الكورد يندمجون جيداً.. وعشت تجربة مروعة في الموصل

السفير السويدي لدى العراق:

اربيل (كوردستان 24)- قال السفير السويدي لدى العراق بونتس ميلاندر إن الكورد يندمجون جيداً في المجتمع الغربي وإن الانتخابات الأخيرة في بلاده أفضل مثال على ذلك، وتطرق الدبلوماسي الاوروبي إلى "التجربة المروعة" التي رصدها خلال جولة سابقة في الموصل.

وقال ميلاندر في مقابلة مع كوردستان 24 خلال زيارته الى مقر القناة في اربيل إن الكورد ساهموا بشكل ايجابي في العديد من الفعاليات في المجتمع السويدي لاسيما في السياسة والفن والاقتصاد.

وتابع "السويد وكوردستان، كما تعلمون، لديهما علاقة طويلة الأمد. المثال الجيد على ذلك هو في الواقع الانتخابات البرلمانية السويدية الأخيرة التي فاز فيها ستة مرشحين (من اصل كوردي) بمقاعد في البرلمان".

وعُيِّن ميلاندر كسفير في العراق في تشرين الاول أكتوبر 2017. وسبق أن شغل منصب مستشار لدى سفارة بلاده في الولايات المتحدة.

وأشار السفير إلى أن آلالاف من الكورد في السويد "يندمجون بشكل جيد في المجتمع السويدي، سواء عندما يتعلق الأمر بالحياة الاقتصادية والحياة السياسية والحياة الثقافية".

وتحدث ميلاندر أيضاً عن مستقبل العراق بعد هزيمة تنظيم داعش، محذراً في الوقت نفسه من أن الجماعة المتطرفة لا تزال تشكل تهديداً للبلاد.

وقال "أعتقد أننا في وقت مهم للغاية عندما يتعلق الأمر بمستقبل العراق.. المعركة ضد داعش لم تنته بعد. صحيح لم يعد لديهم أي أرض في العراق، ولكن لا ينبغي لنا أن نكتفي ذلك".

وعلى الرغم من إعلان العراق "النصر النهائي" على داعش في كانون الاول ديسمبر الماضي، إلا أن الجماعة المتطرفة تواصل تنفيذ التفجيرات العشوائية والاغتيالات وعمليات الخطف في العديد من مدن البلاد.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يكافح فيه ساسة العراق لتشكيل حكومة اتحادية ائتلافية جديدة بعد انتخاب رئيس البرلمان ورئيس البلاد وتكليف رئيس وزراء جديد بعد الانتخابات البرلمانية التي اجريت في 12 من أيار مايو وشابتها مزاعم بالتلاعب والتزوير.

وقال ميلاندر "لدى العراق فرصة لطي الصفحة عندما يتعلق الأمر بالتحديات الأخرى التي تواجه المجتمع" ، مشيرا إلى أن الحكومة المركزية في بغداد يجب أن تبدأ في إعادة بناء اقتصاد البلاد.

وتابع "كلنا نعرف عن الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي. أعتقد أن هذه واحدة من القضايا التي يجب معالجتها من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية.. علينا أن نضمن أن يشعر هؤلاء الأجانب (المستثمرين) بالطمأنينة في الوضع الاقتصادي" في المدن العراقية.

وأشار السفير السويدي- الذي بدأ مشواره الدبلوماسي عام 1991-  إلى ضرورة أن تلبي الحكومة العراقية الجديدة احتياجات الناس، خاصة بعد موجة من الاحتجاجات في محافظة البصرة الجنوبية وامتداداها لمدن اخرى لاسيما بغداد للمطالبة بالخدمات الرئيسية.

وانطلقت الاحتجاجات في البصرة في تموز يوليو الماضي بعد نفاد صبر السكان من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة والبطالة.

وقال ميلاندر "نحن ندرك جيداً التحديات الأخرى التي تواجه العراق فيما يتصل بوضع الجنوب... كما على الحكومة إيجاد حل لتحقيق الاستقرار لاسيما إعادة إعمار المدن التي مزّقتها الحرب مثل الموصل".

ومضى للقول "لقد زرت الموصل قبل بضعة أشهر، وكانت هذه أكثر تجربة مروعة في حياتي كلها، يجب أن أعترف لكم بذلك".

ولفت الدبلوماسي السويدي الى ان "الخراب الذي رأيته في الموصل لا يمكن تصديقه. إنها مهمة كبيرة للحكومة العراقية، بمساعدة المجتمع الدولي، لإعادة بناء الموصل لكي يتمكن جميع سكان الموصل من العودة إلى ديارهم".

وقال ميلاندر إن العراق يمضي قدما في جهود إعادة الإعمار والإصلاح، كما أن بغداد لديها فرصة لتمكين المرأة.

وأوضح أن التركيز يجب أن لا يقتصر على تمكين المرأة سياسياً أو اقتصادياً، بل يجب أن يكون من خلال جهود المصالحة في البلاد.

وقال "نعلم جميعاً أن الكثير من النساء كن وحدهن في الاعتناء بأسرهن، ولديهن خبرة كبيرة في كيفية كونهن جزءاً من عملية المصالحة التي نحتاج إليها بالطبع".

وزاد "أعتقد أن هذا يلخص الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للعراق كما أراها".