بالصور | القوات الامريكية "تحتك" بالحشد الشعبي في الموصل

قال الحشد الشعبي المدعوم من ايران، إن قواته "منعت" قوات أمريكية من القيام بـ"جولة ميدانية" في إحدى الضواحي الشمالية لمدينة الموصل

اربيل (كوردستان 24)- قال الحشد الشعبي المدعوم من ايران، إن قواته "منعت" قوات أمريكية من القيام بـ"جولة ميدانية" في إحدى الضواحي الشمالية لمدينة الموصل، لكن مصدراً أمنياً وشهوداً قالوا إن العسكريين الامريكيين اكملوا مسيرهم رغم الاحتكاك.

ويأتي إعلان الحشد الشعبي عن الدوريات الامريكية على الرغم من نفي قيادة العمليات المشتركة في العراق وجود أي تحركات امريكية على الارض لاسيما في الموصل التي انتزع العراقيون السيطرة عليها بمساعدة التحالف الدولي بقيادة واشنطن أواخر 2017.

وقالت قيادة الحشد الشعبي في نينوى في بيان صدر الجمعة إن الدوريات الراجلة "استفزاز مقصود مما استوجب بنا التدخل والاعتراض على دخولهم من خلال قطع الطريق وتحذيرهم بصورة مباشرة". ولم يصدر بعد أي بيان من الجيش الامريكي ولا قيادة العمليات المشتركة.

وحدثت الواقعة في منطقة "الغابات" في الجزء الشمالي من الضاحية الشرقية لمدينة الموصل ذات الغالبية السنية. وفي عام 2016 أصبحت هذه المنطقة وما حولها مسرحاً للمعارك بين القوات العراقية التي تدعمها القوات الامريكية، وبين مسلحي تنظيم داعش.

وقال مصدر امني في الموصل لكوردستان 24 طالباً عدم نشر اسمه "رغم هذا الاحتكاك البسيط، لم يُمنع الامريكيون من العبور" من الشارع الذي انتشر فيه مقاتلون من الحشد الشعبي. ورفض المصدر الادلاء بمزيد من التفاصيل.

جنود امريكيون ومقاتلون من الحشد الشعبي (صورة تداولها ناشطون على فيسبوك)
جنود امريكيون ومقاتلون من الحشد الشعبي (صورة تداولها ناشطون على فيسبوك)

ويتمركز في منطقة الغابات "لواء بابليون"، وهو فصيل مسلح ينضوي تحت قوات الحشد الشعبي، لكن معظم مقاتليه من المسيحيين.

وقال نائب قائد عمليات نينوى في الحشد الشعبي رضوان العنزي في بيان إن "الذعر والخوف الشديد" لوحظ بين الجنود الامريكيين الذين كانوا يترجلون في المنطقة.

وقال شهود عيان لكوردستان 24 إن القوات الامريكية اجتازت دوريات الحشد الشعبي في الشارع وواصلت السير على الاقدام بغطاء جوي.

وهذه ليست المرة التي يحصل فيها احتكاك بين الحشد الشعبي والقوات الامريكية. وسبق ذلك حوادث مماثلة او قصف بالخطأ في العديد من مناطق البلاد.

واعتمدت القوات العراقية على الحشد الشعبي في طرد داعش من المناطق التي سيطر عليها عام 2014 بعد فرار الجيش والشرطة لاسيما من الموصل.

وفي عام 2016، أقر البرلمان العراقي قانونا يهدف لدمج فصائل الحشد الشعبي في أجهزة الدولة على أن تكون هذه القوات تحت سلطة رئيس الوزراء مباشرة.

ورغم ذلك، ظل لإيران دور واضح في تنسيق قيادة الحشد الشعبي التي تلتقي كثيراً بقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ويقول الحشد الشعبي إن تحركاته لن تتم إلا بأمر من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. ولا تتطابق وجهة نظر الحكومة مع الحشد إزاء الوجود الامريكي.

وزادت إيران نفوذها الإقليمي فيما تشارك قواتها وفصائل متحالفة معها في المعركة ضد داعش في العراق وسوريا بالإضافة إلى تأثيرها على مراكز الحكم في بغداد منذ سقوط النظام السابق بقيادة صدام حسين على يد تحالف دولي بقيادة واشنطن عام 2003.

وقال نائب قائد عمليات الحشد الشعبي في نينوى رضوان العنزي في بيان إن "القوات الأمريكية تعمل على تغطية الفشل الذي تعرضت له في سوريا أثر اعلان انسحابهم منها من خلال هذه الاستعراضات الاعلامية البائسة، ومحاولتهم زعزعة أمن المناطق المحررة".

ولم يحدد الرئيس الامريكي دونالد ترامب جدولاً زمنياً للانسحاب المزمع من سوريا، الذي كان قد أعلنه اواخر العام الماضي، متجاهلاً مشورة كبار مساعديه للأمن القومي ودون تشاور مع المشرعين أو حلفاء الولايات المتحدة الذين يشاركون في العمليات ضد تنظيم داعش.

وبالإضافة الى واشنطن، يشعر حلفاء الولايات المتحدة من العراقيين من أن توسع طهران نفوذها في العراق اذا ما قررت سحب قواتها من البلاد.

والمطالبون بإخراج القوات الامريكية هم زعماء فصائل شيعية قادوا المعارك ضد القوات الامريكية طيلة الفترة التي سبقت انسحابها لأول مرة من العراق عام 2011.

ودعمت الولايات المتحدة، القوات العراقية ضد تنظيم داعش على مدى ثلاث سنوات، ولها نحو خمسة آلاف عسكري يقدمون التدريب والمشورة للعراقيين.