علاوي: استقرار العراق "خدعة" و"خيال"

قال نائب الرئيس العراقي اياد علاوي إن استقرار العراق "خدعة" و"ضرب من الخيال" في ظل التهميش والطائفية والفساد وآلاف النازحين.

اربيل (كوردستان24)- قال نائب الرئيس العراقي اياد علاوي إن استقرار العراق "خدعة" و"ضرب من الخيال" في ظل التهميش والطائفية والفساد وآلاف النازحين.

وتقدر منظمة الهجرة الدولية عدد النازحين العراقيين بأكثر من ثلاثة ملايين نازح للفترة من اواخر عام 2014 وحتى صيف العام الماضي.

وبدأت عمليات النزوح منذ ان اشتعلت شرارة الاقتتال الطائفي بين السنة والشيعة في العراق في الأعوام الممتدة من 2006 وحتى 2008 قبل ان تهدأ الامور ليتضاعف بعدها النزوح في اعقاب سيطرة داعش على ثلثي اراضي العراق في منتصف عام 2014.

ويلقي كثير من خصوم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي باللوم عليه في ظهور داعش بسبب سياسته التي يصفها كثيرون بالطائفية والاقصائية.

ودأب علاوي كثيرا على انتقاد الحكومات التي خلفته لاسيما التي قادها المالكي وقال إنها فشلت في ارساء دعائم المصالحة بين السكان وكرست الطائفية.

وكتب علاوي على صفحته الرسمية في فيسبوك يوم امس أن "حلم الاستقرار الدائم ما هو إلا خدعة او ضرب من الخيال مع وجود مئات الالاف من النازحين وملايين المهاجرين وعشرات الالاف من المعتقلين الابرياء ومع استمرار التهميش والاقصاء على اسس طائفية وحزبية".

وأضاف ان الاستقرار لن يتحقق كذلك مع "تعطيل الاصلاح وحماية الفساد وتراجع المؤسسات ومصادرة ارادة العراقيين عبر تهديد سلامة العملية الانتخابية".

ويحتل العراق المرتبة 161 من أصل 168 على مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية ويعد استشراء الفساد في مؤسسات الدولة وسوء الإدارة ابرز تحد يواجه العراقيين منذ سقوط النظام السابق قبل 14 عاما.

وقال علاوي، الذي سبق ان شغل منصب رئاسة الوزراء في العراق، إنه "من المؤسف ان الانتصارات الغالية التي حققتها قواتنا المسلحة الباسلة والحشد المقاتل الابطال... لا تزال مهددة وبشكل جدي برغبة بعض السياسيين المحمومة للتقوقع في نفق الطائفية السياسية المظلم رغم ماجرته على البلاد من كوارث يندى لها الجبين".

وتابع "لا يزال هذا البعض راغبا في تشييد عرش سلطته الرخيص على جماجم الابرياء من شعبه، متناسيا ان الشعور بالظلم والحيف يولد ردات فعل غير مأمونة، كما لا يريد الاقرار بان داعش والقاعدة قبلها لم يكونا الا نتاجا لهذه الرؤية القاصرة والممارسات الخاطئة".

وقال علاوي "لسنا مع تهويل الامور... الا اننا نرفض الخداع او دفع ابناءنا لخوض بحر جديد من الدم"، مشيرا الى ان استقرار العراق لن يتحقق "إلا باجتياز الطائفية السياسية والمحاصصة وبناء دولة العدل والمساواة وسيادة القانون ودولة المواطنة".

ويقول منتقدون ومنهم علاوي إن تجربة الحكم في عراق ما بعد إسقاط النظام السابق عام 2003 أقصت السنة وجعلت دورهم هامشيا في البلاد كما يشكو الكورد من نفس الأمر.

واعتمدت العملية السياسية نظام تقسيم طائفيا وقوميا إلى حد كبير لاسيما في المناصب العليا حيث اشترطت أن يتولى الشيعة رئاسة الوزراء وان يكون منصب رئيس الجمهورية للكورد فيما انيطت رئاسة البرلمان إلى السنة رغم أن الدستور لم ينص على ذلك.

ويقول قادة كوردستان إن افضل لحل لوقف معاناة العراق على المدى البعيد يقضي بتقسيمه الى ثلاث دول احداها للكورد والاخرى للسنة والثالثة للشيعة.