عبد المهدي: ماضون لإعادة النازحين ونصرنا منقوص بوجود الفساد

قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الاثنين إن حكومته ستبذل اقصى الجهود لإعادة النازحين الى ديارهم.

اربيل (كوردستان 24)- قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الاثنين إن حكومته ستبذل اقصى الجهود لإعادة النازحين الى ديارهم، مشيراً الى أن النصر على تنظيم داعش لن يكتمل إلا بعد تحقيق النصر على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.

ونزح ما يقرب من خمسة ملايين عراقي منذ أن اجتاح تنظيم داعش ثلثي مساحة البلاد في هجوم خاطف منتصف عام 2014. وتقول السلطات العراقية إن نصفهم عادوا لديارهم غير أن النصف الآخر لا يزال نازحاً وعلى وجه الخصوص في اقليم كوردستان.

وهناك عدد كثير من العراقيين لا يعرف مصيره خاصة وأن مناطقهم اصبحت ساحة حرب مدمرة اسفرت عن هدم آلاف المنازل وتعطيل الخدمات.

وأعلن العراق في مثل هذا اليوم من العام الماضي النصر على تنظيم داعش بعد معارك استمرت ثلاث سنوات وحظيت بدعم من التحالف الدولي.

وبعد هزيمة داعش تقول الحكومة إنها تسعى لإعادة النازحين الى ديارهم غير ان منظمات دولية المحت الى ان الكثير منهم اعيدوا الى ديارهم قسرا وهو ما قد يعرض حياتهم للخطر في مناطقهم التي مازالت "غير آمنة" وتفتقر الى ابسط مقومات الحياة.

وقال عبد المهدي في كلمة مسجلة من وزارة الدفاع بمناسبة ذكرى النصر على داعش "إن عودة النازحين واعمار مدنهم هدف سنبذل اقصى جهودنا لتحقيقه".

وتقول الحكومة الاتحادية إن حملة إعادة إعمار المدن، التي كانت بقبضة داعش ومنها الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة وغيرها، تحتاج على الاقل الى 100 مليار دولار.

وأضاف عبد المهدي أن الحملة "لا تقتصر على المناطق المحررة فحسب، بل تشمل المحافظات العراقية التي ضحت بأبنائها في عمليات التحرير فتعطلت فيها فرص النمو والاعمار خلال السنوات الماضية وتعاني اليوم من نقص في الخدمات وفرص العمل".

وكان رئيس الوزراء يشير الى المناطق الجنوبية التي شهدت في الاشهر القليلة الماضية احتجاجات واضطرابات بسبب تداعي البنية التحتية وانعدام فرص العمل.

وقال عبد المهدي "لا يجوز أن يستمر هذا الحرمان مدة اطول".

وتواجه السلطات العراقية بالفعل تحديات كثيرة في إعادة تأهيل البنية التحتية في عموم البلاد وإعادة الاستقرار للمناطق المتضررة وتنمية قطاع الخدمات في ظل ارتفاع مؤشرات الفساد.

وأشار عبد المهدي في كلمته التي نقلها التلفزيون الرسمي الى أن "النصر النهائي الذي نصبو اليه هو تحقيق طموحات وتطلعات شعبنا في الاستقرار والبناء والاعمار والتخلص من البطالة ومن مظاهر الفساد الذي كان وما يزال يمثل وجها اخر من اوجه الخراب والارهاب".

ويقول محللون إن استمرار ارتفاع معدلات الفساد في العراق قد يدفع الكثير من الدول إلى الإحجام عن التبرع بالأموال اللازمة لمساعدة بغداد في إعادة الإعمار.

ولا يزال العراق يتصدر مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية بينما يمثل استشراء الفساد في مؤسسات الدولة وسوء الإدارة ابرز تحد يواجه العراقيين منذ سقوط النظام السابق قبل 15 عاما.

وقال عبد المهدي "ما لم ننتصر على الفساد فسيبقى نصرنا منقوصا حتى يتحقق هذا الهدف الكبير".