الصدر يتخلى عن دعم "احتجاجات تشرين" وأنصاره ينسحبون
أربيل (كوردستان 24)- ألمح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تخليه عن دعم الاحتجاجات المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقال إنه سيقف على الحياد بعدما شكل دعمه لهم زخماً نوعياً في إدامة المظاهرات المطالبة برحيل النخبة السياسية الحاكمة.
وصرّح الصدر بذلك في بيان صدر بعدما نجح في تحشيد آلاف من أنصاره للخروج باحتجاج مليوني منفصل للمطالبة بطرد القوات الأمريكية من العراق. ودعا رجل الدين الشيعي الى تلك المظاهرة من مقر إقامته شبه الدائمة في إيران حيث يدرس العلوم الدينية بمدينة قم.
وعلى الرغم من معارضة الصدر للتدخلات الخارجية في بلاده، إلا انه بات – أكثر من أي وقت مضى – أقرب الى إيران. وأعلن زعيم التيار الصدري مراراً دعمه للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تفجرت في تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) January 24, 2020
وكان دعم الصدر للاحتجاجات يشكل مؤازرة معنوية بالنسبة للمتظاهرين الذين سقط منهم المئات في صدامات مع قوات الأمن، إلا أن تخليه عنهم، كما فسرته وسائل إعلام، سيضع الاحتجاجات في مهب الريح. ولم يتسن معرفة الأسباب التي دفعت الصدر الى إنهاء دعمه.
وأعرب الصدر في بيان أصدره مساء السبت، عن أسفه على من شكك به من متظاهري ساحة التحرير وباقي المحافظات "ممكن كنت سنداً لهم بعد الله وكنت أظنهم سنداً لي وللعراق، وممن والاهم من أصحاب القلم الخارجي المأجور، ولأشكونهم عند رب غفار لي ولهم".
وتابع "إلا أنني من الآن سأحاول ألا أتدخل بشأنهم لا بالسلب ولا بالإيجاب حتى يراعوا مصير العراق وما آل إليه من خطر محدق يتخطفه الجميع من الداخل والخارج بلا هوادة ولا رحمة".
وبدأ أنصار الصدر بالفعل برفع خيامهم من ساحة التحرير في بغداد والمحافظات الجنوبية حيث تشهد احتجاجات ومنفصلة ورافضة للمظاهرات "المليونية" التي دعا إليها الصدر.
وأثار موقف الصدر جدلاً بين العراقيين.
مليونية #بغداد لم يتبقى لها اي اثر جعجعة كبيرة ولكن في داخلها جوفاء لن تأتي بأي فائدة استيراتيجية .
— العراق اولا (@iraq_Fiirst) January 25, 2020
بالمقابل انسحاب انصار #مقتدى_الصدر في هذا المفصل وبعد رجوعه من #ايران وتحالفه مع المليشيات والفاسدين في هذا المظاهرة سيجعل كل ذلك صفحة سوداء في تاريخ ال الصدر .
ونحن لانتمنى ذلك .
الى السيد مقتدى الصدر رعاه الله كل الذي انتقدوك في التحرير اشرف من الذين شاركوا مع التيار في التظاهرات الاخيره فمنهم من اراد قتلك في يوم ما ومنهم حاقد عليك ومنهم من استصغروك لغرورهم ومنهم كارها لك والى ابيك من قبل
— Mohammed Nabhni (@MNabhni) January 25, 2020
تراجع الصدر وتياره لايضر سوح التحرير . الإيمان ثابت بقلوبنا وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة .
— سيف المنصوري (@saif3li90) January 25, 2020
نحن الثابتون على حب هذا #العراق . نريد #وطن لن نتراجع ولا ننقلب على حق امنا به.
خاصة بعد انسحاب التيار الصدري نحو الحياد المحض.
— Husham Alhashimi هشام الهاشمي (@hushamalhashimi) January 24, 2020
في أزمات العراق بعد عام 2011 فإن سياسة عدم الوضوح والاستعانة بخدمات الطرف الثالث الأمنية للتوصل إلى حلول خشنة وغير قانونية لم تأتي بنتيجة حميدة بل كانت آخرها احتلال داعش ل42% من مساحة العراق، وعشرات الآلاف من الضحايا،
ويوم أمس ايضاً، ذكرت مصادر عراقية أن محتجين اثنين قتلا وأصيب 25 آخرون يوم الجمعة في اشتباكات مع قوات الأمن بوسط بغداد.
وأضافت المصادر أن الشرطة استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج عند حلول المساء على طريق محمد القاسم السريع في العاصمة.
وقتلت قوات الأمن نحو 450 من المحتجين المناهضين للنخبة التي تهيمن على الحكم منذ سقوط النظام السابق على يد الأمريكيين عام 2003.