ما هي أجمل وجهات السياحة الشتوية في أربيل؟

أربيل (كوردستان 24)- جمال إقليم كوردستان في الشتاء لا يختلف كثيراً عن الصيف، هذا الإقليم الذي ينشط صيفاً وشتاءً، يُعدّ مقصداً دورياً لزواره من داخل الإقليم وخارجه بفضل أرضه الخصبة، جباله الشامخة وأماكنه السياحيّة المتنوّعة، بالإضافة إلى الأنشطة والفعاليات التي تُقام على مدار العام وتشكّل جزءاً هاماً من القطاع السياحي.

جبل كورك

ولعلّ الملتقى الأبرز للعائلات والأفراد كباراً وصغاراً هو جبل كورك الذي يُعتبر من أرقى المشاريع في إقليم كوردستان عموماً، على قمة هذا الجبل الذي ترتفع 2127 متراً عن مستوى سطح البحر و1500 عن مستوى سطح الأرض، تم بناء المشروع السياحي.

عبر التلفريك الذي دُشّن عام 2013 وبطول 4 كيلومترات بُعداً عن الجبل، تستمتع بمشاهدة ذاك الجبل الضخم والمناظر الخلابة من السماء قبل أن تطأ الأرض... هناك تتعدّد النشاطات وترضي حتماً جميع الأذواق، فالتزلج أمر محتّم، أما اللعب على الثلج وصنع رجل ثلج فهو النشاط المفضل عند الأولاد وأحياناً عند الكبار أيضاَ، عدا عن قيادة سيارات الـATV، ولعبة الـPaint Ball، كما يضم المشروع حوالى 132 فيلّا تطلّ على وادي سوران.

ولا تنسوا قبل الوصول إلى قمة الجبل أكل الفول اللذيذ الذي ستجدونه وبكثرة عند أكشاك البائعين على طول الطريق المؤدي إلى كورك.

مهرجانات تجذب السيّاح

وتعدّ المهرجانات الشتوية من عوامل السياحة التي تجذب أبناء العراق من كل حدب وصوب، ففي شمالي أربيل وتحديداً في قضاء جومان على الحدود العراقية الإيرانية يُقام مهرجان سنوي لمحبي الثلج وعاشقي التزلج، بحيث تتضمّن فعالياته التزلج على الجليد وممارسة رياضات أخرى.

ومن المرتقب إقامة المهرجان هذه السنة أيضاَ بدورته الخامسة، مع العلم أن أول مهرجان للتزلج أقيم في المكان ذاته عام 1957، في العهد الملكي بالعراق، إلى أن توقّفت فعالياته، من ثمّ أعادت هيئة السياحة في إقليم كوردستان إقامته قبل أربعة أعوام.

المراكز التجارية

وتبقى المولات مقصد لا بد منه خصوصاً في فصل الشتاء، حيث يفضّل الزائرون هذه الأماكن المغلقة التي تساهم في تسهيل عمليات الشراء، إذ تكثر المحال التي تبيع الألبسة والأحذية، ومستحضرات التجميل، بالإضافة الى المطاعم والمقاهي.. وللأولاد كما الكبار حصّة في مولات أربيل؛ ففي التابلو مول الواقع على طريق كركوك، تجدون طابقاً مخصصاً للألعاب التي ترضي جميع الأعمار مثل البولينغ والتزلج على الجليد والبايبي فوت وغيرها...

موقع كوردستان 24 كان له مقابلة خاصة مع المشرف على فرع التابلو مول في smileland محمد بيشره وحسن الذي فسّر لنا أكثر عن لعبة التزلج على الجليد؛ فأشار إلى أن هذه اللعبة هي جديدة في إقليم كوردستان وهي موجودة في فرع التابلو مول- أربيل منذ العام 2011، أمّا نظام اللعبة فهو يمتدّ لمدة عشرين دقيقة وهي متاحة للأطفال بدءاً من عمر الثمانية سنة.

إقرأ ايضاً: اماكن يُنصح بزيارتها في أربيل

كما كشف حسن عن أن الإدارة تؤمّن لكل مشترك في اللعبة الجوارب والحذاء، كذلك يتواجد مدرب يجول طول الوقت في المكان، وهو يعمل على مساعدة الأطفال لكي يتعرّفوا أكثر على أصول اللعبة.

ويشير أخيراً إلى أن أيام العطل ونهاية الأسبوع هي عادة الأكثر ارتياداً لهذا المكان، كذلك فعدد كبير من غروبات التلاميذ من مدارس مختلفة في أربيل يزورون هذه الفسحة دورياً.

عروس كوردستان

إلى محافظة دهوك، وتحديداً إلى عروس كوردستان مدينة عقرة التاريخية وهي مبنية على امتداد سفح الجبل حيث تجذب إليها السيّاح سنوياً، من بين الجبال في تلك المدينة العريقة نذكر جبل بيرس وتتجلّى فيه روعة الطبيعة في فصل الشتاء.

سياحة ثقافية

وللسياحة الثقافية نكهة مختلفة في فصل الشتاء، فقراءة كتاب مع احتساء فنجان ساخن لا يشكو من شيء في مكتبة البدرخانيين! كيف اذا ضمّت المكتبة على اكثر من 210000 كتاب في كافة المجالات والإختصاصات والمواضيع؟ تقع المكتبة على الشارع الرئيسي بالقرب من مديرية المرور العامة في دهوك وتتوفّر فيها أماكن للإستراحة والقراءة وكافيتريا. 

أما جبل أزمر الرائع، فهو أحد المرتفعات الجبلية السياحية في محافظة السليمانية حيث الطقس فيه معتدل وصافي ويتميّز بهوائه المنعش، فيرتاده السيّاح في فصل الشتاء للإستمتاع بمنظر تساقط الثلوج.

كذلك لا ننسى متحف السليمانية الذي يعد ثاني أكبر متحف في العراق بعد المتحف العراقي في بغداد إذ يحتوي على الكثير من التحف الكوردية والفارسية القديمة التي يعود تاريخها إلى 1792- 1750 قبل الميلاد.

عيد نوروز

وأخيراً لا ننسى أن عيد نوروز أو رأس السنة الكوردية يصادف مع نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع وتحديداً في 21 آذار حيث يتساوى الليل بالنهار.

ويعدّ هذا التاريخ محطة أساسية في حياة الكورد الذين يخصّصون له احتفالات مع توافد أعداد كبيرة من الزوار من خارج الإقليم للإحتفال أيضاَ، وتضمّ الاحتفالات مراسم استذكار انتصار الثورة المجيدة بقيادة كاوا الحداد على الظلم والاستبداد.

كما تشمل مظاهر الإحتفال إشعال النار على سفوح الجبال؛ التي تميّز الإقليم، كذلك تُقام حفلات على مدار يوم كامل، في حين يرتدي المحتفون الزي التقليدي الكوردي الفلكلوري، وفي هذه الفترة تتفتّح الزهور وتنشرح الطبيعة خصوصاً النرجس.

رغم أن فصل الشتاء هو مرادف للخمول، يبقى إقليم كوردستان بمحافظاته الثلاث هو قبلة السياح، فسفوح جباله الشاهقة التي يغطيها جنرال الثلج تبقى متنفساً في نهاية الأسبوع والعطل للهروب من صخب الحياة اليومية والإستمتاع بالمناخ والطبيعة الخلّابة التي تميّز الإقليم، أضف إلى ذلك الوضع الأمني المستقر؛ وهو دافع إضافي للزوار العرب والأجانب من مختلف دول العالم تجعل من إقليم كوردستان جنّة حقيقيّة لكل زائر.

من نيكول يوحنا