أمن الشباب الكوردستاني بين الاهمال والاهتمام

Kurd24

الشباب هم الفئة العمرية الاكثر حساسية والادق تعاملاً في عمر الانسان، لانهم الطاقة الكامنة والقوة الخفية واعمدة بناء الامم والحضارات، وبمقدار قيام الشباب بدورهم في أي بلد يقاس درجة التقدم في ذلك البلد، وعلى اكتافهم يحمل المسؤولية فهم الجيل الواعد و المستقبل المشرق للبلدان.

ان الاهتمام بطاقات الشباب و كبح جماحها وصهرها في قوالب تسير بها نحو البناء وخدمة الوطن وجعلها طاقات مفيدة ونافعة للمجتمع هي من مسؤولية الحكومات والاحزاب و جميع مؤسسات الدولة.

ولإيمان كافة المؤسسات بدور الشباب المنشود فلا يخلو منهاج داخلي او برنامج لحكومة او قائمة انتخابية إلا ويبدي اهتمامه غير المحدود بالشباب وضرورة دعمهم ومساعدتهم من اجل كسب ودهم وفتح الابواب امام ابداعاتهم وخدماتهم، والمؤسسة التي تحظى بدعم الشباب لها تشهد النجاح , و لكن في مقابل قيام تلك المؤسسة بواجبها تجاههم.

إن أمن الشباب- هذا المصطلح الذي يبدو غريباً وجديداً- يعني في ابسط معانيه ان يكون الشاب في مأمن من مصادر الخوف والتهديد كجزء مهم من أي مجتمع، أي ان ما تقدمه الاجهزة الامنية من خدمة الامن وحماية المواطن وممتلكاته تشمل الشباب ايضاً، ولكن ما نقصده هو قيام الحكومات والمؤسسات العامة في المجتمع بدورها وذلك بغلق كل الابواب التي تؤدي الى فساد الشباب فكراً وممارسة وابعادهم عن الافكار المتطرفة المتشددة التي تؤدي بهم الى نبذ الحياة والانعزال وكره الذات والغير  وان عدم استغلال طاقاته بالشكل المطلوب وفق خطط وبرامج فان هذه الطاقات كجريان الماء تتحرك و لابد لها ان تجد الطريق المناسب  لها فان اوجدها الدولة والحكومة فلها وان أغلقت ابوابها فيكون عليها بلاءً ووباءً يكون الخلاص منها صعباً ومن اخطر ما يعاني منه هي البطالة والاستخدام المفرط للتكنولوجيا الحديثة التي تفسد العقل، وتجعل منه البيئة المناسبة لزرع الافكار غير الصحيحة من حمل الضغينة للحكومة وبالتالي للوطن والعلم والارتباط بجماعات خارجية و الحنين الى البلاد الاجنبية و الاهم منها استعمال طاقاته بالضد من ابناء شعبه ينتظر الفرصة السانحة للانتقام منها باية وسيلة و هذا ما حدث في مرات عديدة او عند محاورتهم والجلوس معهم. واختصاراً تعني امن الشباب بناء فكره لخدمة الوطن و تحصينه من الافكار المتطرفة بإيجاد الحلول لمشاكله.

ان حكومة اقليم كوردستان والأحزاب والمؤسسات غير الحكومية تملك برامج جيدة لخدمة الشباب الكوردستاني وقدمت خدمات جليلة لهم وفتحت الابواب امام تطلعاتهم وحققت من اهدافهم من خلال بناء المعاهد والجامعات والمنظمات والنقابات وغيرها و في المقابل ان هذه البرامج لا تسلم من النقد و التقصير لأن الاستمرارية و التجدد يجب ان تكون من سمات هذه البرامج لكي تكون في مستوى الطموح و المرحلة .

لعب الشباب الكوردستاني دورهم الكبير و اثبتوا جدارتهم و امتلاكهم لقابليات غير محدودة لخدمة وطنهم في المجالات المتعددة من الدفاع و المعرفة و الرياضة و غيرها و لكن النقطة التي تحتاج الى الوقوف عندها هي ما يعاني منه الشباب الكوردستاني في الوقت الحالي حيث البطالة المقنعة فلا تزال الجامعات تتدفق بخريجيها الى ميدان العمل بعشرات الالاف سنوياً و لكنهم يصطدمون بجدار هذه الآفة الكبيرة حيث تذهب كل مجهوداتهم و طاقاتهم سدى ليجد نفسه عائماً فوق امواج البحار الهائجة او القبول بعمل لايليق بما كان يحلم به – مع تقدير لكل الاعمال فانه الشرف و العز – او التحمل بفارغ الصبر كلمات جارحة من اهله حيث دفع الكثير منهم الى اتخاذ القرار بانهاء وجوده في الحياة .

فأمن الشباب و تأمين حياته مسؤولية الحكومة اولاً خاصة نحن على ابواب تشكيل حكومة جديدة بعد اجراء انتخابات الدورة الخامسة للبرلمان الكوردستاني في 30/9/2018 فيجب ان تصب جل جهودها في ايجاد الحلول المناسبة لما يعاني منه الشباب و فتح ابواب التعيين وفق منهجية و تخطيط سليم بعيداً عن المحاصصات الحزبية و المناطقية و الاهتمام بشؤنهم وفتح الطريق امامهم ليلعبوا دورهم و إلا  سيتحولون الى داء و مرض يفتك بكل المجتمع ,  فلا يخلو بيت إلا وفيه شاب مقتبل على الحياة , فكم من جهود طمرتها الابواب المغلقة و دفنتها التدخلات و العلاقات الشخصية و الاضطرار في العيش في اروقة الدول الاخرى و ربما تحول البعض منهم الى سكاكين حادة تقطع من جسم البلاد اوصالاً و اوصالاً، لذا فقد ادينا الواجب وقلنا كلمتنا بإخلاص خدمة للوطن الغالي و الله على ما نقول شهيد.

 

ملحوظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.