رؤساء ناجحون

Kurd24

نجح الرؤساء الذين أفنوا سنوات كثيرة من أعمارهم في القيام بمهام الأمن في بلدانهم، وغالبا ما يحظى هؤلاء الرؤساء الأمنيون بحب شعوبهم واحترام حكومات العالم لهم، يفضّل زعماء العالم المتقدم التحاور مع الزعماء الذين لديهم خبرة في الخرائط الأمنية والاقتصادية ومعالجة الكوارث في عالم تشغله هذه الأيام ملفات الأمن والاقتصاد والكوارث اكثر من غيرها بسبب تكاثر التقلبات الأمنية والاقتصادية والطبيعية في السنوات الأخيرة.

يقول فالنتين يوماشيف أحد أهم مساعدي الرئيس الروسي بوريس يلتسن الموثوقين (1991-1999)، سألني الرئيس عن انطباعي في أحد الخلفاء المحتملين لقيادة روسيا، وكان يقصد بوتين رئيس الاستخبارات، فأجبتُ بأنه مرشح رائع يجب أخذه في الاعتبار، إذ كانت الطريقة التي يعمل بها تشي بمدى قدرته على القيام بمهام أصعب". وكان بوتين بالفعل يقوم بمهام صعبة ولا يزال يقود روسيا بحنكة عظيمة، في مصر ترأس عبد الفتاح السيسي مديرية المخابرات وهو اليوم يقود مصر وسط التفاف شعبي وعالمي كبير، وفي العراق، ترأس مصطفى الكاظمي جهاز المخابرات ثم انتقل منه إلى رئاسة الحكومة وحظي بتأييد شعبي ودولي أيضاً، في إقليم كوردستان ترأس مسرور بارزاني مجلس الأمن الإقليم في ظروف صعبة استطاع خلالها أن يحافظ على امن الإقليم الكوردي بأسلوب امني هادئ ورصين لم يسمح بتكدير صفو المواطنين  والضيوف والمقيمين والسائحين والمستثمرين في أحلك الظروف التي استلبت فيها مدن وانتهكت مفاصل أمنية لعواصم كثيرة في الشرق الأوسط. ثم وعبر انتخاب برلماني فاز مسرور بارزاني برئاسة حكومة إقليم كوردستان بحضور محلي ودولي وأممي رفيع.

في أربيل الناعمة المشعّة على الدوام، والمكتظة بالعمارات والشوارع القديمة والشوارع الجديدة والمتنزهات ومشاريع الإعمار المتكاثرة بشكل مدهش، وما يترتب على ذلك من تغييرات جيولوجية وتغييرات في التضاريس والجبال والوديان، لا بد أن يكون هناك احتمال لحدوث كوارث تتعلق بالفيضانات ولا سيما أن كل الأمطار التي تتساقط على الجبال تنحدر طبيعياً عبر الوديان باتجاه المدينة واقضيتها ونواحيها وقراها، وبفعل ما خلفته الأزمة الاقتصادية على إقليم كوردستان كان لا بد أن يكون هناك  تعثر في تشييد المزيد من شبكات تصريف مياه الأمطار والفيضانات، ومع كل هذا وذاك حدثت الأزمة عبر هطول الأمطار لأول مرة بغزارة غير معتادة، وفاضت وديان وغرقت منازل وشوارع وجرفت معها مركبات وممتلكات وبساتين.

أربيل لم تجلس مكتوفة الأيدي أمام هذه الكارثة المفاجأة، الشعب والحكومة معا انتفضوا لحماية عاصمة إقليمهم الذي يعد من أكثر المناطق ازدهاراً وأمناً في العالم وفقا لاستبيانات أممية، وهم عازمون على الحفاظ على هذه المكانة الرفيعة. فالكورد مقاتلون شجعان وسياسيون ناجحون ومحاورون مهرة والكورد صنّاع حياة وعشاق سلام، والكورد معالجو أزمات وكوارث، فخرج رئيس الحكومة باتجاه الكارثة فور حدوثها يتبعه طاقم وزرائه، كان بإمكان رئيس حكومة إقليم كوردستان الجلوس بمكتبه وإدارة الأزمة من هناك، لكنّها أربيل، وأربيل ليست مدينة عادية، أنها مدينة الكورد والضيوف والمقيمين والنازحين والسائحين والقنصليات والمراكز الثقافية العالمية وشركات المستثمرين من كل أصقاع العالم والمطار والفنادق الفخمة والحدائق الجميلة والجامعات الرفيعة والمشافي العظيمة والقلعة الشهيرة، خرج مسرور بارزاني رئيس الحكومة ومعالج الأزمات والكوارث، ومشى في الشوارع المطيّنة والتقى بالمتضررين وتحدث معهم وشاركهم مشاعرهم ووعدهم خيراً فانزاحت مخلفات الكارثة عن صدورهم وهم يشاهدوا الرئيس بينهم في الساعات الحرجة في حدث قل مثيله بين رئيس وشعبه إلا ما ندر، وبقرار جريء وسخاء بالغ يقرر الرئيس وحكومته تخصيص ثلاثة مليارات دينار لتعويض المتضررين من السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة أربيل بإقليم كوردستان، فتنتهي الكارثة ومخلفاتها في يوم واحد.

انه زمن الرؤساء الناجحون، نجح الرؤساء الذين أفنوا سنوات كثيرة من أعمارهم في القيام بمهام الأمن في بلدانهم، بفعل خبرتهم في الخرائط الأمنية والاقتصادية ومعالجة الكوارث وغالبا ما يحظى هؤلاء الرؤساء الأمنيون بحب شعوبهم واحترام حكومات العالم لهم، وأحدهم مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كوردستان.