نواب كورد يدعون بغداد للتحرك ضد القصف التركي.. وأنقرة تصعّد

دعا نواب في برلمان إقليم كوردستان الحكومة الاتحادية في العراق الى التحرك ضد الانتهاكات التركية للسيادة العراقية في اعقاب الغارات التي استهدفت مواقع لحزب العمال الكوردستاني.

اربيل (كوردستان 24)- دعا نواب في برلمان إقليم كوردستان الحكومة الاتحادية في العراق الى التحرك ضد الانتهاكات التركية للسيادة العراقية في اعقاب الغارات التي استهدفت مواقع لحزب العمال الكوردستاني وبالأخص في مناطق سنجار ومخمور.

وتقصف تركيا على نحو متكرر قواعد الحزب عبر حدودها الجنوبية وتقول إن المقاتلين يستخدمون المناطق النائية والجبلية قاعدة لشن هجمات على قواتها داخل الاراضي التركية.

لكن الطائرات التركية زادت، في الآونة الأخيرة، من وتيرة قصفها على طول الحدود مع اقليم كوردستان، في الوقت الذي هدد فيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشن هجوم بري واسع على جبال قنديل وسنجار ومناطق داخل سوريا في شرق الفرات.

ويوم الجمعة، استدعت الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد فاتح يلدز وسلمته رسالة احتجاج على القصف التركي الأخير في سنجار ومخمور، وقالت إنه أوقع خسائر بين المدنيين.

وعلى الرغم من ذلك، واصلت الطائرات التركية قصف مواقع لحزب العمال الكوردستاني داخل حدود اقليم كوردستان في تجاهل واضح لاحتجاج الحكومة الاتحادية التي تقول إن الضربات الجوية التركية المتكررة تنتهك سيادتها وتعرض المدنيين الى الخطر.

وكثيراً ما يُسفر القصف التركي عن سقوط خسائر بشرية او اصابات في صفوف المدنيين في اقليم كوردستان الذي يحتفظ بعلاقات اقتصادية قوية مع تركيا.

وتقول الكتل البرلمانية في برلمان اقليم كوردستان إن الضربات الجوية تمثل انتهاكاً واضحاً لسيادة العراق، كما طالبت انقرة بان لا تتجاوز عملياتها الحدود التركية.

وقال زانا ملا خالد، وهو نائب عن الحزب الديمقراطي لكوردستان 24 "نعتقد أن حزب العمال الكوردستاني لا يمكنه أن يسقط الحكومة التركية من خلال استهداف مواقعها العسكرية، وفي الوقت نفسه لا يمكن معالجة القضية الكوردية في تركيا بقصف قواعد حزب العمال الكوردستاني".

وبعد قليل من استدعائه، قال السفير التركي على حسابه في تويتر إن بلاده ستواصل مهاجمة حزب العمال الكوردستاني ما دام يتخذ من الاراضي العراقية معاقل له.

لكن النائب الكوردي المعارض شيركو جودت قال لكوردستان 24 إن على حكومة اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية ان تعارضا التوغل التركي في حدود الإقليم.

وتابع "نعتقد أن حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في العراق يجب أن تتصرفا لأن هذا يعد انتهاكاً لحدود إقليم كوردستان".

ولا يزال حزب العمال ينشر مقاتليه في أكثر من 500 قرية داخل اقليم كوردستان على الرغم من دعوات حكومية له بضرورة اخلائها، بينما توغلت القوات التركية في بعض مناطق الإقليم الى عمق 40 كيلومتراً في اطار الصراع بين الجانبين.

وقال محي الدين حسن وهو نائب في برلمان الإقليم عن الحزب الشيوعي لكوردستان 24 إن حماية الحدود تقع، في نهاية المطاف، على عاتق الحكومة العراقية.

وتابع "يمكن للعراق أن يدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف الانتهاكات التركية".

وتقول تركيا إن قصفها على اهداف حزب العمال يندرج ضمن القانون الدولي الذي يخولها في استهداف أي جماعات "تشكل خطراً" على أمنها القومي، وفقا للسلطات في انقرة.

وسبق أن طالب المسؤولون الكورد بمن فيهم رئيس وزراء إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، حزب العمال الكوردستاني بتجنب شن هجمات على الدول المجاورة ومنها تركيا ثم اللجوء إلى المناطق الجبلية النائية في الاقليم شبه المستقل.

ولطالما دعا نيجيرفان بارزاني حزب العمال الكوردستاني وتركيا إلى احتواء نزاعهما داخل حدود تركيا بدلاً من تحويل إقليم كوردستان ساحة للصراع.

وأكد نائب رئيس البرلمان العراقي بشير الحداد أنه التقى برئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على هامش مؤتمر القدس في اسطنبول، وناقش الإجراءات العسكرية التي تقوم بها أنقرة على الحدود.

وقال الحداد في بيان اصدره مكتبه بعد اللقاء "يجب على تركيا مراجعة سياساتها ووقف قصفها لأن معظم خسائرها هي من المدنيين".

كما حث تركيا على احترام سلامة أراضي العراق وسيادته وإقليم كوردستان.

وأكدت وزارة الخارجية التركية يوم السبت أن عملياتها العسكرية في العراق ضد "الجماعات الإرهابية" ستستمر "أينما وجدت".

ويعد حزب العمال الكوردستاني "منظمة ارهابية" وفقا للوائح التركية والأمريكية والأوروبية.

وقتل اكثر من 40 الف شخص منذ أن حمل حزب العمال الكوردستاني السلاح ضد الدولة التركية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.