بداية النهاية للشراكة في العراق

Kurd24

قبل ايام دخلت الانتخابات العراقية مرحلة الدعاية الانتخابية وفق قانون الانتخابات وتعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وسط التنافس الشديد بين القوائم والمرشحين، ويوماً بعد آخر تزداد المنافسة والتسقيط الممنهج واتهام الاخر بالخيانة والتقصير وفتح ملفات الفساد كلها من اجل الحصول على اكبر عدد من الاصوات وتأمين المقاعد في مجلس النواب العراقي حيث يتنافس عدد كبير من القوائم على 329 مقعداً، لذا فأن اساليب الدعاية تختلف بين الوعود وتقديم الهدايا الرمزية واثارة النزعة الطائفية والعشائرية لدفع الناخب الى الادلاء بصوته يوم الاقتراع، ولكن اختلاف هذه الانتخابات عن سابقتها تكمن في:-

- ظهور وتأسيس قوائم جديدة على مستوى العراق وخاصة اقليم كوردستان منها تحالف العدالة والديمقراطية التي يترأسها برهم صالح وقائمة الجيل الجديد بقيادة شاسوار عبدالواحد.

- وجود قوائم للشيعة والسنة في اقليم كوردستان منها قائمة النصر بقيادة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وانضمام مرشحين من الاقليم الى هذه القوائم ومحاولة تأمين كرسي او اكثر لها في مجلس النواب العراقي بالاضافة الى زيارة (العبادي) الى الاقليم من اجل الدعاية لقائمته وسط استنكار ورفض عدد من مواطني الاقليم باعتباره السبب الرئيسي لأزمات الاقليم السياسية والمالية والعسكرية والامنية. هذه الزيارة التي نقلت دعاية القائمة الى مدن الاقليم وفتحت حماس وجرأة لمرشحيهم وللناس بالتصويت ووصلت بالمواطن المسكين الى بناء قناعته بأن السياسة لا تعرف الثوابت ولا وجود لصديق وعدوالا المصلحة، فصديق اليوم يمكن ان يكون عدواً في الغد والعكس صحيح .

- تشكل هذه الانتخابات بداية النهاية لمبدأ الشراكة والتوافق السياسي الذي تم بناء العراق عليه بعد تحريرها عام 2003 وهذا ما صرح به (نورى المالكي) رئيس قائمة دولة القانون معزياً جميع ما يعاني منه العراق من ازمات سياسية وامنية وادارية وخدمية الى هذا المبدأ مؤكداً بأن الاغلبية السياسية سيضع حداً لهذه الازمات ولكن في ظل الاغلبية السياسية فأن حقوق السنة والكورد يكون في مهب الريح لأن زيادة عدد مقاعدهم بعشرة اواكثر لا تغيير من المعادلة وان قانوني الحشد وموازنة 2018 قد تم تمريرها بالأغلبية السياسية متناسياً رفض ومعارضة السنة والكورد وتحفظاتهم عليه، وهذا المسار قللّ من حماس الناخب والمرشح وايضاً الاحزاب الكوردستانية من العمل لكسب المقاعد وسط رفض المواطن الكوردستاني وعدم ايمانه بالعملية السياسية في العراق في اغلبيتها.

- باختصار هذه الانتخابات تشهد انقساماً في البيت الشيعي رغم محاولات ايران لجمعها تحت مظلة واحدة ام انها هي التي هندست هكذا وفق رؤيتها ومصالحها وتشتتاً سنياً في قوائمها وتوجهاتها وارتباطاتها واخيراً المكون الكوردستاني مختلفاً في استراتيجيتها وتعددت اسماء قوائمها في وقت نشهد تغييراً يومياً في مواقف الدول الاقليمية والعالمية ازاء الاحداث وانتخابات العراق.

اذاً نحن في بداية طريق لتغيير مسار العملية السياسية في العراق والذي يعطيه نتائج الانتخابات (إن جرت) طابعاً رسمياً للسنوات القادمة فالريشة بيد المواطن ليرسم اللوحة الفنية العراقية بألوانه وتعابيره وإرادته وان الاستمرار في النقد لا يزيد من الموضوع إلا التعقيد فعليه ان يكون جزءاً من التغيير وإلا سيكون مجروراً وراء غيره مسيراً لأهوائه سالكاً طريقه .

 

ملحوظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.