الارهاب لم ينته

Kurd24

الارهاب هذه الكلمة الاكثر تداولاً بين الاوساط الرسمية وغيرها تعود الى مالها من تأثير في النفوس ودمار في الحياة، حيث تعددت التعريف والتسميات بين الحكومات والمختصين ويرجع ذلك الى الاختلاف في اسباب النشوء والغرض منها والأهداف التي تحققها .

اعلنت الحكومة الاتحادية العراقية في 9/12/2017 انتهاء سيطرة داعش عسكرياً على الاراضي التي احتلتها وانهيار دولتها الارهابية التي اسستها على الجماجم والخوف ولكن دون ذكر دور البيشمركة في التصدي لداعش طيلة السنوات الماضية وتقديمه للآلاف من التضحيات بين شهيد وجريح وان الوثائق المحفوظة دلائل واضحة على ذلك، مما اثار حفيظة وزارة البيشمركة والشعب الكوردستاني في ردود افعالهم، وقدمت دول التحالف وخاصة امريكا الترحيب والتهنئة الى القوات العراقية بنصرها العسكري.

ولكن نقطة الالتقاء التي تجمع الحكومة الاتحادية والكوردستانية ودول التحالف وحتى المختصين بشأن الجماعات الارهابية بأن دحر داعش عسكريا لا يعني نهايتهم وان المرحلة القادمة تحتاج الى بذل المزيد من الجهود الامنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بل يكون اكثر صعوبة من ذي قبل وان كان قوة السلاح حاكماً فالأيام القادمة تتطلب صقل الفكر المتطرف من العقول واستبدالها بالمعتدل وبمساهمة جميع فئات المجتمع في هذه العملية وتستغرق مدة طويلة :

ان الاسباب التي تفرض بان الارهاب لم يندحر بعد تعود الى :

1- ان الجماعة الارهابية (داعش) خلال فترة سيطرتها على المنطقة لأكثر من ثلاث سنوات قد عملت وبجد على غرس الفكر المتشدد في العقول الصغيرة والكبيرة عن طريق المراكز التدريبية والمدارس ونشر الوعي المتطرف بحيث لا يمكن التخلي عنها بسهولة اضافة الى ان العديد من العائلات التي انظمت اليها خلال فترة حكمها والاستفادة منها اقتصادياً وقتل افرادها في معاركها مع القوات العراقية والبيشمركة او عند قصفها من قبل طائرات التحالف ولا زالت هذه العائلات موجودة تسكن مناطقها إلا القليل منها قد فرت الى اماكن مجهولة لذا فأنها لاتفك ارتباطها بها بسهولة.

2- إن الاقرار بعدم دحر داعش تعني بقاء القوات الامريكية المنتشرة في العراق لفترة زمنية أخرى من اجل حماية مصالحها في المنطقة والحد من نفوذ ايران وتمددها، هذه القوات التي ارغمت على مغادرة العراق عام 2011 واستغلت ظهور داعش للعودة اليها ثانية فأنها تبحث عن المبررات لبقاءها اطول مدة ممكنة .

3- ان الاعتراف ببقاء داعش واستمراره فكرياً يفتح الابواب على مصراعيها لظهور جماعات ارهابية اخرى وان كان مختلفاً في الاسم والأليات كلما سنحت لها الفرصة والاسباب ويعد هذا تخوفاً من بطشها وجبروتها ومن جانب اخر حفاظاً على مصالحهم وحماية امنهم لأن الاستخفاف بالعدويجر الى الخيبة والخذلان .

4- ان الاقصاء والطائفية المقيتة والتهميش القسري وعدم معاملة القيادة السياسية في العراق على اساس المواطنة مع جميع مكونات الشعب اسباب ادت الى ظهور الجماعات الارهابية وخاصة (داعش) او على اقل تقدير تكوين حاضنة آمنة لنموها وتطورها واقرار الحكومة الاتحادية بعدم نهاية داعش تشير الى ان الحكومة لا تزال مستمرة على منهجها السابق وان مواقفها دالة على ذلك مما يفسح المجال امام الارهاب ان يعود الى سابق عهدها مع الاختلاف في القوة والاسم لذا فأن القيادة السياسية في العراق تحمل وزرها من وراء نمو الارهاب وضربها للتوافق والشراكة والتوازن عرض الحائط.

ومن اجل اقتلاع الارهاب من الجذور نقترح:

- ان تبني الحكومة الاتحادية مشروعاً شاملاً من اجل الوحدة الوطنية ولم شمل الجميع تحت قبته.

- تفعيل دور منظمات المجتمع المدني ودور العبادة والاعلام لمحاربة الفكر المتطرف.

- الضرب بيد من حديد على الجماعات الارهابية مهما كانت.

ملحوظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان24 بأي شكل من الأشكال.