مكافآت من اجل العدالة

Kurd24

هذا العنوان هو اسم لبرنامج لوزارة الخارجية الامريكية الذي يعني دفع مبالغ مالية كبيرة ومغرية لمن يقدم معلومات عن اشخاص تابعين الى جماعات ارهابية، وبالأخص القادة منهم، وتؤدي هذه المعلومات الى القبض او القضاء عليهم، وان قيمة هذه المبالغ تتأرجح بين الزيادة والنقصان تبعاً لخطورة الشخص المطلوب ومنصبه ضمن الجماعة التي تنتمي اليه، وتضطر وزارة الخارجية الى رفع قيمة المبلغ بين حين وآخر.

قبل ايام اعلنت الوزارة عن رفع قيمة المكافأة التي ستقدمها مقابل معلومات تؤدي الى اعتقال زعيم تنظيم القاعدة في اليمن المدعو (قاسم الريمي) من (5) ملايين الى عشرة ملايين دولار، وكان قبلها مكافأة تصل الى 25 مليون دولار لزعيم تنظيم داعش الارهابي (ابو بكر البغدادي) وغيره  .

ومن خلال قراءتنا المتواضعة لهذا البرنامج نورد الملاحظات التالية:-

- إن هذا البرنامج يظهر بشكل جليّ ضعف اجهزة الاستخبارات الامريكية امام قدرة هذه الجماعات الارهابية وخاصة القادة منهم في اختراقهم وجمع المعلومات اللازمة عنهم بغية اعتقالهم او القضاء عليهم أي انها تدل على ضعف العمل الاستخباري الامريكي ومن جانب آخر قوة الجماعات الارهابية في تنظيم هيكلها بشكل يصعب اختراقها وقتل قادتها.

- يعد هذا الاسلوب قديماً في تعاطي المواقف وقد ولى عليه الزمن لذا نرى من النادر أن يرى النجاح وخاصة بات الامر لا يخرج من منفعة مادية شخصية ومن طبيعة الانسان يعمل للمزيد ولا يرضى بالقليل فقد دخل الامر صورة المزاد العلني يحصد من يدفع الاكبر والأكثر.

- باتت المعلومات الاستخبارية سلعة كغيرها من السلع يقوم صاحبها اومن يملكها او يتعرف عليها ببيعها الى من يدفع اكثر في سوق الاجهزة الاستخباراتية، وتعتمد على خبرة البائع ودرجة خطورتها ومصداقيتها

- إن هذا البرنامج او الصرف المالي وجد من اجل امريكا وليس إلا، فان الاشخاص المطلوبين ضمن هذا البرنامج لم يكونوا كذلك حتى باتوا خطراً على امن امريكا ومصالحها، والأغرب فيها ان بعضاً منهم كان يتلقى الدعم اللازم لحماية مصالحه في مواجهة الدول الاخرى كأبن لادن عند محاربته للسوفييت .

- هذا البرنامج دليل قاطع على نتائج الدراسات والأبحاث المستفيضة التي اجرتها ويجربها الدول الغربية وخاصة امريكا على الانسان الشرق الاوسطي لبيان مكامن القوة والضعف عنده،  وما هو سر العمل ونجاحه لديه ومدى تأثير المال عليه بل يستعد ان يخون شعبه ووطنه واقرب شخص منه – مع احترامنا للمخلصين مقابل الحصول على حفنة من الدينارات والدراهم، ومن صعوبات تطبيق البرنامج الخوف من إعلان إسم الشخص المتعاون مع اجهزتها  الامنية خوفاَ من الانتقام والخيانة وكثيراَ ما تبقى طي الكتمان بين الاوراق على الرفوف .

فالمكافأة المعلنة ليست لاختراع علمي او ابداع فني او نجاح مؤسسة او شركة عالمية او الفوز ببطولة رياضية وإنما لتحقيق العدالة (حسب التعبير الامريكي) بالتخلص من عناصر تشكل خطراً على امنها ومصالحها، وربما تخفي هذه المكافأة تحت قبعتها المزيد والمزيد من التساؤلات وعلامات الاستفهام والتعجب، ولكن الثابت فيه ان البرنامج يبقى معمولاً به والمخ المسكين ينشغل بالبحث عما يدور في ذهنه من استفهام وتعجب، وهكذا الحياة فهناك من يخطط ويعمل والآخر يرى ويفكر فيه دون زيادة او نقصان.

 

ملاحظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.