هل تعود طالبان لمنهجها السابق؟

Kurd24

بعد عودة أفغانستان لقبضة طالبان، يتساءل البعض (هل ستكرر طالبان تجربتها السابقة أم تعلمت من أخطائها؟..)، والجواب هو لا، لسبب واضح وبسيط لأن طالبان لا تزال طالبان وأسلوب تعاملها ونهجها مع من يخالفونها نابع من فهمها الظلامي للدين كمنهاج شرعي إيماني سماوي لا يجوز مطلقاً ألمس به، ومخالفة هذا المنهاج يعد كفرا ومن الكبائر التي يستوجب عليها أشد العقاب.

هذا السؤال إن عبّر عن شيء ما فهو بصيغته يعبّر عن حالة من الإحباط وأمل زائف بأن تكون طالبان (لعل و عسى) تتحول عن نهجها الديني القبلي المتزمت الذي تكون طالبان من دونه (ليست طالبان)..!

فطالبان غير مستعدة أبداً أن تتخلى عن ثقافة وفكر وتراث ديني وبيئة خصبة لانتشارها أوصلتها لان تكون ما عليه، وهي تدرك أنها بتجريدها من مقومات أيديولوجيتها العنيفة والمتعصبة أو بتخليها عنها، ستفقد كل شيء، لذا فإنها وفي هذه المرحلة ربما تناور و(تتكتك) بعض الشيء بإطلاق بعض الوعود بصيغ لا تلزم نفسها بها وإلى حين هضمها لغنائم غزوتها بالكامل، حينئذ (ستعود حليمة لعادتها القديمة) لتستمر معاناة الشعب الأفغاني وتعاسته على حساب المزيد من النفوذ واكتناز الثروات لتجار الدين ومهربي الحشيش والسلاح، وأن يدفعوا من أمانهم وأرواحهم وتقدمهم على دروب الحياة، ثمناً لصراع الكبار (المتحضرين..!) ومنافساتهم في هذا العالم.