58 عاما على حريق عامودا.. جرح لا يلتئم ومجرم مجهول

لا يزال جرح حريق عامودا مفتوحا رغم مرور نحو ستة عقود على الحادثة التي راح ضحيتها مئات الأطفال من المدينة، فيما تستمر المطالبات بفتح ملف "المجزرة" لكشف الايادي التي تسببت بها.

اربيل (كوردستان 24)- لا يزال جرح حريق عامودا مفتوحا رغم مرور نحو ستة عقود على الحادثة التي راح ضحيتها مئات الأطفال من المدينة، فيما تستمر المطالبات بفتح ملف "المجزرة" لكشف الايادي التي تسببت بها.

قبل 58 عاما، وبدعوة من مدير ناحية مدينة عامودا الواقعة في الشمال السوري تمت دعوة 500 طفل لحضور فيلم "سواق نص الليل" في سينما شهرزاد التي لا تتسع لأكثر من 200 متفرجا.

والهدف من عرض الفيلم كان دعم الثورة الجزائرية من خلال التبرع بواردات عرضه، وكان ذلك في 13 تشرين الثاني نوفمبر عام 1960.

ويقول أحد الناجين وهو حسن حميدي لكوردستان 24 "توجهنا الى السينما بفرح غامر، مئات الأطفال اجتمعنا داخل قاعة السينما".

ويتابع حميدي "رغم تنبيه مدير السينما السلطات الى ارتفاع حرارة محرك العرض القديم بسبب العروض المتكررة، إلا أن السلطات الأمنية اصرت على استمرار الفيلم لتندلع شرارة النيران وتتسع حلقتها".

ويروي حميدي كيف شبت النار بالحيطان الخشبية والسقف المشكل من قش وأخشاب، وكيف التهمت نحو 283 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما.

مئات الاطفال ماتوا حرقا وخنقا، نتيجة التزاحم على البوابة الرئيسية عدا الضحايا الذين ماتوا غرقا اثناء قفزهم من النافذة التي كانت تطل على بئر مفتوح تحتها.

ويقول حميدي بحزن "لا تزال اصوات الاطفال في مسمعي، مازلت اسمع يوميا صرخات الآباء والأمهات الذين هرعوا نحو السينما لاإنقاذ فلذات أكبادهم".

وتقول شهادات من عامودا ان شابا اسمه محمد سعيد آغا الدقوري تمكن من انقاذ 12 طفلا قبل أن تسقط عليه عارضة  مشتعلة وتضمه للضحايا.

ورغم مرور عقود على المجزرة مازالت مطالبات ذوي الضحايا مستمرة بكشف الحقيقة، وفتح ملف القضية لمعرفة "الايادي الخفية" التي رتبت للمقتلة بحسب شهادات ناجين من المدينة.

تقرير دلوفان جتو

تحرير سوار أحمد