صراع العراق الى اين؟!!

Kurd24

إن المتتبع للتاريخ القديم والمعاصر لأرض العراق يعرف جيداً، بأنه كان ارض الصراعات وساحة المعارك مع الاختلاف في اطرافها ودرجة قوتهم واهدافهم، وهذا يعني بأنه كانت الضحية وغالباً ما انجر شعبه الى ان يحيد الى طرف دون آخر وهذا ما كلفه الكثير..

 وهل هذا يعني خصوبة ارض العراق وشعبه لزراعة مثل هذا الانتاج وانهم الوقود المناسب لإشعال النيران ام ان الموقع الجغرافي وثرواته وخيراته يدفع بأطماع الاخرين الى الصراع عليه والتدخل في شؤونه الداخلية .

يبدو جلياً في الوقت الحالي ما يدور من صراع بين امريكا من جانب وايران من جانب آخر على ارض العراق فكل منهما يرغب ان يفرض اجنداته عليه دون الاخر واكيد انه صراع المصالح بامتياز وعلى حساب الشعب المسكين وحقوقه، هذا الصراع الذي دخل مراحل جديدة بفرض العقوبات الاقتصادية على ايران والانسحاب من الاتفاق النووي ومحاولة خنق ايران دبلوماسياً وانهيار اقتصاده الى ادنى المستويات ويقابله تصريحات ايرانية بإبراز قوتهم وقدرتهم على الاستمرار في مواجهة امريكا ((الشيطان الاكبر- حسب تعبيرهم)) وإنهم لا يتنازلون عن نهجهم واهدافهم وهذا ما يدفع امريكا الى تكثيف جهودها في سبيل محاصرة ايران والحد من سيطرتها على المنطقة وخاصة العراق الذي باتت ايران يتدخل في دقائق الامور عبر الجماعات والاشخاص والاحزاب القريبة منها .

التصريحات العراقية المتكررة من قبل المسؤولين بأنه لا يمكن ان يكون العراق جزءاً من الصراع الامريكي الايراني تشير وبحكم موقعها كانت وستكون جزءاً مهماً منها ونستدل على ذلك انسحاب القوات الامريكية من سوريا ليستقر بهم المكان في قواعد عسكرية عراقية، بالاضافة الى تصريحات الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) بأنهم باقون في العراق وستجري مراقبة ايران من هذه القواعد وقابلها ردود افعال عراقية، بأنه لن يكون منطلقاً لشن أي عدوان اومراقبة دولة، وان الوجود الامريكي كما قال حسن الكعبي نائب رئيس مجلس النواب هو تجاوز صارخ وسافر للسيادة والإرادة الوطنية وانتهاكاً فاضحاً للدستور العراقي الذي يقر بعدم اعتبار العراق منطلقاً للاعتداء على أي دولة، معتبراً ما صرح به (ترامب) هوتجاوز العرف القانوني والدستوري للدولة العراقية خاصة بعد زيارته للقاعدة الامريكية في 26 كانون الاول 2018.

هذه الزيارة والتصريحات المتتالية والمنتقدة للساسة العراقيين يدفع ببعض القوى السياسية الى طلب مجلس النواب بتشريع قانون يتضمن انهاء العمل بالاتفاقية الامنية مع امريكا وإنهاء مهمة المدربين والمستشارين العسكريين الامريكيين والاجانب في الاراضي العراقية .

لكن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين هو هل ان الصراع الامريكي الايراني وصلت الى الذروة ؟! وان بوادر حرب مدمرة للمنطقة تلوح في الافق اي ان الصراع يتأرجح بين المد والجزر وان طرفاها هما المستفيدان واكثر تحقيقاً لمصالحهما في المنطقة، فان انهاء السيطرة الايرانية تعني تحرر دول المنطقة وخاصة الخليجية من هاجس الخوف وبالتالي قدرتها على قول (لا) لأمريكا في الكثير من الامور، ومن جانب آخر انهاء الوجود الامريكي في العراق تعني اطلاق يد ايران بالسيطرة عليها وعلى غيرها من الدول مما يفقد امريكا حلفاءها ومصالحها، وهذا يعني بان الصراع سيستمر واذا ما دخلت في أوج مراحلها ستكون حرب بالوكالة بين اطراف تابعة لكل منهما، وبهذا يبقى العراق ارض الصراعات الدولية بأصباغ داخلية متنوعة ومتعددة.

 

ملاحظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.