كوردستان وإدارة عقل الدولة

Kurd24

منذ أيام ووسائل التواصل الاجتماعي منشغلة بشكل واسع بزيارة وفد الائتلاف السوري الى هولير (أربيل)، ولقاء الوفد بالرئيس مسعود بارزاني، ورئيس حكومة كوردستان السيد مسرور بارزاني. كما نشطت وسائل إعلام كوردية بتغطية هذه الزيارة.

هذه ليست المرة الأولى التي يزور وفد من المعارضة السورية العاصمة الكوردستانية هولير، ومنذ الحراك الجماهيري السوري قبل عشر سنوات للآن كان الرئيس مسعود بارزاني منحازاً لثورة السوريين، ومطالبهم المحقة، وكان الرئيس قد رفض دعوة رسمية من رئيس النظام السوري قبل سنوات لزيارة دمشق واللقاء بشخص رئيس النظام، وهذا ما أثار غضب دمشق التي أرادت أن تحيّد الكرد من الاشتراك مع باقي المكونات السورية لأجل غد أفضل للسوريين جميعاً، ووجد حاكم دمشق فيما بعد ضالته في العمال الكردستاني حينما استدعت الاستخبارات السورية قيادات من قنديل، وتم الاتفاق على كل التفاصيل، ونجح ال ب ك ك بواسطة ذراعه السياسية وفيما بعد العسكرية ال ب ي د في تحييد الكرد من الجو السوري العام، وبدأت جماهير ال ب ي د تهتف ضد العدوان التركي وضد اردوغان، ووجهت هتافات الكرد في غرب كوردستان الى مرمرة ووجوب فك العزلة عن قائدهم عبدالله أوجلان..

كوردستان لمن لا يريد أن يعي من الرهط التابع للعمال الكردستاني، والذي لا يريدها كذلك، دولة على قيد الإعلان الرسمي، لهذا من الطبيعي ان تستقبل كوردستان وحكومتها وبحسب ما يقتضي وقت الزعيم والرئيس البارزاني أية وفود حتى لو انتفت المودة والتوادد من البعض سواء في بغداد او الدول الاقليمية والوفود من دول العالم ذات السطوة والكلام الحاسم على المستوى الدولي أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها..

ومن الممكن استقبال وفود من النظام السوري او المعارضة السورية كما حصل مع وفد الائتلاف الأخير والذي أثار كل هذه الزوبعة الفيسبوكية والتي تعمدت عن قصد الإساءة لكوردستان وللرموز الكوردستانية، هذه الإساءة التي قادها بلا ضمير الجيش الإلكتروني الذي يؤتمر بأوامر قنديل.. قنديل الذي يرى في وجود الرئيس مسعود بارزاني مشكلة كبيرة له!!

ويعلم القنديليون جيدا أنهم رجوا من الرئيس البارزاني قبل سنوات للتوسط بينها وبين الحكومة التركية، ونجحت مساعي الرئيس إلا أن بعض الرؤوس الحامية من الطرفين حالت دون تتويج هذه الوساطة..

ومن ينسى دور الرئيس البارزاني في تحرير كوباني، ولولا تأثيره الدولي وصداقاته مع رؤساء العالم لبقيت كوباني للآن تحت النير الداعشي..

هؤلاء يضحكون على عقول مؤيديهم البسطاء، وكأننا نسينا أن من باع عفرين وسري كانييه وكري سبي هم انفسهم من يريدون بيع ماتبقى من غرب كوردستان بافتعال تظاهرات وصور وتمجيد مجاني لاطائل له، وكأن قضية الكرد وكوردستان انحصرت في تحسين الظروف الحياتية او إطلاق سراح ابو.

ينبغي معرفة أن وفد الائتلاف لن يعود بمستوى البهجة التي أتى بها قبل زيارة كوردستان واللقاء بالسروك البارزاني أو اللقاء داخل برلمان كوردستان..فالسروك بارزاني لم ولن ينسى لحظة واحدة آهات أطفال ونساء عفرين وسري كانييه وكري سبي، ورغم اعتراف رئيس وفد الائتلاف ان سلطتهم غير طاغية على فصائل عديدة في عفرين، إلا أن الرئيس حاصر الضيوف بمتطلبات ستساهم في دفع حياة أهلنا في هذه المناطق المحتلة من قبل الجيش الذي يسمى بـ الوطني والمتلحف بالعباءة الائتلافية نحو استقرار أفضل، وحينما يقول الرئيس البارزاني إننا ننظر بقلق حول الأحداث في عفرين والانتهاكات التي تتم فيها بحق شعبنا الكردي هناك، هذا يعني ان هذا الوفد لن يكون مرحّباً به في الأيام القريبة مالم يف بوعوده..وكذا كان تصريح ممثلية المجلس الوطني الكردي في كوردستان والتي انتقدت انتهاكات وجرائم الفصائل المسلحة بحق المدنيين العزّل من أهلنا في عفرين وسواها.

كوردستان والرئيس بارزاني، بوجه خاص لا يعتمد سباسة العواطف الخاصة، وإلا كان من المستحيل استقبال ولقاء رؤوس حامية من ال ب ي د اخدت على عاتقها مهمة الإساءة لكوردستان، وللرموز الكوردستانية، وأنصارها داخل غرب كوردستان يسيئون حتى للعلم الكوردستاني..

قد يكون للبعض ( المخلص) وخاصة أهلنا في عفرين بعض الموضوعية واستنكار الزيارة كون الائتلاف الخيمة السياسية لهذه الفصائل التي ترتكب الفظائع بحق أهلنا هناك الآن..

ولكن الكثير الكثير من هاجم وكتب كان غرضه الإساءة، بل تعمد الاساءة، وثمة من كتب بغرض التشفي المجاني، وهؤلاء معلوم لأي جهة استخبارية إقليمية يقدّمون خدماتهم بسخاء وبالضد من الإرادة الكردية.

إذاً: حينما نتضامن مع كوردستان وزعيمها وحكيمها، لا يعني اننا نمارس مريدية سياسية كما ذهب بعضهم، أو نروم جاهاً من جهة ما، فثمة من يتعمد طمس معالم الكرد عبر شناعة أعمالهم..