الضربة التركية... قراءات متعددة

Kurd24

شنت القوات الجوية التركية صبيحة يوم 25/4/2017 هجوماً على منطقة شنكال (سنجار) واستهدفت مقرات ومواقع حزب العمال الكوردستاني والقوات الموالية لها وشمل القصف الجوي موقع لقوات البيشمركة التابعة لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان واستوت تلك المواقع ارضاً واسفرت الغارة عن استشهاد خمسة أفراد من قوات البيشمركة وجرح أكثر من ثمانية وخسائر في قوات حزب العمال الكوردستاني.

كان لهذه الحادثة صدى كبير في الأوساط الدولية والاقليمية والشعبية حيث توالت بيانات الاستنكار والادانة واحدة تلو الأخرى خاصة بعد اعتراف تركيا بالغارة عن طريق بيان صادر من رئاسة اركان جيشها و انها ستستمر في مثل هذه العمليات كلما استدعت الضرورة لها.

تكاد البيانات الصادرة من الأحزاب والقوى السياسية الكوردستانية والمؤسسات الرسمية تتفق في النتائج بانها ادت الى دمار المنطقة وهي بمثابة صب الزيت على النار وانها لا تخدم السلام في المنطقة برمتها بل هي بداية للدخول في نفق مظلم ستجر وراءها المزيد من التصعيد العسكري العالمي وتختلف في الاسباب التي ادت الى القصف التركي بين من يتهم تركيا بأنها من ألد أعداء الكورد ومنذ زمن بعيد وانها لا تعرف للكورد اسماً وارضاً ومهما اختلفوا في المسافة معهم وانها كشفت الوجه الحقيقي لها وإلا كيف تم قصف موقع البيشمركة التي قاتلت من اجل امن العالم وبين من يجعل وجود قوات حزب العمال الكوردستاني في منطقة شنكال سبباً مباشراً بالرغم من الدعوات المتكررة و المتوالية من اهالي المنطقة ومجلس القضاء ووزارة البيشمركة والحزب الديمقراطي الكوردستاني بضرورة خروجهم من تلك المنطقة بعدما دافعوا و قدموا التضحيات لأنها ليست ساحة نضالهم وان وجودهم رغم ارادة اهل القضاء لا تبشر بخير وإنها تعد عائقاً أمام عودة النازحين واعمار المنطقة كما وان الاختلاف شمل في طريقة العلاج بين من يؤكد على ضرورة حل العقدة في شنكال بالحوار والتفاوض وبين من مل من ذلك لعدم استجابة قوات الحزب العمال الكوردستاني لمبدأ الحوار وانها لا تقبل غيرها في منطقة سيطرتها وفي كلتا الحالتين يكون الشعب ضحية بين القتل و التشرد و التدمير.

ولكن بقراءتنا المتواضعة فأن الهجوم يحمل أبعاداً أخرى منها:-

  • إن الهجوم شن بناءً على تنسيق عسكري واستخباري عالي المستوى بين أمريكا وتركيا بعد دعوات أمريكية متتالية لقوات PKK بضرورة الخروج من تلك المنطقة. وبعلم روسيا وأمريكا حسب ما صرح به اردوغان.
  • إنها تدل على أهمية الأمن القومي التركي في استراتيجياتها الآنية والمستقبلية وقيام تركيا بدورها المنشود في المنطقة وهي على استعداد للدفاع عن أمنها وتضرب بيد من حديد على كل من يشكل تهديداً لها أينما كانت وهي امتداد للهجمات المستمرة والمكثفة على منطقة جبل قنديل وجبل كاره وبرواري وغيرها.
  • إنها حرب بالوكالة بين تركيا وأمريكا وأوروبا وحلفائها من جانب وإيران وروسيا وسوريا وحلفائها من جانب آخر والدول الكبرى ملتزمة بمعاهدات ووثائق دولية بحيث لا تستطيع الإعلان عن الحرب ضد الطرف الاخر و ان كلا الطرفين لجأوا الى دعم حلفائهم عسكرياً وسياسياً لتحقيق مصالحهم المنشودة وانهم لا يقرون بالسلام والحوار رغم اجتماعاتهم ولقاءاتهم في مدن وعواصم العالم المتعددة.
  • إن الهجوم التركي دليل على أن ارض كوردستان ساحة للصراعات وتصفية الحسابات بين الدول الإقليمية منذ زمن طويل والشعب الكوردستاني بكل قومياته وأطيافه ضحايا لتلك الصراعات بل بات في كثير من الأحيان أداة بيد القوى الدولية والإقليمية لتحقيق مآربهم، لذا فان المنطقة مقبلة على المزيد من الصراعات وبالتالي الدمار والخراب وعليه أن تتوقع ما لا يحمد عقباه.
  • إن الغارة التركية إشارة واضحة على ضعف أداء الحكومة العراقية التي باتت دولةً بالاسم لا تملك السيادة الكاملة حيث انها لم تقدر على اخراج قوات العمال الكوردستاني من أراضيها ولم تستطع ان تمنع تركيا من دخول أراضيها وفتح معسكرات عديدة وأن لا  تلعب دورها في عمليات تحرير نينوى من قبضة داعش الإرهابي وان الحكومة العراقية باتت جزءاً من المشكلة بعدما قدمت بذرائع ومسميات مختلفة الدعم لقوات العمال الكوردستاني بهدف إضعاف سيطرة الديمقراطي الكوردستاني على منطقة شنكال وأن دورها لا يخرج من بيان الاستنكار والإدانة وكأنها تعلن عن موقفها من حدث في قارة إفريقيا أو أمريكا الجنوبية.

هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان24 بأي شكل من الأشكال.