون مشكلة، وأن الأكثرية العظمى من شعب كوردستان وبكامل مكوناته توجهوا إلى صناديق الإقتراع بحماس وشوق عارم، فالشعب صوت بنسبة 92.73% لإستقلال كوردستان، وهذا كان أكبر أنتصار لشعب كوردستان وعملية الإستفتاء.

 في عملية الإستفتاء، عرف الرئيس البارزاني وشعب كوردستان بشكل أفضل جداً أصدقاءهم وأعداءهم، هنا ينبغي أن نعرف بأن مسعود البارزاني تعرض للخيانة على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي، فإن قسماً من الأطراف الداخلية وبلدان المنطقة والبلدان العظمى جعلوا مصلحة شعب كوردستان ضحية مصالحهم، وابدوا العقوق تجاه الرئيس مسعود البارزاني وشعب كوردستان وفي الوقت نفسه إن البدان التي ناصبت العداء لعملية الإستفتاء، وقفوا ضد المبادئ التي يدعون لها، سيما مبدأ (حق تقرير المصير) و مباديء (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، إن الدول العظمى ومعظم دول العالم أفرغوا تلك المبادئ من معانيها وألغوها.

  من الواضح أن قسماً من من دول المنطقة والدول العظمى قلبوا ظهر المجن لشعب كوردستان لمصالحهم وأبدوا العقوق، لكن ما يحز في النفس وهو مبعث الحيرة، كان موقف قسم من الجهات الداخلية، حيث تبدلوا بشكل سريع ودخلوا خندق العداء لإرادة شعبهم، فهو عمل خجول وغريب جداً أن تتضاهر أنك اسرع من البارزاني لإجراء الإستفتاء، ثم بعد 16 من أوكتوبر، أن تقول كان إجراء الإستفتاء عملاً خاطئاً، وتوجه النقد إلى البارزاني!! في الحقيقة هذا ظلم مضاد للرئيس البارزاني.

  تمكن الرئيس البارزاني في إجرائه للإستفتاء أن يسجل اكبر حدث تأريخي في تأريخ كوردستان، إنه كان مهمة كل أطرافنا من بعد الإستفتاء أن ندعم ونساند مسعود البارزاني أكثر ونكون مساعدين له لتحقيق نتائج الإستفتاء، لا أن نظلم الرئيس البارزاني، كبعض الأطراف الداخلية الذين فعلوا، وبهذا ظلموا جميع شعب كوردستان.  

 أجل؛ أن التعاون الجماعي لمصلحي لدول المنطقة والدول العظمى وبعض الجهات الداخلية أوصل شعب كوردستان إلى هذا الوضع، ورغم ذلك في إعتقادي أن الوضع الراهن شيئ موقت وزئل فيمر، ولإمرار هذا الوضع نحتاج إلى وحدة الصف والصوت الموحد لكافة الجهات السياسية ومكونات شعب كوردستان، ولتحقيق ذلك يجب على كل طرف أن يتعاونوا فيما بينهم.

  والآن وبعد أن لم يرض جناب البارزاني أن يمدد له برلمان كوردستان مدة رئاسته، ففي هذا الوقت وهو كقائد الحركة التحررية الوطنية الكوردستانية يتمكن أن يحث الخطى الهامة لإيصال شعب كوردستان إلى شاطئ الأمان والإستقرار، أن الرئيس مسعود البارزاني في المجال السياسي الكوردستاني يبقى قائداً ومرجعاً لشعب كوردستان، إن شخصية كاريزما الرئيس البارزاني بمقدار ماكانت لها تأثير في الماضي وسيكون له تأثير اكثر في مستقبل كوردستان، فهو الآن أكثر تأهيلاً لأن يحرك مرة أُخرى مساعيه لإعادة ترتيب البيت الكوردستاني، فإذا كان خلال رئاسته للإقليم عمل أكثر في مجال الدبلوماسية الخارجية، وعمل في العلاقات مع الدول ومع الأوساط الدولية، يمكن أن يكرس الآن وقته خلال تلك المدة لإعادة تنظيم البيت الكوردستاني والتقارب بين جميع أطرافنا السياسية الكوردستانية، لذلك على جميع أطرافنا مراعاة المصلحة القومية والوطنية ونكون عوناً ودعماً للرئيس البارزاني .. في الماضي كانت أكثرية الجهات السياسية من أجل المصلحة الحزبية الضيقة لم يكونوا عوناً وسنداً للرئيس البارزاني، يجب علينا جميعاً الآن أن نكون عوناً وسنداً له، حيث كان رئيساً ل(إقليم) كوردستان، فبحكم إلتزاماته الدولية وإلتزاماته الإقليمية كان منصبه يزمه في كثير من المجالات أن يكون مقيد اليدين، لكن يديه الآن أكثر إنفتاحاً فهو يعمل كقائد ومرجع شعب كوردستان، فإستثناء من المسألة الحزبية فمن الذنب أن يحسب مسعود البارزاني على الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحده، بإستثناء الأعمال الحزبية لمسعود البارزاني قائد الحركة التحررية الوطنية الكوردستانية، يجب على الحزب الديمقراطي الكوردستاني أيضاً أن ينظر اليه هكذا، حقيقة هو رئيس الحزب الديقراطي الكوردستاني، لكن مهمته أثقل، إنه إبن ملا مصطفى البارزاني الخالد، كما أشرنا فيه، في عهد البارزاني الخالد كانت جميع المكونات القومية والسياسية تقبل بزعامته والإنضواء تحت قيادته  ويشاركوا في الثورة ويعتبروه قائدهم، إن عشرات الشخصيات والكوادر في الغرب والشمال وشرقي كوردستان كانوا موجودين داخل الثورة ومنحوا فرصة العمل الحزبي، كانت رؤية مصطفى البارزاني الخالد رؤية قومية ووطنية، ولا شك أيضاً أن رؤية مسعود البارزاني أيضاً رؤية قومية ووطنية، لذلك كما كان دائماً يتمكن أن يقود شعب كوردستان، ويكون المرجع القومي والوطني لشعب كوردستان.