قاسم سليماني في بغداد لسحب البساط من تحت اقدام الفائز

قال مصدر على اطلاع بمحادثات القوى السياسية العراقية الثلاثاء إن قائد المهمات الخارجية في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني يجري مشاورات مع زعماء شيعة.

اربيل (كوردستان 24)- قال مصدر على اطلاع بمحادثات القوى السياسية العراقية الثلاثاء إن قائد المهمات الخارجية في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني يجري مشاورات مع زعماء شيعة في بغداد بعيد اعلان جزئي لنتائج انتخابات غير حاسمة.

وأظهرت نتائج الانتخابات بعد فرز اكثر من نصف عدد اصوات الناخبين تقدم مقتدى الصدر وهو رجل دين شيعي لا تربطه صلات قوية بطهران بخلاف هادي العامري الذي حل فيما يبدو في المرتبة الثانية. وجاء حيدر العبادي في المرتبة الثالثة على الأرجح.

وصعود ائتلاف سائرون بزعامة الصدر شكل مفاجأة حتى لأقرب منافسيه لاسيما تحالف الفتح بقيادة العامري الذي يمثل المظلة السياسية للحشد الشعبي الذي تدعمه ايران ويضم فصائل بعضها يشرف عليها قاسم سليماني ولعبت دورا في محاربة داعش في العراق.

وهذه اول انتخابات يجريها العراقيون منذ هزيمة تنظيم داعش العام الماضي بعد أن كان في يوم ما يسيطر على ثلثي مساحة البلاد.

وقال المصدر لكوردستان 24 طالبا عدم الاشارة الى اسمه "وصل (قاسم) سليماني بغداد مؤخرا.. زيارته كانت متزامنة مع اعلان نتائج الانتخابات".

وكانت النتائج الاولية غير الرسمية تشير الى تقدم ائتلاف النصر بزعامة العبادي الذي يطمح الى الفوز بفترة ثانية في منصب رئيس الوزراء.

غير أن مفوضية الانتخابات أعلنت لاحقا فوز كتلة الصدر على مستوى البلاد بحصولها على أكثر من 1.3 مليون صوت و54 من مقاعد البرلمان وعددها 329 مقعدا.

وكثيرا ما تحيط السرية بلقاءات سليماني مع المسؤولين العراقيين.

قاسم سليماني وهادي العامري - صورة ارشيفية
قاسم سليماني وهادي العامري - صورة ارشيفية

وأضاف المصدر "اعتقد أن السيد (ابراهيم) الجعفري هو اول الشخصيات التي التقى بها سليماني في بغداد.. المشاورات تتركز على شكل الحكومة المقبلة".

وقال إن سليماني يحاول فيما يبدو إقناع العامري بالتحالف مع المالكي الذي تراجع ائتلافه على نحو غير مسبوق وجماعات شيعية اخرى.

وتابع المصدر "يبدو أنهم يريدون عزل الصدر" عبر تشكيل كتلة برلمانية تجمع اكثر من المقاعد التي حصل عليها زعيم سائرون.

وليس من المرجح أن يتحالف العبادي مع المالكي والعامري.

وحصل العامري على أكثر من 1.2 مليون صوت أي 47 مقعدا في البرلمان، ثم العبادي الذي حصل على أكثر من مليون صوت و42 مقعدا.

وجاء المالكي وهو حليف وثيق لإيران مثل العامري في المركز الرابع بحصوله على 25 مقعدا.

وقال العبادي في كلمة وجهها للعراقيين يوم الاثنين إنه مستعد للعمل والتعاون مع الفائزين في الانتخابات لتشكيل أقوى حكومة خالية من الفساد.

ولا يضمن الفوز بأكبر عدد من المقاعد للصدر اختيار رئيس الوزراء، إذ يجب أن توافق الكتل الفائزة الأخرى على من سيرشحه.

ويتوقع كثيرون ان يتكرر بالصدر سيناريو عام 2010 عندما فاز اياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد لكنه مُنع من تولي منصب رئيس الوزراء وألقى باللوم على طهران في ذلك. واصبح المالكي في ذلك الوقت رئيسا للوزراء بعد نجاحه في تشكيل الكتلة الأكبر.

وكان كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي علي أكبر ولايتي قال قبل الانتخابات بشهرين إن طهران لن تسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق، في اشارة الى تحالف الصدر والحزب الشيوعي العراقي وجماعات أخرى علمانية.

وقام الصدر في تموز يوليو 2017 بزيارة نادرة للسعودية حيث التقى مع بن سلمان ومسؤولين آخرين وهي خطوة اثارت غضب ايران وحلفائها في العراق.

لقاء الصدر مع محمد بن سلمان العام الماضي - صورة: وكالة الانباء السعودية
لقاء الصدر مع محمد بن سلمان العام الماضي - صورة: وكالة الانباء السعودية

ولا يمانع الصدر أن يتولى العبادي ولاية ثانية. وقال في لقاء تلفزيوني سابق إنه يجب أن يكمل مسيرته بعدما نجح في تحقيق مكاسب للبلاد.

ونجح العبادي في الحفاظ على علاقات متوازنة مع المحيط العربي كما احتفظ بعلاقات على نحو نادر مع كل من الولايات المتحدة وإيران.

ويتعين على رئيس الوزراء العراقي المقبل أن يحظى بدعم ايراني وامريكي أو على الأقل ينجح في خلق توازن في ظل التوتر بين الجانبين.