حكومة إقليم كوردستان وربط الأحداث

Kurd24

تعددت الرسائل الموجهة الى حكومة إقليم كوردستان برئيسها ووزرائها ودوائرها في المستويات الدنيا من أشخاص وجهات مختلفة في توجهاتها وأهدافها وكلها تهدف الى حكومة قوية بركائزها وخدماتها وتستطيع بناء جسور من الثقة مع أبناء الشعب وتكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، وكل رسالة تلقي الضوء على جانب لكونه في نظر كاتبها أنها الأولى والأجدر بالاهتمام (مع أهمية كل الجوانب)، وفي هذه النقطة تختلف كل حكومة عن السابقة والتالية، إن التغيير في الوجوه الموجودة في المناصب ضمن الحكومة السابقة هو احد الأدوات أو الوسائل المعمول بها بيد أي حكومة لتنفيذ سياساتها وبرنامجها المعلن عند تشكيلها، وذلك لتطعيم الحكومة بدم جديد تحمل أفكاراً جديدة وروحاً معنوية عالية.

إن العالم مليء بالأحداث وكادت سرعتها تفوق الخيال وتخرج عن اطار التحليل والبحث عن الأسباب في ظل التطور التكنولوجي والعلمي الذي جعل من العالم قرية صغيرة، ربما تكون بعضها آنية مفاجئة والبعض الآخر ذات جذور في الأعماق لتطفو الى السطح بين الحين والحين، وهذا ما جعل كل الشعوب تتأثر بها وتؤثر عليها، ومنها ما يكون لها تأثير على البرامج والسياسات الدولية والفردية ومنها ما يكون عابرة.

إن الملاحظ ومن خلال المتابعة أن الأحداث العالمية والعراقية تؤثر بشكل أو بآخر على البرامج الحكومية في الإقليم، وكثيراً ما أدت الى توقفها بشكل نهائي أو أصابها الشلل والتأجيل خاصة في مسائل الميزانية السنوية وإغلاق الحدود لدواعي صحية أو أمنية أو سياسية، وهذا ما يؤثر سلباً على الأداء الحكومي اليومي والسنوي وغالباً ما يعرضها للنقد.

لكن الملفت للنظر، إن حكومة الإقليم في تنفيذ برنامجها المتعلق بتغير الوجوه السابقة بأخرى جديدة (الذي طال انتظاره من قبل الجيل الصاعد المتحمس) أنها تربط تنفيذ هذا الجزء بأحداث عالمية أو إقليمية أو عراقية، ونعتقد بعدم صواب هذا التوجه لأن استبدال شخص بشخص آخر مهما كان درجته الوظيفية وخبرته يعد شأناً داخلياً، وان الجديد لا يأتي من كوكب آخر، بل هو من أبناء الشعب الكوردستاني، وربما يكون اكثر فهماً أو إدراكا للمرحلة الجديدة.

ومن المؤكد بأن تأجيل هذه الخطوة يؤدي الى الاستمرار على النهج السابق ويحطم الأمل عند الشعب ويشل الحركة لأن الموجود على امل التغيير فيمارس سياسة الترضية أو يحاول بحكم منصبه وعلاقاته ان يبقى والذي يحمل الأمل في تولي منصب يفقد الأمل والفرصة.

إن ربط الأحداث مع بعضها بعضاً يكون محموداً في امور ويكون مسيئاً وسلبياً في امور أخرى فعلى الحكومة  (وهذا سر نجاحها) أن يتميز بينهما ويختار طريقها الصحيح من اجل اداء حكومي متميز ونرى في الإقليم هذا الربط غير السليم على امل البدء بها بعيداً عن ارتباطها مع أحداث داخلية أو خارجية فالحياة تستمر وتستمر.

 

ملاحظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.