تطور كوردستان "مذهل" والعراق يمر بـ"لحظة مهمة"

السفير البريطاني لدى بغداد:

أربيل (كوردستان 24)- قال السفير البريطاني الجديد لدى العراق ستيفن هيكي، إن التقدم الحاصل في إقليم كوردستان "مذهل للغاية" مقارنة بالسنوات الماضية، وأشار الى أن العراق عموماً يمر بـ"لحظة مهمة" وأن المملكة المتحدة تدين استخدام العنف ضد المحتجين.

وتولى هيكي مهامه سفيراً للعراق في أيلول سبتمبر 2019، وأجرى الأسبوع الماضي زيارته الأولى الى أربيل التقي فيها مع كبار المسؤولين في إقليم كوردستان.

إقليم كوردستان

أعرب هيكي عن دهشته من "التقدم المذهل الذي تم إحرازه" في إقليم كوردستان منذ زيارته الأخيرة الى الإقليم قبل عقد من الزمن.

وقال في مقابلة مع كوردستان 24 على هامش زيارته لأربيل إن "من المثير للإعجاب أن نرى عند التجول في أربيل كل التطور الذي حدث على الجانب الاقتصادي. أنا متحمس جداً لفرص التجارة والاستثمار بين المملكة المتحدة و(إقليم كوردستان) قريباً".

وتطرق الدبلوماسي البريطاني الى اجتماعاته الأخيرة مع كبار المسؤولين الكورد، وقال إنها "مثمرة للغاية"، وأشار إلى أن المناقشات ركزت على سبل تعزيز العلاقات والتعاون بين المملكة المتحدة وإقليم كوردستان.

وتحدث هيكي عن العلاقات التاريخية بين كوردستان والمملكة المتحدة في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والأمن، وقال "تحدثنا إزاء سبل تعزيز تعاوننا في السنوات المقبلة".

وأشار السفير هيكي الى اجتماعه مع رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني، معربا عن دعم المملكة المتحدة لـ"محاولاته في إصلاح عمل الحكومة، وجعلها أكثر كفاءة".

ومضى يقول "نريد أن ندعم ذلك بكل الطرق المتاحة. وفي الوقت نفسه، تحدثنا أيضاً عن التحديات الأوسع نطاقاً في العراق وكيف يمكننا العمل لمعالجة بعض هذه التحديات".

العراق

أشار السفير هيكي خلال مقابلته مع كوردستان 24 الى أنه ناقش الوضع السياسي في العراق بشكل عام في اجتماعاته مع كبار المسؤولين في إقليم كوردستان.

ويشهد العراق احتجاجات منذ أكثر من شهرين تطالب بإنهاء هيمنة النخبة السياسية على السلطة. وقُتل في الاحتجاجات نحو 400 شخص.

وقال السفير البريطاني إنه تحدث مع المسؤولين الكورد حول "الوضع الإقليمي وكيف يمكننا العمل لضمان استقرار العراق و(كوردستان)".

وأوضح هيكي أيضا أن العراق يمر "بلحظة مهمة"، مبيناً أن بلاده تريد "مساعدة العراق والعراقيين على بناء مؤسسات قوية يمكنها المساعدة في جعل البلاد مستقرة ومزدهرة".

وأضاف أن بريطانيا تعمل مع كل من حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية للتغلب على الأزمة الحالية عبر حل وسط يرضي المتظاهرين.

وأكد السفير على دعم المملكة المتحدة للمطالب "المعقولة والشرعية" للمتظاهرين، وقال إن "الناس يطالبون بفرص عمل أفضل ومكافحة الفساد وتوفير الخدمات".

وتابع "نشعر بقلق بالغ إزاء العنف الذي تم استخدامه ضد المتظاهرين"، ووصف ما يتعرض له المتظاهرون بأنه "غير مقبول".   

وقال الدبلوماسي البريطاني "يجب أن يكون هناك تطبيق لحكم القانون تجاه المتظاهرين والقوات الأمنية".

وعندما سُئل عما إذا كانت بريطانيا ستقدم المشورة للعراق بشأن اختيار رئيس الوزراء المقبل، قال هيكي إن "الأمر متروك للعراقيين وحدهم لاختيار رئيس وزرائهم. الأمر ليس لبريطانيا وليس لأمريكا وليس لإيران أن تختار رئيس وزراء العراق المقبل".

العلاقات بين أربيل وبغداد

خلال المقابلة، سُئل السفير هيكي عن موقفه من التطورات الأخيرة بين أربيل وبغداد، فقال إن المملكة المتحدة ترحب "بالتقدم الذي تم إحرازه بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة المركزية بشأن الاتفاق (المبدئي) حول مشروع قانون الموازنة والنفط".

ومضى يقول "من الواضح أننا سنرى رئيس وزراء جديداً وحكومة جديدة قائمة في بغداد... أنا متأكد من أننا سنشجع ونؤيد الجهود المبذولة للتوصل إلى هذا الاتفاق لأنني أعتقد أنه إذا تم التوصل الى اتفاق بين الجانبين... فإن هذا سيكون جيداً للاستقرار".

وأكد هيكي دعم بريطانيا لحكومة إقليم كوردستان والبيشمركة في الحرب ضد داعش، داعياً الجميع إلى "عدم إغفال" التهديد المستمر للتنظيم في إقليم كوردستان والعراق وسوريا المجاورة، وأضاف أن بريطانيا ستواصل العمل عن كثب مع أربيل وبغداد ضد التهديد.

وشدد السفير البريطاني على ضرورة منع تصاعد العنف في العراق إلى قتال طائفي.

واختتم حديثه بالقول "أعتقد أنه يتعين علينا مواصلة مساعدة العراق على بناء ديمقراطية قوية".