أدلة عن كوردستانية كركوك

Kurd24

لقد احتل البريطانيون كركوك في 26 تشرين الأول سنة 1918 وتم تعيين الميجر نوئيل حاكمًا سياسيًا على كركوك وتوابعها وقد أسس مجلسًا في كركوك يتكون من 12 عضوًا كالآتي:

عضو مسيحي (1)، عضو يهودي (1)، عضو عربي (1)، أعضاء التركمان (3 )، أعضاء الكورد (6).

ومن خلال هذا العرض يتضح أن تمثيل الكورد في إدارة كركوك كان بـ (6) مقاعد والتركمان (3) مقاعد والعرب (1) مقعد واحد ونسبة الكورد كانت في تزايد مستمر ولكن بعد حملات التعريب على كركوك وبقية المناطق الكوردستانية بدأت نسبة الكورد بالتراجع.

وفي إحصاء أجرته السلطات الحكومية الحاكمة في بغداد سنة 1957 أن السكان قسموا على الفئات الآتية:

1-  الكورد 187,593

2-  العرب 109,620

3-  التركمان 83,371

وفي إحصاء سنة 1977 كانت كالآتي:

1-  العرب 218,755

2-  الكورد 184,875

3-  التركمان 80,875

وفي إحصاء سنة 1997 كانت كالآتي:

1-  العرب 544,596

2-  الكورد 155,861

3-  التركمان 50,099

لاحظوا الفرق بين الإحصاءات زيادة نسبة العرب وتراجع نسبة الكورد والتركمان كل ذلك من خلال سياسة التعريب المنظمة في كركوك وذلك بأتباع ما يأتي:

1- توطين العشائر العربية من جنوب وغرب العراق في كركوك وتوزيع الأراضي الزراعية الكوردية والتركمانية على العشائر العربية بهدف استيطانها وتم إسكان ( 27705) شخص من العرب في سنة 1957 في ناحية الحويجة.

2-  طرد أعداد كبيرة من الموظفين والعمال الكورد من مؤسسات الدولة ولاسيما شركة نفط الشمال في كركوك ونقلهم خارج كركوك وجلب الموظفين العرب ليحلوا محل موظفي الكورد.

3-  توزيع الأراضي السكنية للعرب الوافدين إلى كركوك وتقديم المساعدات المالية لبناء الدور السكنية لزيادة نسبتهم في تلك المناطق وفي صيف سنة 1981 تم توزيع 33 ألف قطعة أرض سكنية وصرف 19 ألف دينار لكل عائلة عربية في منطقة ليلان بمحافظة كركوك.

4-  منح وكالات الشركات والمؤسسات الاقتصادية للعرب الوافدين.

5-  منع الكورد والتركمان من شراء العقارات كما لا يسمح لهما ببيع عقاراتهما إلا للعرب !

6-  صدور قرار مجلس قيادة الثورة رقم (850) في 12-12-1988 تصحيح القومية وهو القرار الذي أجبر الكورد والتركمان على تغيير قوميتهما إلى العربية!

وإلا سيحرمون من جميع حقوق المواطنة ويرحلون إلى خارج المنطقة.

7-  التلاعب بالحدود الإدارية لمحافظة كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين لتغيير واقعها الديموغرافي لصالح العرب فمثلًا تم تقليل مساحة كركوك التي كانت تزيد على 20 ألف كم٢ في الخمسينيات القرن الماضي إلى 9679 كم٢.

8-  طالت سياسة التعريب الجانب الثقافي وتمثلت في تغيير الأسماء الكوردية للقصبات والقرى والمدارس والأحياء السكنية إلى اللغة العربية نحو تغيير اسم كركوك إلى محافظة تأميم وتغيير اسم محلة رحيماوا إلى الأندلس وإعدادية كوردستان إلى إعدادية عبدالملك بن مروان.

9-  مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة للعوائل المشاركة في الثورة التحررية الكوردية كل ذلك تم بمراسيم جمهورية رسمية وموثقة بالكتب الرسمية.

10-تشكيل منظمات سرية في كركوك لإرهاب واغتيال الشخصيات الكوردية فيها بهدف إرغامهم على تركها والهروب منها.

وبسبب هذه السياسة الشوفينية التعريبية الحقدية تجاه الكورد في كركوك فكانت نسبة الكورد في كركوك 48,3% بموجب إحصاء عام 1957 ثم انخفضت إلى 21% بموجب إحصاء سنة 1997.

أما الأدلة التاريخية والجغرافية فكثيرة جدًا على كوردستانية كركوك.

فلو عدنا إلى 30 كانون الثاني 2005 والتي تضمنت التصويت لانتخاب الجمعية الوطنية المؤقتة فضلاً عن التصويت لانتخاب مجالس المحافظات في عموم البلد.

فقد جاءت النتائج المعلنة والمصادقة عليها من قبل المفوضية المستقلة العليا للانتخابات بممثلين للقوائم الفائزة لشغل 41 مقعدًا في مجلس محافظة كركوك وبالنسب الآتية:

1- (كركوك المتآخية) : 26 مقعدًا.

2- (جبهة تركمان العراق) : 8 مقاعد.

3- (التجمع الجمهوري العراقي): 5 مقاعد.

4- (الائتلاف الإسلامي والتركماني) : 1.

5- (التجمع الوطني العراقي) : 1.

وهذا أكبر دليل على الثقل الجماهيري للكورد في كركوك بحصول قائمة كركوك المتآخية على 26 مقعدًا وبقية الكتل السياسية التركمانية والعربية على 15 مقعدًا.

فلنأت إلى المستقبل القريب ولاسيما في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 12/5/2018 كانت صفعة قوية و ضربة موجعة بوجه القومجية ورد للذين يقولون بعروبيتها وتركمانيتها فالنتائج الانتخابية كانت أكبر دليل على كوردستانية كركوك وذلك بحصولها على 12 مقعدًا برلمانيًا على الرغم من عدم مشاركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الانتخابات وأعلن مقاطعته فيها كونها محتلة من قبل ميليشيات الحشد الشعبي وكانت المقاعد الفائزة بالشكل الآتي :الاتحاد الوطني الكردستاني 6 مقاعد والتحالف العربي في كركوك 3 مقاعد و جبهة تركمان كركوك 3 مقاعد.

على الرغم من كونها محتلة من قبل الحشد الشعبي في 16 أكتوبر2017 والسلطة أصبحت بيدهم وعدم وجود قوات الپيشمرگة وجهاز الآسايش في كركوك لأنهما انسحابا منها ولكنهم لم يحققوا تلك النتائج التي صدعوا رؤوسنا وأزكموا أنوفنا بها بأنهم الأكثرية ولكن كان هناك رد قاسٍ من الجماهير الكوردستانية والمفوضية العليا للانتخابات بأن كركوك كوردية وتبقى  كوردستانية مهما مارسوا من سياسات التعريب والتهجيرالقسري والتغيير الديموغرافي وتجريف القرى والخيانات والمؤامرات التي تحاك من جديد ينسج خيوطها أطراف سياسية وينفذها محافظ كركوك الحالي راكان الجبوري.

 

الدكتور نايف گرگري

أكاديمي وسياسي كوردي

 

ملاحظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.