البارتي وضرورة التغيير

Kurd24

من السنن الكونية المعتادة والمستمرة في كل لحظة هي التغيير الذي يولد الحماسة للعمل وتخطيط المستقبل وان دل في خفاياها على مرور الايام وعمر الانسان وان تغير الليل والنهار بظلامه ونوره الساطع والفصول الاربعة بجمالها وحرها وطبيعتها الخلابة وبرودتها تنطق بأن التغيير لا مفر منه، وعلى المخلوقات (الانسان والحيوان) ان تتكيف معها ومقاومتها من اجل الديمومة وهنا تلعب الارادة والصلابة دورها وتكشف المعادن بين من يستسلم للواقع ومن يقاوم حتى الصعود الى القمة والاعلان عن الانتصار النهائي المؤقت الذي يتآكل بسبب التغيير ايضاً.

إن حب الانسان للتغيير ناجم عن طبيعته الفطرية التي خلقها الله وكذلك من اجل ان يرسم بحروف من ذهب اسمه في التاريخ ويقول للأجيال القادمة لقد كنت موجوداً ولا تزال الاثار قائمة والبصمات لا يمكن إزالتها بسهولة .

وباعتبار الاحزاب السياسية جزءاً مهماً من المجتمعات الحالية على اختلاف افكارها وتوجهاتها ومستوى ثقافتها فأنها لا يمكن تسلم من رياح التغيير ولا يمكن ان تكون جامدة ولا تعرف التغيير في فلسفتها، لذا فأنها بعد كل انتصار او اخفاق تلجأ الى اجراء التغييرات سواء في الهيكل التنظيمي للحزب او الوجوه عن طريق عقد المؤتمرات او الاجتماعات الموسعة او الهيئات العليا كل حسب ما نظم نفسه .

إن الحزب الديمقراطي الكوردستاني صاحب اكثر من سبعة عقود من النضال الدءوب من اجل حقوق الشعب الكوردستاني ورفع الظلم والاضطهاد ومنع ممارسة العنف معه من قبل الانظمة العراقية الحاكمة كان تأسيسه ضرورة واستجابة لمتطلبات تلك الفترة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ونمو الحس القومي وارتبط وجود الكورد والحركة التحررية الكوردستانية باسمه بل انه كانت العنوان والهوية ورمزاً للبناء الديمقراطي وحامياً لحقوق الاقليات وسهماً في خاصرة وعيون كل من يقف بالضد من حقوق الشعب الكوردستاني .

هذا الحزب حقق من المنجزات ما لا تحصى وشهد من الاخفاقات والمؤامرات العديد ولا يزال ولكنه يزداد صلابة في الارادة والحماسة نحو العلا و المزيد من الانتصارات .

لقد حقق انتصاراً باهراً في الانتخابات العراقية الاخيرة لمجلس النواب في 12/5/2018 بالحصول على 25 مقعداً رغم الظروف والمقاطعة، بل كان الحزب الاول على مستوى العراق يحقق هذا الفوز.

تتناقل وسائل الاعلام التابعة له وغيرها بأنه سيجري تغييرات بين مسؤولي الفروع واللجان المحلية والمكاتب وممثلياته وسط رغبة كبيرة بين انصاره بضرورة اجراء مثل هذه التغييرات وعليه فأننا نرى:-

  • ضرورة ان لا تكون هذه التغييرات مجرد استبدال بين هذا المسؤول وغيره لأنها لا تأتي إلا باليأس وقتل الحماسة و طمر الكفاءات تحت مسميات النقد الذاتي البناء باختصار ان لا تكون من سمات هذا البرنامج تغيير الوجود بين (زيد و عبيد).
  • ان تسليم مهام المسؤولية الى عناصر شابة ووجوه جديدة تعني حب وتطلع الحزب الديمقراطي الى التجدد ومسايرة التطورات وحاجة المرحلة وانه يملك من العناصر الشابة ما لا يعد وقد لعبت دورها كلما سنحت لها الفرصة و هذا لا يعني بالضرورة ان من سبقوهم لم يلعبوا ادوارهم في العمل وتطبيق نهج البارتي، ويعد هذا مطلباً جماهيرياً لأنها باتت تسخر منهم .
  • ان التغييرات لا تعني بأي شكل الخروج عن النهج المرسوم للحزب في خدمة الشعب الكوردستاني وانما تدل على بث الروح المعنوية الجديدة للنهج والاستراتيجية القادمة وربما يكون المسؤول الجديد اكثر تفهماً واستعاباً لخفايا ومتطلبات المرحلة القادمة خاصة ان اقليم كوردستان مقبل على اجراء انتخابات برلمانية ومجالس المحافظات فلابد من الجديد للمزيد من الانتصارات والمنجزات .
  • نرى بأن قيادة الحزب الحكيمة تدرك ضرورة مثل هذه التغييرات بحلة جديدة، لأن القادم ان لم يكن اصعب من سابقاته فأنه لا يقل عنه في المعطيات والمؤامرات والصعوبات.. وكلنا أمل بان البارتى سيأتي بجديد.

ملحوظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.