الصدر يتخلى عن دعم "احتجاجات تشرين" وأنصاره ينسحبون

ألمح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تخليه عن دعم الاحتجاجات المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقال إنه سيقف على الحياد بعدما شكل دعمه لهم زخماً نوعياً.

أربيل (كوردستان 24)- ألمح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تخليه عن دعم الاحتجاجات المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقال إنه سيقف على الحياد بعدما شكل دعمه لهم زخماً نوعياً في إدامة المظاهرات المطالبة برحيل النخبة السياسية الحاكمة.

وصرّح الصدر بذلك في بيان صدر بعدما نجح في تحشيد آلاف من أنصاره للخروج باحتجاج مليوني منفصل للمطالبة بطرد القوات الأمريكية من العراق. ودعا رجل الدين الشيعي الى تلك المظاهرة من مقر إقامته شبه الدائمة في إيران حيث يدرس العلوم الدينية بمدينة قم.

وعلى الرغم من معارضة الصدر للتدخلات الخارجية في بلاده، إلا انه بات – أكثر من أي وقت مضى – أقرب الى إيران. وأعلن زعيم التيار الصدري مراراً دعمه للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تفجرت في تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي.

وكان دعم الصدر للاحتجاجات يشكل مؤازرة معنوية بالنسبة للمتظاهرين الذين سقط منهم المئات في صدامات مع قوات الأمن، إلا أن تخليه عنهم، كما فسرته وسائل إعلام، سيضع الاحتجاجات في مهب الريح. ولم يتسن معرفة الأسباب التي دفعت الصدر الى إنهاء دعمه.

وأعرب الصدر في بيان أصدره مساء السبت، عن أسفه على من شكك به من متظاهري ساحة التحرير وباقي المحافظات "ممكن كنت سنداً لهم بعد الله وكنت أظنهم سنداً لي وللعراق، وممن والاهم من أصحاب القلم الخارجي المأجور، ولأشكونهم عند رب غفار لي ولهم".

وتابع "إلا أنني من الآن سأحاول ألا أتدخل بشأنهم لا بالسلب ولا بالإيجاب حتى يراعوا مصير العراق وما آل إليه من خطر محدق يتخطفه الجميع من الداخل والخارج بلا هوادة ولا رحمة".

وبدأ أنصار الصدر بالفعل برفع خيامهم من ساحة التحرير في بغداد والمحافظات الجنوبية حيث تشهد احتجاجات ومنفصلة ورافضة للمظاهرات "المليونية" التي دعا إليها الصدر.

وأثار موقف الصدر جدلاً بين العراقيين.

ويوم أمس ايضاً، ذكرت مصادر عراقية أن محتجين اثنين قتلا وأصيب 25 آخرون يوم الجمعة في اشتباكات مع قوات الأمن بوسط بغداد.

وأضافت المصادر أن الشرطة استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج عند حلول المساء على طريق محمد القاسم السريع في العاصمة.

وقتلت قوات الأمن نحو 450 من المحتجين المناهضين للنخبة التي تهيمن على الحكم منذ سقوط النظام السابق على يد الأمريكيين عام 2003.