أنفقنا المليارات على العراق.. ولن نغادره

ديفيد شينكر:

أربيل (كوردستان 24)- قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، إن قوات بلاده لن تغادر العراق الذي أنفقت عليه مليارات الدولارات منذ إسقاط النظام السابق عام 2003.

وزار شينكر مؤخرا الإقليم، والتقى بالقادة والمسؤولين الكورد إذ تمكنت قناة كوردستان 24 الفضائية من اجراء مقابلة معه على هامش زيارته.

وسئل شينكر خلال المقابلة عما تمرُّ به المنطقة من أوضاع بعد التطورات الأخيرة فقال إن أمريكا "حاليا في اطار تهدئة الأوضاع، ومما لا شك فيه أن الكرة الآن في ملعب ايران واذا ما حاولت وعن طريق وكلائها مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق مهاجمة المصالح الأمريكية، فنحن قلنا وبصراحة باننا لن نقبل بأي هجمات".

وأضاف أن "ما ننتظره من الحكومة العراقية الالتزام بالقوانين الدولية، وان تحمي ممثلياتنا والعاملين فيها على اراضيها، وقوات التحالف الدولي ومراكز تواجدها لان تلك القوات قدمت بطلب من الحكومة العراقية، وهي تقاتل تنظيم داعش".

وتابع "لدينا علاقة وثيقة مع الحكومة العراقية، وشكلنا تحالفا مؤلفا من 75 دولة والذي كان له دور في هزيمة داعش، وهذا التحالف مستمر في مهامه حتى يتحقق من انتهاء التنظيم".

وأشار شينكر الى أن الولايات المتحدة أنفقت ملايين الدولارات لإعادة إعمار العراق، وسنويا تنفق مليار دولار لتقوية وتدريب وتسليح الجيش العراقي، قائلا "لدينا علاقة قوية بالحكومة الاتحادية، كذلك نمتلك علاقات مماثلة مع حكومة إقليم كوردستان وقوات البيشمركة إذ قاتلنا وعملنا سوية ونأمل استمرار تلك العلاقات".

وبشأن دور الولايات المتحدة مستقبلاً في تهدئة التوترات مع إيران قال المسؤول الأمريكي "نحن هنا لدعم سيادة واستقلال الحكومة العراقية (..) ونحن أكثر من قدم الدعم المالي الى العراق لكي يطهر أراضيه من الألغام، وطهرنا أكثر من 86 الف متر مربع من الألغام وأنفقنا كثيرا من الأموال في إعمار العراق وأنشأنا 500 مدرسة وبناية للتربية والتعليم وفي عام 2014 أنفقنا 2.6 مليار مساعدات أولية للحكومة العراقية".

وتساءل "ايران كم مليارا منحت للعراق"؟

وعن قرار البرلمان بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية قال شينكر إن "هذا القرار أحادي، وينبغي أن نتحاور مع الحكومة العراقية لفهم معنى هذا الأمر".

وحول استمرار أمريكا بدعم العراق في محاربة داعش وتقديم المساعدة للجيش وقوات البيشمركة خاصة بعد قرار البرلمان قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي، "خلال مدة خمس سنوات أمنّا 5.5 مليارات دولار للجيش العراقي، ولدينا آلاف من قواتنا لمساعدة هذا الجيش، وفي عام 2019 فقط نفذنا أكثر من 4000 عملية ضد تنظيم داعش".

ورأى شينكر ان "أمريكا لو تغادر العراق فإن جميع قوات التحالف ستغادر معها ايضا"، مستدركا القول "نحن لن نغادر العراق، والحكومة العراقية هي طلبت منا أن نكون هنا".

وفيما يتعلق بالعلاقات بين إقليم كوردستان وأمريكا، إن "إقليم كوردستان أحد الشركاء الجيدين خاصة في الحرب ضد تنظيم داعش، ونحن هنا نقوم بالكثير من الأعمال الإنسانية، ونقدم المساعدة المالية، والعسكرية لكوردستان".

وثمن المسؤول الأمريكي بيان رئيس إقليم كوردستان الذي ندد فيه بالهجوم الذي تعرضت له سفارة الولايات المتحدة "من قبل المجاميع التابعة لإيران"، قائلا "لذا نحن ننظر الى إقليم كوردستان كحليف مهم وإستراتيجي".

وفي محور آخر من المقابلة سئل شينكر عن رؤية بلاده الى الحكومة العراقية المقبلة، ومواصفات رئيسها الجديد فرد بالقول "نحن لا نصدر الأوامر للحكومة العراقية، ولا نختار لها رئيسا للوزراء، ما نأمله أن يكون العراق بلدا ذا سيادة واستقلال وألّا يكون تابعا لإيران، ونأمل أن يختار الشعب العراقي شخصية وطنية يحب بلده"

وفي جانب آخر تطرقت المقابلة الى الاحتجاجات في مناطق بالعراق إذ وصفها المسؤول الأمريكي بأن "مطالبها مشروعة"، حاثا على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفق تلك المطالب.

وقال ايضا إن "المتظاهرين مارسوا احتجاجاتهم بالطرق السلمية، ولكن تم قمعهم بطرق وحشية من قبل الجهات المقربة من إيران، والتي كانت تأتمر بأوامر قاسم سليماني فقد قتلت ما يزيد عن 400 عراقي، حتى أن قبورهم لم تسلم من أيدي العابثين حسب معلوماتي".

وتابع شينكر بالقول "حاول المحتجون ولمرات عدة الدخول الى المنطقة الخضراء لكي يحتجون أمام المؤسسات الرسمية، ولكن تم قمعهم، وقتل العديد منهم اثرها، وفي الأول من ديسمبر اجتاز اتباع كتائب حزب الله جسر 14 تموز ودخلوا بكل سهولة المنطقة الخضراء".

واختتم المسؤول الأمريكي محاور المقابلة بالقول "نحن نؤيد التظاهرات، ونعلم أنها مستمرة وننتظر من الحكومة العراقية أن تحفظ أرواح المحتجين، إذ أن التظاهرات حق طبيعي لأي شخص، ومن واجب الحكومة العراقية حمايتها".

ت: ي ع