مسعود بارزاني في بغداد للمرة الأولى منذ استفتاء الاستقلال

وصل زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني إلى بغداد في أول زيارة له منذ استفتاء الاستقلال الذي اُجري العام الماضي.

 

اربيل (كوردستان 24)- وصل زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني إلى بغداد الخميس في أول زيارة له منذ استفتاء الاستقلال الذي اُجري العام الماضي.

وتبدو زيارة بارزاني مؤشراً على ذوبان الجليد بين اربيل وبغداد اللتين دخلتا العام الماضي في مناوشات مسلحة بعد توترات الاستفتاء الذي عارضته الحكومة الاتحادية وجابهته بقوة.

وقال مسؤولون كورد لكوردستان 24 إن بارزاني سيلتقي مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

ويرافق بارزاني في هذه الزيارة، مستشار مجلس أمن إقليم كوردستان مسرور بارزاني.

واُستقبل رئيس الإقليم السابق من قبل الحلبوسي وزعيم ائتلاف الفتح هادي العامري.

وتأتي زيارة بارزاني الى بغداد في وقت يدور فيه جدل حول قانون الموازنة المالية لعام 2019. واعترض النواب الكورد على المسودة الحالية وطالبوا بإعادة حصة الإقليم السابقة والبالغة 17 بالمئة بدلاً من 12 بالمئة التي اقرت في الموازنة الاتحادية السابقة.

*زيارة مهمة

قال نائب رئيس الوزراء وزير المالية الاتحادي فؤاد حسين لكوردستان 24 "زيارة الرئيس بارزاني الى بغداد مهمة، لأنها تتصل بالتشكيلة الحكومية الجديدة والعلاقات بين اربيل وبغداد".

وأضاف حسين، الذي كان مرشحاً لتولي منصب الرئاسة العراقية، أن القوى العراقية كافة تعتبر زيارة بارزاني واللقاءات التي سيعقدها في بغداد مهمة ايضاً.

كما تعتبر زيارة الزعيم الكوردي الى العاصمة الأولى بعد تشكيل الحكومة الاتحادية غير المكتملة بسبب تصاعد الخلافات السياسية.

وتكتسب الزيارة أهميتها مع تصاعد الخلاف بين القوى السياسية على خلفية الصراع حول أسماء مرشحي ثماني وزارات لا تزال بلا وزير.

ويقول موفد كوردستان 24 في بغداد آراس محمد إن بارزاني سيبحث مع الزعماء العراقيين خلافات الدستور والمناطق المتنازع عليها.

*حوار عميق

قال رئيس الوزراء الاتحادي عادل عبد المهدي في مؤتمر صحفي عقده مساء الاربعاء إنه ينظر الى زيارة بارزاني "بكل ايجابية (و) بكل ترحيب".

وأضاف أنه سيلتقي مع بارزاني اليوم، قائلا "سنرحب به وسنعقد جلسات حوار عميقة معه. نحن يهمنا جداً أن تكون العلاقات بين اربيل وبغداد جيدة وسالكة".

*تحسن العلاقات

عادت العلاقات بين اربيل وبغداد الى طبيعتها بعدما خفت حدة التوترات على وقع ضغوط من عواصم عالمية بينها واشنطن وباريس وبدء صفحة جديدة.

وقال عبد المهدي "فعلاً شهدنا تحسناً كبيراً على كافة الاصعدة اليوم بسبب تحسن هذه العلاقات وأيضا بسبب الاستفادة من تجاربنا جميعاً... سلباً وايجاباً".

ومضى يقول "أنا اتطلع كثيراً للقاء الذي سيجري بيننا لبحث الامور العميقة والتي يمكن أن تطور العلاقات"، مشيراً الى دور بارزاني في تأسيس العملية السياسية في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في حرب قادتها الولايات المتحدة ربيع عام 2003.

وأشاد عبد المهدي بدور بارزاني في مساعدة الحكومات الاتحادية المتعاقبة بعد سقوط النظام السابق، وقال "كما نحن نريد ايضاً مساعدة الإقليم (الذي) هو جزء من العراق ويهمنا جداً وضع المواطنين في الإقليم ومراعاة الخصوصيات العديدة التي يتمتعون بها".

*باقي الوزراء

تأتي زيارة بارزاني قبل يومين من جلسة مقررة للبرلمان يتوقع فيها حضور عبد المهدي للتصويت على باقي الوزراء في مهمة معقدة للغاية.

ومن المتوقع أن يلتقي بارزاني كذلك مع زعيم تيار الإصلاح عمار الحكيم وكذلك مع رئيس ائتلاف دولة القانون وزعماء آخرين من الشيعة والسنة.

وكان بارزاني قد شدد مراراً على ضرورة أن تلتزم العملية السياسية بالشراكة في الحكم والتوازن في مؤسسات الدولة والتوافق في القرارات السيادية.