كنتُ في دهوك

Kurd24

قضيت أيام العيد، في مدينة دهوك، هذه المدينة المحاطة بالجبال من ثلاث جهات، ويمر بها نهران يرتبطان مع بعضهما في الناحية الجنوبية الغربية منها، وهي تعدّ منطقةً حدوديةً عبر معبر "خابور" مع تركيا، وأخرى مع سوريا، ما كسبها أهميةً استراتيجية واقتصادية وسياحية.. أيام جميلة، حيث الراحة والخدمات والنفوس الطيبة التي تلتقيك، وتلتقيها بود وسرور، وسط أجواء من المتعة، والكرم.

وصلناها برا عن طريق الموصل، من خلال شوارع عريضة، ميسرة معظمها باتجاهين، قليلة التعرجات، غير أن الظروف شاءت أن نعود منها بعد قضاء مدة زيارتنا، عن طريق أربيل كما رغبنا، التي دخلناها عبر شوارع معبدة حديثة، لكن بعد اجتيازنا المدينة، ودخولنا حدود محافظة ديالى، باتجاه  العاصمة، دب فينا الإزعاج الذي سلب منا فرحة أيام العيد، بسبب الأخاديد والتعرجات التي حفل بهما الشارع الحيوي والوحيد الذي يربط بغداد بالمحافظات الشمالية، حيث لاحظنا مراراً أن مركبتنا أصبحت وجهًا لوجه مع  شاحنات  ضخمة، تركت مسار الذهاب المخصص لها بسبب تلف الشارع، وعدم صلاحيته للسير، وتحولت إلى مسار الرجوع، ولا ينتهي المشهد إلا بانحراف أحد السائقين مع تخفيف السرعة قدر الإمكان لتجنب الاصطدام، أو الانقلاب نتيجة النزول إلى الطريق الترابي، وهي لحظات  حرجة عشناها أثناء  العودة ، لكن نباهة سائق مركبتنا كانت حاضرة والحمد لله.

أعود الى أيام "دهوك" وروعتها، فأقول إنني لم اسمع ضجيجاً وإزعاجاً طوال وجودنا، وتلك في رأيي اهم المظاهر الراقية، فالحركة الفاعلة في الحياة والبناء، إلى جانب نعمة الهدوء، إحدى اهم مستلزمات الحياة في مدينة اتسعت فيها هندسة التناسق، ودقة التنظيم التي تتمثل في طرق حديثة، ضمتها شبكة من الأنفاق والمجسرات ذوات الهندسة الرائعة، والإنارة ولوحات الدلالة والأرصفة.. باختصار حين يتجول المرء في "دهوك" كأنه يتجول في مدينة أوروبية!

إن السياحة وسيلة ترفيه وتغيير من نفسية الإنسان، وكثير من النّاس ينصحون بالسفر من أجل البهجة، فالإنسان حين يسافر يشعر بالتّشويق، فالسياحة تساهم في اكتشاف أماكن وثقافات جديدة، إضافة إلى المغامرات والمتعة، وأيضاً لها دور معنوي في تعزيز الجانب الجيّد في نفسية الإنسان.

وكل عيد وأنتم بخير.

نقلاً عن الزمان