الكورد إخوتي !! (1)

Kurd24

مصطلح كوردنيون (كورد-أردنيون) عبارة دارجة يسمعها الأردني زائر اقليم كوردستان العراق في أكثر من مكان، يقولها الكورد بمحبة طافحة.

ويجد الزائر الأردني الكثيرين الذين درسوا أو تدربوا أو تعالجوا في الأردن، فكل طائرة للملكية الاردنية متوجهة من أربيل إلى عمان، وعددها عشر رحلات أسبوعياً، تحمل ما لا يقل عن عشرة مرضى يقصدون الأردن للعلاج.

سُمعة الملك عبد الله والشعب الأردني في العلالي والذرى في كوردستان العراق، وهذه السمعة العطرة، تفتح آفاقا واسعةً جداً للتعاون الاقتصادي والاستثماري والطبي والسياحي والزراعي والتعليم الجامعي وبناء القدرات والتدريب وغيرها، يعززها وجودُ القنصل العام النبيه فؤاد المجالي والملحق الطبي المثابر الدكتور سليمان العمارين ومدير الملكية الأردنية النشيط عبد الله الزيود.

ظل شعارُ الكورد لعقودٍ طويلة هو: "ليس للكورد أصدقاء إلا الجبال".

ونقل لي دولة عبد الكريم الكباريتي مقولةً لدولة مضر بدران: "الكوردُ حطبُ الدول، الكل يحرقهم".

السيد مسرور البارزاني رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان العراق، قال مُرحِّبا بالشخصيات المشاركة في حفل افتتاح متحف بارزان الوطني: "لقد تم تدمير بلدة برزان 16 مرة خلال القرن الماضي، تمت تسويتها بالأرض، وها هي قد نهضت وشمخت".

رهانُ المنطقة الأكبر، هو على الزعيم الكوردي البارز مسعود البارزاني، رجلُ الحكمة والمحبة، داعيةُ الصفح والتسامح، صاحب مقولة "لا توجد مشكلة ليس لها حل"، وصاحب شعار "نحن دائماً ضد العنف".

فرغم أن الزعيم مسعود البارزاني يشير إلى أن كل الامبراطوريات والأنظمة السياسية التي حكمت المنطقة، هاجمت ودمرت قرى الكورد، إلا أنه ينتهج التسامح والصفح ويدعو إلى تجاوز الماضي الدامي، والتخلص من إرث الثأر، من أجل توفير القدرة على بناء الحاضر والمستقبل، وتسليم الرايات إلى الأجيال الجديدة، وهي عالية وليست ملطخة بالدم.

دماءٌ بريئة غزيرةٌ سالت فوق جبال كوردستان الشاهقة، صديقة الكوردي التي لم تخذله، وقد أصبحت برسم الاتّعاظ، وتفادي تكرار الحروب، والتطلع إلى المستقبل بأمل.

ثمة الكثير من العقبات والمؤامرات والمخاضات والمشكلات التي تواجه أبناء العراق وإقليم كوردستان، لكن المؤكد والمحسوم، هو أن لا عودة إلى السلاح لحلها.

أمّا جبالُ كوردستان الشاهقة، فلم تعد صديقة الشعب الكوردي الوحيدة، فقد أصبح العالم كله على دراية ومعرفة بما اقترفته الإمبراطوريات الحاكمة طيلة 700 سنة بإخوتنا الكورد، ولم يعد تكرار المجازر ممكناً على الإطلاق.

 

محمد حسن سليمان داودية

عضو مجلس الأعيان الأردني السابق